رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحاكم بأمر الله.. وبحيرى وناعوت ومالك!


صديقى القارئ تخيل معى لو أن التصرف الذي حدث من الممثل أحمد مالك والمرفوض تماما التعامل معه بأنه عيل وغلط، تخيلوا أن التصرف حدث إلى شريحة أخرى، الصحفيين مثلا حتى يتم استخدام هذا السخف بدلا من القلم.. أو شريحة الأطباء أو المحامين.. أو وجهت إلى السادة الممثلين انفسهم.. ماذا كان ممكن أن يحدث؟


هل تتذكرون فيلم الأفوكاتوا لعادل إمام وما حدث من المحامين؟ مع ملاحظة أن جميع الشرائح التي ذكرتها غير حكومية، وللأسف أصبح الجدل والحوار وكأنه بين فريقين وإن كانا غير متكافئين، الأغلبية غير راضية عن تصرف أحمد مالك تجاه الشرطة، والفريق الآخر وهم قلة وإن كان صوتها عالى بشكل غريب ومريب، الجانب الأول يريد القصاص من أصحاب المشكلة والفريق الآخر يريد العفو والسماح، لدرجة الفنانة نيللى كريم اتهمت من يهاجم أحمد مالك بأنه جعل من نفسه الله وقالت بالضبط "ياساتر.. كلكم ربنا".

الغريب أن بين الذين دافعوا عن أحمد مالك نجم في حجم محمد منير ومحمد العدل وطبيعى جيهان فاضل التي كانت من مؤيدى الإخوان ومحمد مرسي، لابأس من الاختلاف في التقييم الموضوعى لأى شىء، ولكن الحقيقة أزعجنى جدا هو الحديث عن الواقى الذكرى وكأننا نتحدث عن نوع جديد من اللبان أومشروب غازى أو لعبة أطفال، وتتحدث الفنانات أو السيدات بشكل عادى جدا، وضاعت من الوجوه الحياء تماما هذه الملاحظة الأولى على المشهد وخطأ أحمد مالك (21سنة).

الملاحظة الثانية: ذهب البعض إلى جمع كل ماجاء في ذاكرته، حبس إسلام بحيرى وحكم فاطمة ناعوت بالسجن أيضا، وضم إليهم تصرف احمد مالك البذىء، لدرجة أن هناك من كتب عن عودة محاكم التفتيش الأوربية ولكن في مصر، وفاطمة ناعوت تستفز من لايقف معها علانية نحن السابقون وأنتم اللاحقون، ومسئول في الدولة يحتمى باسم السيسي ويعلن أن الحكم ضد إرادة السيسي بإقامة حكم مدنى!!

ويسقط أمامى مقالة لكاتبة لايعرفها غير أسرتها وأصدقاء المقاهى التي تذهب إليها للمقارنة بمايحدث الآن في مصر بما كان يحدث في عهد الحاكم بأمر الله، وتنشر جريدة مستقلة المقال، ويروج لها أصدقاء الشلة على المواقع، وهنا سأعرض أقل من ربع المقال الذي يشرح وبإسهاب ماكان يحدث في مصر أيام الحاكم بأمر الله:

"الخليفة الحاكم بأمر الله، أخذ على عاتقه أن يقوم بالحسبة-( اصطلاح إسلامى يعنى في أساسه الأمر بالمعروف عندما يكون مهملا والنهى عن المنكر عندما يكون علنًا) وكان الحاكم بأمر الله قد أمر بأن يضرب في الطرقات بالأجراس ونودى بأن لا يدخل أحد الحمام إلا بمئزر، ولا يمشى اليهود والنصارى إلا بالغيار، وتم اقتحام الحمَّامات، وأخذوا منها جماعة وتم التشهير بهم، حيث إنهم وجدوا بغير مئزر، ومنع بيع النبيذ بالتظاهر بشىء منه أو من الفقاع (البيرة)، ومنع بيع السمك الذي لا قشر له! ومنع النصارى من الغطاس، ومنع الناس من الاجتماع في المآتم ومن اتِّباع الجنائز، ومنع الناس من الخروج من منازلهم قبل صلاة الصبح وبعد صلاة العشاء، ومنع من الاجتماع على شاطئ النيل، ومنع ركوب النساء المراكب وذهابهنَّ إلى الحمَّام أو خروجهن إلى الطرقات في ليل أو نهار، ولا يكشفن وجوهن ولا يتبرجن سواء كانت المرأة شابة أو عجوزًا، فاحتبسن في بيوتهن ولم تُرَ امرأة في طريق وأغلقت حماماتهن، ومنعت دكاكين الإسكافيين عن صناعة خفاف النساء وتعطلت حوانيتهم، ومنع الغناء واللهو، وأخذ المحتسب "غين" يجمع الشطرنج من أماكن متعددة وأحرقها، ومن باع السمك الذي لا قشر له من الصيادين تضرب رقبته، وأحرقت من الزبيب كانت في مخازن التجار. وقرئ سجل في الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية، والجرجير، والقرع والمتوكلية."
ضربت الكثير من الرقاب، وقطعت الكثير من الأيادى والأرجل."

هل هذا يعقل أن تكون مصر الآن بهذا التصور البشع التي نقلته بتفاصيل أكثر لايمكن نشرها لأن ما سبق يكفى للتدليل على فكر ورؤية صاحبتها ؟ للعلم الدولة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة كان مستضيفها من أسابيع وهى غير محجبة وشعرها في الهواء الطلق ولم تقطع رقبتها مثلا! أما الذين يروجون لها فهم من أصحاب السبوبة في كل مواقع الدولة آخرهم معرض الكتاب!

وللأسف البعض يقول دول شوية عيال للتقليل من تصرفاتهم، الانتحاريين في نفس أعمار هؤلاء العيال، والقانون يحاسبهم .ليس مطلوبا القمع ولا المنع ولكن نريد الحرية التي تتوافق مع كل تاريخنا وقيمنا الإنسانية والدينية.

Advertisements
الجريدة الرسمية