رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نص كلمة «السيسي» في احتفال يوم الشباب المصري

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم السبت، الاحتفال بيوم الشباب المصري، الذي أُقيم بدار الأوبرا المصرية، إيمانًا من الدولة بأهمية الشباب في صياغة حاضر مصر وصناعة مستقبلها.


وألقى كلمة بهذه المناسبة، دعا في بدايتها نماذج من الشباب المصري للوقوف إلى جواره، خلال إلقائها ونصها:

شباب وشابات مصر.. السيدات والسادة
الحضور الكريم..
أتحدث إليكم اليوم حديثًا متجردًا نابعًا من قلب أب يتحدث إلى أبنائه... الأب الحريص عليهم والساعى لمستقبل أفضل لهم.. أتحدث إليكم حديث الشركاء في المسئولية الوطنية.. حديث الأسرة الواحدة التي يجمعها بيتنا الكبير مصر.. فمصر ليست سكنًا نعيش فيه ونعمل من أجله فقط.. وليست الطرق التي نمر بها.. وليست مجرد نهر وبحر وصحاري.. بل مصر هي تلك الحالة المتفردة من العشق التي تسكن النفس وتغمرها فيتحول حب الوطن إلى جزء لا يتجزأ من نسيج الروح... مصر هي ذلك النيل الخالد الذي يوهب الحياة.. ومنبع الحضارة التي صنعت التاريخ الإنساني.. فبقيت أهرامها شامخة لتروي لنا عن عظمة الأجداد.. في مصر تتشابك قباب المساجد مع أجراس الكنائس لترسم للإنسانية لوحة فريدة من المحبة والسلام.

أبنائي وبناتي..
إن شبابنا الأبطال من أبناء القوات المسلحة والشرطة المدنية.. بطول وعرض الدولة.. وعلى حدودها يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء.. لحماية الوطن ومقدساته من أهل الشر الذين أرادوا أن يزرعوا الفوضى والعنف في أرضنا الطيبة.. وكذلك كان شبابنا المتحمس.. يشق قناتنا الجديدة نحو المستقبل وينشئون منظومة الطرق القومية.. ويستزرعون الصحراء بعزيمة لا تلين وإصرار على مواجهة التحديات سيتوقف التاريخ أمامه بالفخر والاعتزاز.. وعلى مسار آخر.. كان أبنائي وبناتي من شبابنا في الجامعات والمدارس يستكملون رسم لوحة الوطن المبهجة.. يتلقون علومهم ويتفوقون فيها.. وآخرين في المصانع والمزارع يصنعون لأمتنا المستقبل ويزرعون لنا سنابل الأمل..

أبناء مصر الكرام..
إن الحديث عن الأمل واقترانه بالشباب.. ليس مجرد كلمات بلاغية أقولها في مناسبة رسمية.. إنما هي محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها.. كي يستقيم مسير هذه الأمة وتصح خطواتها نحو التقدم والرقي.. ولذلك فإنني اليوم.. في يوم الشباب.. ووسط هذه الكوكبة من شبابنا الرائع.. مثقفين ومبدعين ورياضيين وسياسيين.. قررت أن يكون العام 2016 عامًا للشباب المصري..

عامًا نبدأ خلاله تأهيلًا حقيقيًا للشباب من خلال منظومة علمية ممنهجة على أُسس وطنية.. ولقد بدأنا في صناعة نموذج لهذه المنظومة من خلال إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.. كي يكون هذا النموذج قاعدة تشمل كل هيئات ومؤسسات الدولة لتأهيل الشباب.. وقد استجبت للمطالبات التي تقدم بها الشباب المتقدمون للبرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي من الذين لم يحالفهم الحظ في القبول.. حيث كلفت الفريق القيادي للبرنامج بأن يتم إتاحة محتوى الدورة لهم بالمجان وإتاحة الفرصة لهم للتقديم في الدورات القادمة.. كما كان انطلاق مشروع بنك المعرفة المصري نموذجًا آخر لإتاحة المعرفة والعلوم كحق أصيل للمصريين عامة وللشباب خاصة، حتى نكون بحق مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر.. وفي ذات الإطار.. فإنني.. أصدرت حزمة من القرارات والتوجيهات لتفعيل دور الشباب في منظومة العمل الوطني.. توفر له الإمكانيات للانطــلاق فـــي كافـــة المجــالات التعليميــة والثقافيــــــــــــة والرياضية والاقتصادية والسياسية..

فلقد كلفت البنك المركزي باِستغلال كافة إمكانيات القطاع المصرفي.. لتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. من خلال توجيه البنوك والقطاع المصرفي.. بتعزيز فرص تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب لتصل إلى نسبة لا تقل عن 20% من إجمالي القروض خلال السنوات الأربع القادمة.. حيث سيقوم القطاع المصرفي بضخ 200 مليار جنيه.. وهو الأمر الذي من شأنه أن يقدم التمويل لنحو 350 ألف شركة ومنشأة توفر نحو 4 ملايين فرصة عمل جديدة للشباب.. كما أصدرت توجيهاتي للبنك المركزي للعمل بتخفيف أعباء خدمة القروض عن كأهل الشباب المصري.. بحيث يكون سعر الفائدة على القروض المقدمة لهم لتمويل المشروعات مُتناهية الصغر لا يزيد عن 5% سنويًا متناقصًا.. على أن يتم تنفيذ هذا البرنامج الطموح من خلال منظومة مصرفية ممتدة على مستوى الجمهورية وخاصة في محافظات الصعيد والمناطق الحدودية، وبما يسمح بتقديم الخدمات الائتمانية لكافة قطاعات الشعب المصري دون اقتصارها على فئات بعينها.

كما وجهت وزارة الإسكان بالانتهاء من تنفيذ بناء 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي للشباب خلال عام 2016 بإجمالي تكلفة 20 مليار جنيه.. واستكمالًا للمشروع القومي الجاري تنفيذه بإجمالي 244 ألف وحدة سكنية.. وفي ذات السياق فإنني كلفت القائمين على مشروع استزراع المليون ونصف المليون فدان أن يخصصوا نسبة ملائمة من الأراضي بالتملك للشباب من إجمالي أراضي المشروع للاستفادة من برنامج التمويل الحكومي للشباب.

وإيمانًا من الدولة المصرية بأن التعليم هو السبيل للنهوض بقدرات أمتنا.. فإنني أمرت بتشكيل لجنة قومية متخصصة تحت رعاية رئاسة الجمهورية تشتمل على كافة الوزارات المعنية والمجالس التخصصية وكافة المؤسسات البحثية الوطنية المتخصصة، لتحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسيـــــة، بحيث تحقق مجموعة من الأهداف.. أبرزها أن تُراعي أحدث ما وصلت إليه الدراسات العالمية، وتحقق ترسيخًا لمنظومة الأخلاق وإطار القيم الوطنية في وجدان أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات في مختلف المراحل التعليمية، على أن تنتهي هذه اللجنة من عملها خلال ثلاثة شهور.

ولأن الرياضة تسمو بالأخلاق والروح.. وتُكسب ممارسيها مزيدًا من القدرة على المنافسة والتحدي.. فلقد وجهت مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة بالتوسع في النشاط الرياضي والارتفاع بمستوى اللياقة البدنية للشباب المصري، من خلال إطلاق دوري رياضي متكامل للمدارس والجامعات على مستوى الجمهورية.. يكون على أعلى مستوى من التنظيم.. وباستغلال ما تم تنفيذه من بنية أساسية بمراكز الشباب في جميع المحافظات.. على أن تتم دراسة الحوافز والمكافآت التشجيعية لممارسي الرياضة بالمدارس والجامعات.

ولإدراكنا العميق بأن معركتنا الحقيقية للحفاظ على هذا الوطن هي معركة الحفاظ على الهوية.. فإن الثقافة والفنون لا بد أن تجد لها موقعًا أفضل في أجندة اهتمامات شبابنا.. ولذلك فإنني وجهت مجلس الوزراء بتشكيل مجموعة وزارية من الوزارات المعنية تتعاون مع المجالس التخصصية والمؤسسات الوطنية المتخصصة لإحياء دور قصور الثقافة من خلال التوسع في تنفيذ الفعاليات الثقافية والفنية بها.. وإقامة المسابقات الفنية بين شباب الجامعات والمدارس على المستوى القومي.. على أن يكون هناك حافز ثقافي للشباب يشكل لديهم دافعًا للارتقاء بمستواهم الثقافي والأدبي والفني.

كما وجهت المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، بالتعاون مع كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة، لإطلاق منتدى للحوار مع الشباب، بحيث يكون نواة فاعلة لقناة اتصال حقيقية بين الدولة والشباب.. تضمن تبادل الرؤى والتوجهات بشكل حقيقي وواقعي.. على أن يكون ناتج هذا الحوار هو بلورة صيغة متكاملة لرؤية مشتركة بين الدولة والشباب تتم مناقشتها في مؤتمر وطني للشباب ينعقد بمدينة شرم الشيخ خلال شهر سبتمبر القادم.

بناتي وأبنائي..
إن الإنسان ابن تجربته، فلا تتخلوا عن تجربتكم..
ولا تتركوا شيئا أو شخصا أو جهة تنال من عزيمتكم.. لأن التحدي أمام الوطن كبير وهائل.. إن الوطن يواجه بكم معركة بقاء.. تحتاج إلى إرادة حقيقية وصلبة ضد ما يُحاك له.. تمسكوا بوطنكم وآمِنوا به ضد من يدفعكم دفعًا للكفر به.. تمسكوا بالأخلاق وصحيح الدين ضد من يستخدمونه وسيلة لتحقيق مكاسب ضيقة.. تسلحوا بالعلم وواكبوا العصر كي تضمنـــوا لأنفسكــــم ووطنكـــــم مقعــــدًا متميــزًا فـــي ركـــــب الحضارة.. اِعملوا وتعلموا بتجرد وإخلاص..

السيدات والسادة الحضور الكريم..
إن الدولة المصرية في لحظتها هذه، تدرك تمام الإدراك، عن قناعة تامة إن هذا الوطن ليس مخصوصا لطائفة دون أخرى وليس مصادَرًا لحساب جماعة أو فئة أو تيار أو فصيل، إنما هو وطن يتسع للجميع ويشكله الجميع، دون استثناء عقائدي أو جغرافي أو فكري أو عرقي.. ومن هنا فإنني أتقاسم معكم الأمل.. وأنظر في عيونكم اللامعة فأزداد فخرًا، وتعتريني قوة لا يدركها إلا الله.. فيكف للمرء أن يقود أمة.. وينال شرف الوقوف في صدارة صفها... دون أن تلهمه وتدعمه لمعة العيون الصادقة ولهفة الأرواح المخلصة.

أبنائي وإخوتي..
إن الغد مشرق، وإن الغد لكم وبكم ومنكم.. وأنتم الأقدر على معالجة ما تألمُه هذا الوطن.. صناعة المستقبل بكم وبقوتكم.. وبقوتكم ستبقى مصر عزيزة أبية...وبقوة شبابها ستحيا مصر..
تحيا مصر.. تحيا مصر... تحيا مصر

Advertisements
الجريدة الرسمية