رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. كلمة «الهلالي» في مؤتمر «تطوير التعليم بالوطن العربي»

فيتو

أكد الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن المعلم العربي هو المسئول عن تربية وتثقيف وتنوير أبنائنا الطلاب في كل المراحل التعليمية، ومن ثَمَّ فإن الاهتمام بتنميته المهنية المستديمة، وتحسين ظروفه المادية، والاجتماعية، والاهتمام بنموه المعرفي، وترقيته في السلم الوظيفي، كل ذلك من شأنه أن يؤثر على جودة المخرجات التعليمية.


جاء ذلك في كلمة الوزير التي ألقاها خلال مؤتمر المعلمين السنوي الأول لتطوير التعليم في الوطن العربي، تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية، المنعقد بمقر الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس.

جودة التعليم
قال الوزير: إن تحقيق جودة التعليم يستلزم أن ننحي الظروف التي تؤثر على أنظمتنا التعليمية جانبًا، وأن نبحث عن طرق جديدة، وحلول مبتكرة، وأن نُفَعِّل عملنا العربي المشترك، كما يجب أن نعظم الاستفادة من المنظمات العربية، والإقليمية، والدولية العاملة في مجال التعليم لدعم مسيرتنا نحو تحقيق أهداف التعليم 2030.

وأضاف الهلالي، أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية مهتمة أشد الاهتمام بمجال تنمية المعلم، وأنها اتبعت منهجية علمية في تنمية وتطوير المعلمين، وقياس أثر البرامج التدريبية المتاحة لهم، وتقييم أدائهم، وقامت الوزارة ببناء وثيقة المعايير القومية للتعليم في مصر عام 2003، وخصصت مجالًا كاملًا يحدد مهام المعلم العصري الذي أصبح أقرب إلى صفات المربي، والمخطط، والمتأمل، والباحث، والمفكر، والمُقَيِّم، والقائد، بل المتعلم أيضًا.

وأشار الوزير، إلى أن مصر شاركت في وضع الإطار الاسترشادي لمعايير أداء المعلم العربي «سياسات وبرامج، كإحدى الدول العربية ذات الخبرة في مجال بناء المعايير»، بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسيف، ونص المشروع الثاني من مشروعات هذا الإطار، على إنشاء الأكاديمية العربية للمعلم والدراسات التربوية، ووقع الاختيار على الأكاديمية المهنية للمعلمين في كل من جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية؛ للبدء في تنفيذ المشروع.

وأوضح أن تفعيل دور الأكاديمية كمركز تميز عربي يقوم بوضع خطط، وبرامج، وسياسات للارتقاء بأداء المعلم العربي، يستلزم تضافر الجهود العربية، وعقد اتفاقيات ثنائية، ومتعددة الأطراف؛ للمضي قدمًا نحو الاستفادة من الإمكانات الضخمة المتوفرة في هذه الأكاديمية، لافتًا إلى أن اجتماع اليوم يعد فرصة قيِّمة لمناقشة سبل تفعيل الاتفاقيات والأطر القائمة، وتحديد مجالات العمل المستقبلي، وتجديد الالتزام نحو التعاون المشترك، ووضع آليات تنفيذية ترتبط بجدول زمني، ومعايير لتقييم مشروعاتنا المشتركة؛ حتى نصل إلى إنجاز فعلي في مجال تنمية المعلمين.

وشدد الوزير، على أن المتابعة من شأنها أن تضمن جودة الخدمة التعليمية المقدمة للطلاب، وأن مهنة التدريس تعتمد أساسًا على التزام المعلم نحو أداء مهنته بأعلى مستوى من الكفاءة، مشيرًا إلى أن المعلم هو من يؤسس للتربية من أجل المواطنة العالمية، والديمقراطية، والاعتدال، واحترام الآخر، وإعلاء مصلحة الوطن، والمسئولية الاجتماعية، وغيرها من المبادئ التي تصنع حضارة الأمم، وإن خير وسيلة لنشر تلك الأفكار بين أبنائنا أن يكون المعلم قدوةً لهم.

تنمية المعلم
ولفت الوزير، إلى أن تنمية المعلم كباحث تعد أحد أولويات التنمية المهنية المستديمة للمعلمين، فيجب أن يعتمد المعلم على بحوث الفعل؛ لتقييم نفسه بصفة دورية، ورصد المشكلات التي تواجهه داخل المدرسة، وأن يضع أسئلة بحثية لعلاج تلك المشكلات، ويقوم بمشاركتها مع زملائه المعلمين، وكذلك الطلاب للبحث عن حلول مبتكرة تلبي احتياجاتهم، وتتعامل مع الفروق الفردية بينهم، موضحًا أن التوسع في تطبيق بحوث الفعل من شأنه أن يساعد على تحقيق الإصلاح المتمركز حول المدرسة، والتنمية المهنية المستديمة للمعلمين.

وجدد الوزير دعوته لكل المعلمين والمعلمات، بأن يقدروا حجم مسئوليتهم، وأن يعملوا على الارتقاء بمهنتهم، وأن يعلموا أن التدريس ليس وظيفة روتينية، وإنما هو مهنة تحتاج إلى الإبداع، والتجديد، والابتكار؛ لتنمية شخصيات الطلاب، وتسليحهم بالمهارات التي تمكنهم من مواجهة التحديات المستقبلية، والمشاركة بفعالية في تنمية أوطانهم.

وأشار الوزير، إلى دور الإعلام في الارتقاء بالمعلمين والعملية التعليمية، سواء من خلال البرامج التعليمية التي تعرض على القنوات التعليمية؛ لخدمة الطلاب، ولإظهار النماذج البارزة من المعلمين، أو من خلال المواد الإعلانية، والأعمال الدرامية التي يجب أن تركز على إعلاء شأن المعلم، وإظهار مكانته، وغرس قيمة احترام المعلم وتبجيله في المجتمع.

ووجه الوزير، الشكر للقائمين على تنظيم المؤتمر، الذي يركز على الارتقاء بمكانة المعلمين في الوطن العربي بوصفهم صانعي الأجيال.

كلمة الأمين العام
وفي ختام كلمته، دعا الوزير إلى انعقاد المؤتمر سنويًّا، وعقد لقاءات متعددة للمعلمين لخلق مجتمعات تعلم عربية، كما دعا إلى تقديم جوائز من خلال هذا المؤتمر لأفضل معلم على مستوى كل قطر عربي، وإثابة المعلم الباحث الذي يقدم أفضل بحث فعال يساهم في تطوير مهنته ومدرسته، والبحث في سبل اعتماده كمدرب لبحوث الفعل؛ لتعميم الاستفادة من خبراته بين زملائه المعلمين.

ومن جانبه، أكد الدكتور بدر الدين الهلالي، الأمين المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية، في كلمته نيابة عن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن المؤتمر يهدف إلى الترويج للتربية من أجل قيم المواطنة العالمية، والارتقاء بمكانة المعلمين في الوطن العربي، وإحياء الإطار الاسترشادي لمعايير أداء المعلم العربى "سياسات وبرامج"، والالتزام بالتوجهات العربية والعالمية حول مفهوم المعلم الباحث، وإشراك الإعلام في شأن المعلمين في تطوير التعليم.

وأشار إلى أن جامعة الدول العربية بذلت جهودا متواصلة مع كثير من المؤسسات الإقليمية والدولية لإصلاح وتطوير وتحديث برامج التعليم على مستوى العالم العربي، وأكد أن مهنة المعلم هي من أشرف المهن، فهي مهنة الرسل والأنبياء، وللمعلمين الفخر والاعتزز بها؛ حيث إن العلم رسالة وطنية تهدف إلى تعزيز التجانس بين أفراد المجتمع، مشيرا إلى أنه ينبغي على المؤسسات التربوية والتعليمية توفير المناخ الجيد للمعلم، وأن جامعة الدول العربية تساهم بإمكانياتها وخبراتها في تحقيق نتائج وتوصيات هذا المؤتمر.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد القدسي نائب رئيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أن كل الدول المتقدمة كان تقدمها عبر التعليم، ووضع التعليم في أولوية برامجها السياسية، ومما لا شك أن هناك تنافسا تعليميا علميا؛ حيث إنه استثمار مضمون ومكسب لأجيال حاضرة وأجيال آتية، مشيرا إلى أن ما نشهده الآن من تحديات تهدد سيادة دولنا وانتماءنا الحضاري، الذي يقف وراءها فكر متطرف لا جنسية له ولا دين، وإن إشاعة الفكر وبناء هدف التسامح يتم من خلال المنظومة التعليمية، مضيفا أننا مطالبون بالعمل معا للتغيير، وهدفنا أن ننفتح ونستفيد من تجاربنا أولا، ثم نطلع على تجارب ما وصلت إليه النظم التعليمية الأخرى.

وأوضح الدكتور عمرو سلامة، مستشار الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ووزير التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا الأسبق، أن الوطن العربي مليء بالتحديات، ورغم صعوبة هذه التحديات إلا أن هناك إرادة شعبية لإنقاذ منطقتنا من الاضطرابات وتطوير النسق التعليمي، ونحن اليوم بصدد بحث موضوعين، الموضوع الأول الشكل المستحدث من القيم العالمية نحو عالم يسعى لتحقيق التنمية المستدامة، والموضوع الثاني الارتقاء بأداء المعلمين، مؤكدا أن مصر أولت اهتماما واضحا بالمعلمين خلال العديد من المبادرات.
Advertisements
الجريدة الرسمية