رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وزير الثقافة الليبي: استدراج الجيش المصري إلى ليبيا «هدف أمريكي»

فيتو


  • العرب يفتقدون لـ "مشروع ثقافي حقيقي" قادر على مواجهة الإرهاب
  • المجتمع الليبي انغلق 42 عامًا على نفسه بسبب مشروعات النظام السابق
  • نظام ليبيا السابق وراء "فشلها"
  • أنظمة ليبيا السابقة ادعت "معرفة مصلحة الشعب"
  • أدباء ليبيا "محتشمون" عن المشاركات الثقافية
  • أمريكا تسعى إلى "إعادة ترتيب المنطقة العربية"
  • الوطن العربي "قطع شطرنج" بأيدي الغرب


يؤكد أن ضعف الثقافة العربية هي العامل الأساسي الذي ساعد المنظمات في التغول إلى الوطن العربي، كالسوس حين ينخر في عظام أمة بأكملها، ويحيل جثمانها العملاق، إلى عظام هشة تذري بها الرياح متى أرادت.

وتمنى خالد نجم وزير الثقافة الليبي، خلال مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته السابعة والأربعين، أن تعمل الدول في الفترة المقبلة على التخطيط إلى مشروع ثقافي حقيقي، يستطيع هزيمة التطرف ونحره.

وفي حوار جمع "فيتو" بنجم، دار الحديث على النحو التالي:

- ليبيا من الدول التي توغل فيها الإرهاب بالفترة الماضية.. برأيك
ماهي المنافذ التي تسلل التطرف منها إلى الأراضي الليبية ؟
أصل المشكلة هي مشكلة ثقافية، فلو كان العرب يمتلكون فكرا وثقافة تواجه التطرف والإرهاب الذي اقتلع أطفالنا من بيوتنا لما وصل الحال العربي لمثل هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها، فنحن نفتقد للمشروع الثقافي القادر على الوقوف بوجه الإرهاب.
وأرى أن العلاج يكمن في ثلاثة نقاط أساسية، أولا العلاج الجراحي من خلال استئصال الجماعات المتطرفة، ثانيا علاج دوائي وهو أن يكون هناك برنامج ثقافي ينتشل الشباب من الانضمام لمثل هذه الجماعات، ثالثا علاج وقائي بمشروع ثقافي مستقبلي يحصن الوطن العربي ويعمل على وقاية المجتمع على مدى السنوات المقبلة.

- ولكن كيف يمكن للثقافة أن تواجه وهي معلولة ومحاطة بالأزمات؟
بالفعل الثقافة تعاني من عدة أزمات كبرى، وذلك لأن الدول العربية كلها تنتمي إلى دول العالم الثالث باتجاهات ثقافية مختلفة ومتناقضة، لذا تكرس تلك الجماعات عملياتها على تحطيم الأسس الثقافية العربية، واستغلال مشكلات العرب مثل القبلية، والطائفية والمنفعية والسياسية الأيدولوجية، وبالتالي فإن الحل هو صناعة ثقافة جديدة ذو أسس صلبة تستطيع أن تكون في المواجهة بالفعل، وليس مجرد شعارات رنانة.

- هل ترى أن الأنظمة الليبية السابقة ساعدت في حصار الثقافة في ليبيا وإقصائها عن أشقائها العرب ؟
الأنظمة السابقة في ليبيا استعملت الطريقة والثقافة الأبوية في تعاملاتها مع الشعب، فكان شغلها الشاغل هو التحصين دون التثقيف ورفع مستوى الوعى عند المواطنين، لذا مارست السلطات السابقة تحصيناتها في حصر تطلعات وآمال الشعب بحجة أنه الوحيد الذي يعرف مصلحتك.

- في نظرك.. لماذا لم يغيب الأدباء والشعراء الليبيون عن المشهد الثقافي العربي؟
لأن المجتمع الليبي بأكمله بقى على مدى 42 عامًا منغلق على نفسه بسبب مشروعات النظام السابق، تلك المشروعات التي أفشلت الدولة الليبية وأدخلتها في سياقات أخرى، ولم يؤت تفاؤلنا بالثورة ثماره التي توقعناها، فعقب الثورة الليبية دخلنا في حروب وتناحرات أشد فتكًا من السابق وفاقت تصوراتنا عقب دخول المنظمات الإرهابية، وتعمل كل هذه الظروف على كبت الأدباء والشعراء الليبيين، على الرغم من مشاركاتهم المحتشمة بمعنى المقتضبة أو الخجولة خلال المؤتمرات والملتقيات الأدبية العربية.

- أمريكا تدعو الآن إلى محاربة "داعش" في ليبيا.. فما ردك؟
أعتقد أن المنطقة العربية بأكملها تدخل على مشروع جديد من أولويات الإدارة الأمريكية، وهو "إعادة ترتيب" المنطقة بأكملها، فالعالم العربي الآن يتحرك وفق أجندة كاملة يرسمها لنا الغرب، وكأننا قطع شطرنج يحركونها هنا وهناك مثلما أرادوا.
وأظن أن أمريكا تريد من ليبيا شيئين، وهما إما أن تكون محمية تابعة إلى الحكومة الأمريكية بشكل مباشر، أو أن تصبح دولة فاشلة عبارة عن مستنقع وحل، يتم فيها استدراج الجيش المصري للدخول في معركة عسكرية وهذا أمر خطير للغاية في المرحلة المقبلة.

- هل تدعو الدول العربية إلى إنقاذ ليبيا بالتدخل العسكري ؟
لا أرفض التدخل العسكري العربي، لأن هذا هو هدف الغرب وأمريكا، ولكن أطالب الحكومات العربية خاصة مصر بدعم الحكومة والجيش الليبي في ظل حرب لا تبقي ولا تذر، من خلال الذخائر والأسلحة.

- هل هناك نية عند الحكومة الليبية للمصالحة مع الجماعات الموالية لمعمر القذافي؟
أعتقد أن "القذافي" أصبح من الماضي الليبي، ولا يمكن أن يشكل نقطة مفصلية في بناء الوطن من جديد، أو المراهنة به، لذا من يريد أن ينضم للحكومة الليبية سواء معارض أو مؤيد ستكون مرحبة بذلك، لأننا أمام مرحلة مفصلية لإعادة ليبيا مرة أخرى.

- إذن هل يمكن أن نرى في الفترة المقبلة حكومة ليبية تسع كل التيارات؟
بالفعل نعمل على ذلك، وقد استحدثت وزارة تحت اسم "وزارة المصالحة الاجتماعية" تعمل على جمع التيارات والإصلاح فيما بينها.
Advertisements
الجريدة الرسمية