رئيس التحرير
عصام كامل

الأخلاق في أزمة!! (2)


لابد أن نعترف ونقر أن الأخلاق في أزمة والثقافة في أزمة والوجدان الشعبي والضمير الجمعي في أزمة.. هذا واقع لا يجب أن نغمض أعيننا عنه إذا أردنا علاجًا سريعًا لما وصل إليه حالنا من تدهور وانحطاط وتراجع.


شاعت الأخطاء واستشرت حين لم تجد ضميرًا يقظًا يراجعها ويقاوم انتشارها في المجالات كلها، تعليمًا واقتصادًا.. ثقافة واجتماعًا.. حتى صارت سلوكيات لا يجد المجتمع غضاضة لا أقول في قبولها ومحاكاتها ولكن في التعايش معها والسكوت عنها حتى صارت جزءًا يوميًا من سلوكنا، وسوسًا ينخر في مجتمعنا، وتماسكنا الأخلاقي لا يكاد يخلو منها مسلسل أو عمل درامي بدعوى أن ناقل الكفر ليس بكافر وهو قول يجسد ثقافة الانحطاط التي هوت إليها مجتمعاتنا العربية بدلًا من أن يكون الفن كما الثقافة والإعلام والتعليم وأجهزة الدولة المعنية بصناعة العقل وصياغة الوجدان وغيرها من عوامل القوة الناعمة أداة تنوير وتغيير وإصلاح في طليعة الشعوب.. صارت عوامل تكرس لانهيار منظومة الأخلاق.

ولا غرابة في وضع كهذا أن تختفي الأعمال الفنية والبرامج التليفزيونية الهادفة التي ترسم للمجتمع قيمه ومثله العليا التي يجب غرسها في وجدان أفراده وتقدم لهم ما يفيدهم لا ما يحبون، حتى تمادت سلوكياتهم في أخطاء وخطايا صار التراجع عنها وإصلاحها أمرًا عسيرًا.
نحن في حاجة إلى ثورة أخلاقية وتشريعية تصلح ما اعوج من سلوكياتنا.
alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية