رئيس التحرير
عصام كامل

ما أحوجنا إلى ثورة أخلاقية.. وتشريعية!


لقد انتشل الزعيم الصيني "ماو تسي تونج" بلاده من الفوضى والانفلات، بعد اندلاع الثورة، وهو ما رأيناه في مصر، فقرر تفجير ثورة ثقافية في مجتمعه تواكب الثورة السياسية، بعد أن خلص إلى حقيقة مهمة مفاداها أن التغيير الحقيقي لا بد أن يبدأ أولًا في بنية الثقافة والأخلاق والتعليم والفكر الديني.


لم يتردد الزعيم الصيني في زرع روح الفريق في وجدان الصينيين وتغليب صالح الوطن على ما عداه، وهو ما أغفلته نخبتنا وتياراتنا السياسية، التي تصارعت على الحكم إبان ثورة يناير، فدفعت بالمجتمع كله إلى التناحر والتشرذم، بدلًا من قيادة الشعب نحو تغيير حقيقي في ثقافته وعاداته السلبية، وإغراقه في السلوكيات السلبية كالكسل والتواكل والشعوذة واللامبالاة والغيبة والشائعات وغيرها.

ولم يكن أي من القوى والأحزاب السياسية بعد الثورة مهيأ لقيادة المجتمع نحو تغيير حقيقي مبني على رؤية واضحة في السياسية والاقتصاد والإدارة والتعليم والأخلاق.. رؤية تنهي عقودًا من التشوه والارتباك والتراجع في شتى المجالات، رؤية تحدث تغييرًا من القاع إلى القمة وليس العكس كما يريده البعض عندنا، فيسقط سقوطًا مروعًا كما حدث للمشروع الإخواني الذي لم يصمد أكثر من عام واحد.

ما أحوجنا إلى ثورة أخلاقية، تصلح ما اعوج من سلوكياتنا، وتشريعات رادعة لمن يتعمدون الإساءة لمؤسسات الدولة ورموزها وازدراء قيم المجتمع وثقافته وموروثه.. نحتاج لمشروع ثقافي تربوي تعليمي يعيد للعقل المصري إبداعه ونبوغه.. فهل تتبنى الحكومة مع البرلمان مثل هذا المشروع لإنقاذ البلاد من تراكمات عقود من الفساد والانهيار؟!

alyhashem51253@gmail.com

الجريدة الرسمية