رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة هيكل.. معانا ولا معاهم


أثناء لقائنا كأعضاء مجلس نقابة الصحفيين برئيس مجلس النواب على عبد العال لبحث الأزمة التي افتعلها عدد من النواب ضد الصحافة والتضييق على الصحفيين في مهمتهم بتغطية نشاط المجلس، صدمنى افتخار الرجل بنجاح المجلس في تمرير 320 قانونًا بقرار في 11 يومًا فقط بدلا من الـ 15 يومًا التي كان ينص عليها الدستور لمناقشة تلك القوانين.. كان الرجل يتحدث عن المجلس باعتباره قد حقق نجاحات لم تتناولها الصحافة التي غرقت في ملاحقة نائب ونائبة في لحظات انشغالهما بأمور أخرى واصفا ذلك بأنه تدخل في الحياة الشخصية للنواب..


عبد العال يرى أن المشهد الذي تم تصويره ونشره على مواقع التواصل الاجتماعى كاد أن يخرب بيت النائبة وجاءت له لتقدم استقالتها، وأن الصحف تعمدت نشر تلك الصورة وغيرها بينما تجاهلت إنجاز تمرير القوانين.

ويرى أن ذلك ترك لديه شعورا بالمرارة، وقال معاتبا الصحافة ومجلس النقابة: إنه لم يتم الالتفات للإنجاز الذي تم بتمرير تلك القوانين واختص بالذكر قانون تحصين العقود ضد الطعن عليها، وقال إنه الأهم من بين تلك القوانين ولكنه مر على خير، ولمن لا يعرف هذا القانون فقد اشتهر بأنه لتحصين الفساد وأصدره الرئيس السابق عدلي منصور ليحصن كل العقود التي تُبرم ما بين الدولة وأى مستثمر ضد الطعن عليها من خارج المتعاقدين.

حديث رئيس مجلس نواب مصر بعد ثورتين أكد أنه "مفيش فايدة"، فهو يفتخر بتمرير قوانين تمنح حق قتل المتظاهرين وتمنح الفساد حصانة ويطالب في نفس الوقت بتحصين النواب ضد الصحافة، لقد شعرت أنني أمام نموذج لدولة تمرير تشريعات وهذا لا يبشر بخير.

كان الرجل يعدد إنجازات مجلسه الذي يضم 19 حزبا سياسيا و41 من حملة الماجستير والدكتوراه، بينما يرى أن عدد الصحفيين المكلفين بتغطية أعمال المجلس قد ارتكبوا جرائم تمس عرض النائبات والنواب، وللأسف فوجئت بتضامن زميلنا أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي مع النواب ضد الصحافة معتبرا أن التقاط الصور ضد الحريات ويرى أن ذلك يتعارض مع أخلاقيات المهنة.

نفس الاتهامات أراد أن يسجلها وكيل المجلس النائب صبحى وهدان ولكن بأسلوب فيه من العنف ما دفع النقيب يحيى قلاش والزميل كارم محمود وأستاذنا الأديب الكبير يوسف القعيد للمواجهة وبقوة، مؤكدين أن قاعة المجلس ليست غرفًا مغلقة تمارس فيها الحياة الخاصة للنواب ولكنها قاعة لابد من رصد كل ما يدور فيها من تفاصيل وحقائق، وأن الرأى العام من حقه معرفة المواقف الطريفة ومن قرر أن يدخل العمل العام فمن حق الجميع أن ينتقده وإلا فمن الأفضل له أن يبتعد.

لكن على خلاف ما كنت أتوقع جاءت الحكمة من أمين عام مجلس النواب الذي قال: إن من حق الصحافة أن تسجل وترصد وتنقل للرأى العام كل ما هو غريب، وبذكاء وحصافة افتقدها البرلمانيون، قال نريد فقط أن تقدر الصحافة أن المجلس به 141 شابا و89 سيدة، كانت كلماته محل تقدير وعرفت منه أنه يتولى مهمة تحقيق التوازن بين غضب النواب من الملاحقات الصحفية وبين حق الصحافة في متابعة كل التفاصيل، وبالتالى فإن الأمل موجود في وجود عقلاء يديرون آلية العمل داخل المجلس.
الجريدة الرسمية