رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس مركز تطوير قدرات أعضاء تدريس جامعة القاهرة: لابد من غلق مراكز "بير السلم"

فيتو

>> نمتلك شهادات جودة من أكبر جامعات العالم
>> "القاهرة" أولى الجامعات التي نادت بأهمية التدريب.. و3 وزارات فقط استجابت لأفكارنا

>> "التربية والتعليم" رفضت مشروع "المعلم المحترف".. وطلبنا تطبيقه في مؤسسات "دبى"
>> برنامج تأهيل الصحفيين حقق نجاحا مبهرا.. ونبدأ الدورة الثانية خلال أيام


حوار: أحمد الديب_ أحمد رأفت - محمود عثمان
عدسة: محمد متعب

يعد مركز تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة واحدًا من أهم وأقوى مراكز التدريب في مصر وصدر له قرار من المجلس الأعلى للجامعات بأن يكون وحدة مركزية لاعتماد جميع المراكز بالجامعات واعتماد المدربين واعتماد المادة التدريبية.

«فيتو» التقت الدكتور عمرو مصطفى، المدير التنفيذى لمركز تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة والأستاذ بالجامعة لكشف الأسباب التي منعت إشرافهم على مراكز الجامعات المماثلة، وأكد خلال الحوار أن القاهرة كانت أولى الجامعات التي سعت لتأهيل وتدريب الشباب قبل أي جامعة وتأهيل القيادات للمناصب الجامعية وكشف عن أن هناك مقترحا لأول مرة لتدريب نواب رؤساء الجامعات على الإدارة.. وإلى نص الحوار..

في البداية.. حدثنا عن المركز ودوره ومهامه في مجال التدريب بجامعة القاهرة؟
بدأت فكرة المركز في 2004 ضمن مجموعة مشروعات لتطوير وزارة التعليم العالي وقتها قدر عددها بـ25 مشروعا، بدأت الوزارة بتنفيذ 6 مشروعات كان من بينهم مركز التدريب والتطوير بجامعة القاهرة، وكانت إدارة المشروعات تمول المركز بـ100% لمدة 6 شهور بعدها كان للجامعة نسبة تمويل قدرت بـ25% وإدارة المشروعات 75%، ثم بعدها بفترة أصبحت نسبة التمويل متساوية لكل منهما 50% وبعدها كان للجامعة النصيب الأكبر في تمويله بنسبة 75% وفي نهاية 2007 أصبح التمويل ذاتيا كاملا من جامعة القاهرة.

ماذا يقدم مركز التدريب والتطوير للجامعات المصرية والعاملين بها وأعضاء هيئة التدريس؟
كل جامعة في مصر بها مركز للتدريب والتطوير، لكن الجامعة الوحيدة في مصر التي تمنح جميع أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة دورات تدريبية مجانية هي جامعة القاهرة تقدر بـ3 دورات، وهي إلزامية للترقي بقانون تنظيم الجامعات ويكون عدد الدورات الذي يسمح بالحصول على الدرجة التالية هو 6 دورات يحصل عليها المعيد والمدرس المساعد، المدرس، الأستاذ المساعد، والأستاذ، وهناك مقترح لتشمل منصب نائب رئيس الجامعة ليحصل على دورات تفيده في الإدارة.

هل هناك شروط في المدربين والمتخصصين في تدريس تلك الدورات التدريبية؟
بالطبع هناك شروط، فلابد أن يجتاز دورة المدرب المحترف وهي الدورة الوحيدة المعتمدة حصريا في مصر وعلى مستوى الشرق الأوسط بحق جامعة القاهرة لأن هناك 7 مدربين معتمدين هم من جهزوا المادة الخاصة بها وحصلنا بها على رقم إيداع دولي باسم جامعة القاهرة واعتماد دولي من جامعة ولاية ميزور الأمريكية.

هل لديكم إحصائيات أو متابعات لحجم الإفادة التي يتلقاها المتدربون في المركز؟
كل ما نستطيع فعله للحصول على ذلك هو التحليل لنتائج المتدربين بالمركز ومدى إفادتهم أو مشكلاتهم للوقوف عليها، واتفقنا مع مؤسسة مصر الخير على مساعدتنا لتخفيض التكاليف الخاصة بالبعثات على الدولة وتوفير ما يقدر بنحو 1.5 مليون جنيه مصروفات للمبعوث الواحد، من خلال دعم أوائل الخريجين وتدريبهم بشكل شامل عن طريق برنامج تدريبي يستمر 24 يوما يغير مجريات الأمور للمتدرب على الإطلاق، وبدأنا بـ3 مجموعات وقدر عدد المشاركين 44 شخصا.

متى بدأت تلك التدريبات؟
منذ سنتين، وفوجئنا بأن عددا من سافر لبعثات شخصية في أكبر جامعات في العالم 19 من 44 تم تدريبهم؛ أي بنسبة 42%، وكانت تكلفة الفرد على مؤسسة مصر الخير 4000 جنيه، في الوقت الذي كان يكلفنا فيه الفرد الواحد مليون جنيه، فخضنا التجربة بالاقتراح على وزارة التعليم العالي بإعطائها مليون جنيه في سبيل تدريب 300 فرد تقريبا، فإذا تم سفر 50 واحدا من الـ300 فهذا يعد إنجازا كبيرا، وبالفعل ذهبت للوزارة من سنة وتقابلت مع المسئولين عن البعثات، ولكن لم يكن هناك بند يسمح لهم بتحمل مسئولة تدريب، ووقتها استغرت من عدم استثمار هذه الفكرة الناجحة.

هل تم إرسال هذا المقترح للوزراء الحالي؟
سيتم إرساله عن طريق الدكتور جابر نصار فنجاح أي فكرة نابع من اقتناع رئيس الجامعة بها، وهذا لما لمسه الدكتور جابر من نجاح لفكرة التدريب، وتم الاتفاق مع وحدة إدارة المشروعات بوزارة التعليم العالي وتكلفته 4 ملايين ونصف المليون، مما يجعلنا نتوسع أكثر، وسنضاعف النسبة الموجودة حاليا إلى ثلاثة أضعاف من حيث عدد المتدربين وزيادة عدد القاعات ونزيد من إمكانيات القاعات، وسننشئ قاعة مؤتمرات، وسيكون دعم الدولة للمشروع سيكون ثلاثة ملايين والجامعة أربعة ملايين ونصف المليون.

ما الفترة التي قضيتها بالمركز.. وكم رئيس جامعة تعاملت معه؟
نحو 5 سنوات.. وتعاملت مع الدكتور حسام كامل ثم الدكتور جابر نصار.. فبعد حصولنا على الاعتماد الدولي الأول في ثمانية أيام، وبعد 72 ساعة وكنت في الجهاز الإداري تم ترقيتي لإدارة المركز، وكان الاعتماد الأول حافزا لي للاعتماد الدولي الثاني.

ما الفرق بين مركز تنمية القدرات أعضاء هيئة التدريس في جامعة القاهرة وأي جامعة أخرى؟
جامعة القاهرة حصلت على ثلاثة اعتمادات من جهات خاصة ولكن ليس هذا ما كنا نعمل من أجله، وقررنا أن نأخذ اعتمادا أعلى لأن الجامعة تستحق هذا فحصلنا على أيزو 9001 في جودة الإدارة من ألمانيا، وفكرنا في أيزو أخرى وحصلنا بالفعل عليها وهي أيزو 18001 من ألمانيا، وأخيرا حصلنا على أعلى نسبة جودة وهي 10015، وبذلك يتميز مركز تنمية القدرات بجامعة القاهرة بحصوله على ثلاثة أيزو من ألمانيا، وفكرنا بعد ذلك في اعتمادة مادة المدرب المحترف، وبالفعل تم اعتمادها من جامعة أمريكية حكومية، وبذلك أصبحنا المركز الوحيد في الشرق الأوسط الذي لديه مادة علمية بيد أساتذة مصريين تم اعتمادها من جامعة أمريكية حكومية، وتم عرض ذلك على المجلس الأعلى للجامعات، فصدر قرار في 28 يونيو 2014 بأن مركز تنمية القدرات أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة بأن يكون وحدة مركزية لاعتماد جميع المراكز بالجامعات المصرية واعتماد المدربين واعتماد المادة التدريبية، ولكنا لم نستطع تنفيذ هذا القرار كما يجب.

ماذا تعني باعتماد جميع المراكز؟
أي أننا أصبحنا بتميزنا وحدة مركزية لاعتماد ورفع جميع المراكز الموجودة في الجمهورية منذ النشأة حتى المادة العلمية التي تدرس بالمركز، وذلك كله بالمجان وهناك جامعات تتساءل لماذا جامعة القاهرة تكون وحدة مركزية؟ ووضحنا السبب، وقلنا: من لديه ما نتميز به من شهادات الأيزو والمدربين والمادة العلمية المعتمدة يتفضل، وطلبنا تشكيل لجنة من جميع المراكز لضمان جودة عالية وواحدة على مستوى المراكز كلها، وحتى نعمل بمعايير دولية.

هل لديك علم بأن هناك اتفاقا مع بريطانيا لإنشاء الأكاديمية المهنية لأعضاء التدريس.. وما تعليقك على ذلك لو تم؟
ليس لدى علم على الإطلاق بذلك، وأنا أرى أن هناك أمرين مهمين لدينا في المركز وهو أننا ندرب المتقدمين في تخصصاتهم ولدينا 4 مجالات وهي الإدارة، البحث العلمي، مهارات التواصل والتنظيم، وأيضا الجودة ونظم وضع الامتحانات واستخدام التكنولوجيا في التدريس، ويتبقى شيء آخر وهو ضرورة المتابعة مع المتدرب داخل مؤسسته للعمل على تطوره وتقدمه.

من المسئول عن إدارة فرع المركز بدبى ومن سيتولى إدارته؟
في الحقيقى نحن بصدد افتتاح مقر للمركز في دبى وخاصة بمقر تابع للأكاديمية العربية للبحث والتطوير بهدف إعداد دورات المدرب المحترف وتقديم برامج تأهلية للقيادات وللشباب ولأى برامج تدريبية، وستكون الشهادات معتمدة من المركز ومن إحدى الجامعات الأمريكية الحكومية، وللعلم أن مركز تطوير القدرات بالجامعة سيكون المسئول عن إدارة المقر من هنا بحيث يتم أعداد البرنامج المطلوب وتجهيزه جيجا من مادة ومدربين ثم مخاطبة الجهة وفور إرسال التكلفة سيتم إرسال المدربين والقائمين على البرنامج المحدد، وللعلم أن جامعة القاهرة بصدد إنشاء معرض خاص للجامعة لإظهار الإمكانيات الموجودة بالجامعة وسوف يحضره مسئولون بالتعليم العالى والتعليم الأساسى على مستوى الوطن العربى وسوف يحضره رئيس الجامعة وعدد من العمداء وسوف تكون دبى مركز الإشعاع لجامعة القاهرة لإظهار مدى إمكانيتها وعلمها لخدمة الوطن العربى.

ما هو البرنامج الذي قدمته الجامعة لوزارة التربية والتعليم.. وما هو مصيره؟
في الحقيقة تقدمنا بمشروع المعلم المحترف لوزارة التربية والتعيلم بعد موافقة رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار منذ عام ونصف بهدف تدريب مجموعة من العلمين واقترحنا أن نبدأ باثنين من المعلمين بالمركز لمدة 7 أيام ثم عمل مراجعة الكاملة لا تستغرق أيام وتكلفة الإثنين 4 آلاف جنيه فقط بحيث يصبحوا معلمين محترفين في تخصصهما سواء كان إنجليزيا أو عربيا أو أي مادة أخرى يتولى المعلمون تدريب 10 معلمين في نفس تخصصهم داخل المنطقة التعليمية التابعين لها، وفى خلال عامين على الحد الأقصى سيكون جميع معلمى مصر محترفين طبقًا لبرنامج محترف ودولى ونظام عالمى يعده مركز قدرات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وهذا الأمر خدمة للدولة وكانت الجامعة لن تتأخر في دعمه لتوفير الشهادات للمتدربين وكان الأمر لن يكلف الوزارة شيئا سوى مكافأة لعدد المدرين الأساسيين الذين تم تعليمهم وتدرييهم وقاموا بعد ذلك بتأهيل زملائهم.
وللعلم أن هذا المشروع تقدمنا به منذ عام ونصف العام، ولم يصل لنا رد حتى الآن وطلب منا تنفيذ هذا البرنامج في دبى من خلال المركز الذي نسعى لافتتاحه.

وزارة التربية والتعليم لديها الأكاديمية المهنية للمعلمين وإذا تم قبول المقترح سيعتبر تأكيدا لفشل هذه الأكاديمية ؟
في الحقيقة اأنتم فتحتوا أمرا مهما وأنا أتمنى أن يتحقق في مصر وهى أن مراكز التدريب في مصر غير عادية ونحن في الجامعة قمنا بعمل رابطة المتدربين المعتمدين من المركز وهى مشهرة من وزارة التضامن الاجتماعى، وأعضاؤها على مستوى الجمهورية ورئيس الجامعة وافق على أن يكون مقرها داخل المركز هنا بالجامعة وذلك بهدف نظرة مستقبلية لخدمة الدولة والجامعة وأيضا يجب أن يتم إلغاء جميع المراكز الوهمية التي تتدعى تدريب الشباب، وأن تتولى مراكز التدريب بالجامعات
التي بها مدربون معتمدون واعتمادات رسمية الإشراف على مركز التدريب داخل كل محافظة وتكون مسئولة أيضا عن منحها اعتماد مراكز التدريب والمادة التدريبية واعتماد المدربين، لأن هذه الأيام أصبحت منتشرة الشهادات الوهمية بمبالغ كبيرة من مراكز تدعى أنها تخدم الشباب ولا يوجد تدريب حقيقى.

حدثنا عن برنامج تدريب المحررين المؤهلين لعضوية نقابة الصحفيين والبرنامج المخصص لهم؟
كلفت من الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة ببرنامج تدريب الصحفيين وتأهيلهم لعضوية النقابة العام الماضى، وكان له مردود طيب لم يتوقعه أحد وفى الحقيقة أن الدورة الثانية للمحررين ستنطلق خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير الجارى، بحيث تكون هناك مجموعتان في اليوم الواحد وسوف يتولى المركز إعداد وتنفيذ البرنامج التدريبى الذي يهدف لتنمية مهارات الصحفيين طبقا للبروتوكول الموقع مع نقابة الصحفيين وسوف تستغرق مدة البرامج 48 ساعة بمعدل 6 ساعات يوميا على مدى 8 أيام ويتضمن مجالات التشريعات الإعلامية ومهارات الكتابة والفنون الصحفية ومهارات الحاسب الآلى واللغة الإنجليزية والعربية وسوف يحصل المتدرب على شهادة معتمدة من الجامعة واحدة بالعربية والأخرى بالإنجليزية.

لماذا لم يسهم المركز في تأهيل قدرات الشباب؟
بالعكس، الجامعة كانت من أول الجامعة المصرية، التي أعدت برنامج لتاهيل الشباب والقيادات المؤهلة وقمنا بإرساله إلى جميع الوزرات ولم تستجب لنا سوى وزارات السياحة والنقل والإسكان وباقى الوزارات لم ترد، وكلفت من رئيس الجامعة بإعداد برنامج تدريبى لبعض التخصصات في محكمة النقض وجار الانتهاء منه كما قمنا بتدريب أوائل الخريجين من الحاصلين على منحة بأكاديمية البحث العلمى من الطلاب المنضمين لمشروع "علماء الجيل القادم"، وكان كل ذلك إيمانًا بدور الجامعة القوى والقومى.

لماذا لم تستفد الجامعات الحكومية الأخرى من فكرة التدريب والتأهيل ؟
قمنا بشراء 85 مادة تدربية من كندا من أجل خدمة وتدريب الجامعات الأخرى وصادر قرار عن الأعلى للجامعات بذلك وكان من ضمن بنود القرار عرض رؤية الدكتور عمرو مصطفى على مجلس الدراسات العليا لتقديم الرؤية المستقبلية ولكن هذا القرار لم يفعل ولم ندخل أي جامعة حتى الآن وكان هدف الجامعة مساعدة باقى الجامعات

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية