رئيس التحرير
عصام كامل

أمازيغ تونس ينتفضون أيضا!


الأسبوع الماضى أعلن الأمازيغ في تونس أول دعوة لمؤتمر كبير منذ عهد الرئيس الراحل بورقيبة، التطور خطير، خصوصا وأن المؤتمر دعُى إليه مجموعات من النشطاء في الغرب، وما يسمى بداعمى الأقليات في أوربا.


وصف أمازيغ تونس المؤتمر بأنه بداية لحركة انتفاضة لاستعادة ثقافة وهوية قديمة دفنها العرب، وأهال عليها التراب كل من نظام بورقيبة وزين العابدين بن على. نشطاء توانسة اعتبروا إقرار الدستور الجزائرى اللغة الأمازيغية رسمية ثانية بعد العربية مؤخرا، منح دفعة قوية للقومية الأمازيغية في تونس للمطالبة بحقوق أيضا، بينما وقف على الجانب الآخر من يقول إن القومية التونسية، واحدة مكونة من عدة أعراق.. لكن الكلام عن بربر، وعن أمازيغ وعن عرب، فهذا ضد القومية وضد الوحدة..وهو الطريق لستين داهية.

واضح أن إقرار الأمازيغية في الدستور الجزائرى الجديد له تداعيات، أخطرها سيكون على تونس والجزائر، وربما على ليبيا أيضا.

بعد بدايات الربيع العربى بفترة قليلة، بدأ يظهر في الإعلام العربى كثيرا من الكلام عن الأمازيغ، وثقافة الأمازيغ، وقومية الأمازيغ المدفونة تحت التراب العربى في شمال أفريقيا.

ومن أوربا، خصوصا من فرنسا، ظهرت عشرات الجمعيات التي تدعم نشاط الأقليات الأمازيغية تفعيلا للتجانس القومى في الشمال الأفريقى. من قال إن دعم الأقليات، مرادف للتجانس القومى؟ ظهور مصطلح الأقليات واستمرار اللعب على وتره، كفيل بدفن أي حديث عن القومية الواحدة، أو السلام الاجتماعى.

لكن هذا ما حدث.
حقوقيون توانسة، من أصول عربية يؤيدون حق الأمازيغ التوانسة في إحياء ثقافتهم. أما الأمازيغ التوانسة فيقولون إن الهدف الوحيد من تحركاتهم الأخيرة، الدفاع عن هويتهم وانتشال ثقافتهم من الاندثار. يقولون إنهم يهدفون إلى الاعتراف بوجودهم، بعد حرمانهم من الظهور خلال العهود السابقة.

الكلام كما يبدو سم في العسل. والمنظمات الأوربية، تسعى كما يبدو لإحداث فتيل نزاع عربى أمازيغى، يقلب المغرب العربى، بعد أن فشلت حركة النهضة الإسلامية في أسلمة تونس بعد ثورة الياسمين.

لا كانت ثورة ياسمين، ولا فل. بالعكس، روائحها كانت كريهة، بتداعيات مستمرة حتى اليوم.

نشاط الأمازيغ في تونس والجزائر، وعلو نبرتهم، ومؤازرة وسائل الإعلام في أوربا إشارة واضحة إلى ما يجرى في الكواليس ضد التركيبة العربية في بلدان الشمال الأفريقى.

معلوم. حذار من أحاديث العرقيات. فلو دخل الحديث عن العرقيات والأقليات من الباب، هرب الكلام عن الوحدة الوطنية من الشباك.

لكن ما الذي يقصده الأمازيغ، باستهدافهم إحياء ثقافتهم، والتعريف بقوميتهم المقهورة؟.

لا شىء، ولا معنى. كلام للاستهلاك الإعلامي، قبل أن يأتى الحديث عن العداء مع الدولة، ومحاولات اقتسام مناطق النفوذ، وإعادة رسم الخرائط حسب الطبيعة العرقية لأهالي الأقاليم.

حسب الإحصائيات الرسمية، لا يزيد عدد الأمازيغ التوانسة عن 500 ألف، أي خمسة في المائة من العدد الإجمالي لسكان البلاد، بينما لا يتحدث اللغة الأمازيغية سوى اثنين في المائة منهم.

أغلب الأمازيع متواجدون بين قبائل الجنوب التونسي، وبعض مدن الشمال.من يدرينا ألا يضعوا قائمة بمطالبهم، في تقاسم النفوذ مع الدولة في أماكن تواجدهم، مثلما بدا في الجزائر، ومثلما حدث في العراق، من قوميات أخرى، وأعراق قالوا إنهم لابد وأن يشاركوا في الحكم؟.

ما الخطوة الثانية في قصة نضال الأمازيغ التي بدأت في المغرب العربى؟
لا أحد يعرف !
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية