رئيس التحرير
عصام كامل

«الهضبة والكينج».. ذنب ناس بتخلصه ناس


لا أنكر حبي لعمرو دياب، كما لا أستطيع أن أخفي أنني من مريدي محمد منير، الذي أعتبره صاحب الحالة المختلفة، والناطق بلسان كل عاشق عميق في حبه، لذلك أصابتني حالة من الذهول عندما شاهدت كليب "القاهرة" للمرة الأولى على الشاشات، فالبعض ثار وانتفض إعجابًا بالكليب، وآخرون هاجمهوه وحاولوا رجمه بالحجارة، لسخطهم الشديد على فكرته وكلماته التي اعتبروها باهتة ومستهلكة.


ذهلت لأنني رأيت وسمعت الكينج، فهذا ليس نجمي المفضل، فالكينج لقب أعطاه له الجمهور نظرًا لهيبته والتي سقطت منذ الحظة الأولى التي ظهر فيها بالكليب، فكيف لفنان عملاق بحجمه يسمح لنفسه بكل هذه الإهانة ويظهر ككومبارس ناطق في أغنية أقل ما يقال عليها إنها سطحية "لحنًا وشعرًا وإخراجًا" من وجهة نظري؟

نعم فمنير خيب ظني فيه، وشعرت أن كل هذا الحب الذي أحمله لصوته احترق، ولكن عندما تفكرت في أمره لدقائق وجدت أجوبة لأسئلتي المحيرة التي ترددت كثيرًا بداخلي وهي "لماذا أهان منير نفسه وظهر لثوان معدودة بجوار زميل لا يقل عنه نجومية في أغنية ركيكة؟ ولماذا تقلد الكينج منصب الوصيف بعدما كان ملكًا؟ هل بريق المال يكفي لذلك؟ أم أنه يحتاج لمن يصعد على أكتافه ليصل إلى الجمهور؟ بالطبع لا... ليس هذا ولا ذاك ولكن الجواب أعمق، إنه الذنب الذي ارتكبه منير بحق ابن بلدته وابن لونه "شاندو"، فهل تتذكروه؟

منذ عامين ارتكب محمد منير جرما فنيا لا يغتفر، عندما غنى مع شاندو أغنية "يا رمان" على أنها ديو يقتسم كلاهما كلماته، وبالرغم من أن الأغنية يمتلكها شاندو فإن الكينج استكبر أن يقاسم هذا الفنان البسيط الكلمات وقال يكفيه شرفا أن يردد بعض الجمل في نهاية الأغنية التي سأغنيها، نعم.. نال شاندو الشرف العظيم الذي لم يطلبه ولم يهدفه، ودفنت الأيام جريمة منير مع شاندو ونسيها الجميع.. المتعاطفون والكارهون له يقولون "إن ربك لبالمرصاد".

تمر الأيام وينسى الجميع ما حدث حتى شاندو نفسه تناساها، تسامحا واعترافا منه بأنها ليست نهاية المطاف وأن "الرمان" لن يسمن أو يغني من جوع النجومية والانتشار وما هي إلا أغنية وذهبت للمارد منير الذي ابتلعها دون أن يبالي، لتكون المفاجأة هو انتقام عمرو دياب لشاندو من منير، حيث تكرر السيناريو وكأنه مشهد سينمائي ليظهر منير في نفس وضع شاندو ليردد ثلاث جمل سمعها الجمهور بصوت الهضبة في نفس الأغنية.

لا أجزم بأن الهضبة تعمد إهانة صديقه منير، ولا جال بخاطره أن يفعل ذلك من الأساس ولكن النتيجة واحدة، وعدالة السماء صادقة، فها هو عمرو دياب يطرح بعنترية الكينج أرضًا ويدنس صولجانه في التراب، وكأن لسان حال الطبيعة يقول "عليك أن تعرف أيها الملك بأن ذنوب البعض يخلصها آخرون وإن كنت مازلت ملكا" ولكن أنا أشك فأخلاق الملوك غير ذلك بكثير.
الجريدة الرسمية