رئيس التحرير
عصام كامل

(رؤبة لاظ) أحسن من (محمود الخطيب)!


ومَن ذا الذي لا يعرف السيرة الذاتية المُشرِّفة والإنجازات الهائلة التي حققها (رؤبة لاظ) في ملاعب كُرة القدم المحلية والعالمية، لدرجة أن أصدقاءه ومُريديه وروَّاد صفحته على فيس بوك، ومُتابعيه على تويتر، أكدوا أنه لا مجال للُمقارنة بينه وبين واحد زي اسمه أيه ده إللي كان بيلعب كورة في الأهلي زمان (محمود الخطيب)!


(رؤبة لاظ) واخد على خاطره وزعلان من الإعلام بشكل عام، ومن الزميل (أحمد موسى) بشكل خاص؛ بسبب عدم استضافته له على برنامجه الشهير بقناة (صدى البلد)، لاسيما أن إنجازاته وبطولاته لا يُمكن أن تكون أقل قدرًا أو قيمة من إنجازات أعضاء البرلمان الذين استضافهم (موسى) على الشاشة، وفرد لهم الوقت زي المربى على العيش التوست؛ علشان يتكلِّموا ويفضفضوا في موضوع البرلمان الإلكتروني، وهو برلمان افتراضي تتم جلساته على إحدى صفحات فيس بوك باين، أو على أحد المُنتديات، الذي يتم اختيار أعضائه عن طريق انتخابات نزيهة حُرَّة يُشرف عليها تقريبًا أدمن الصفحة، وربما يفوز بالعضوية صاحب أعلى عدد من اللايكات!

يقول صاحبنا إن ما سيُحققه البرلمان الإلكتروني على أرض الواقع لن يبلغ رُبع إنجازاته هو، وماتفهمش إزاي برلمان افتراضي في عالم الخيال مُمكن يحقق حاجة على أرض الواقع، يعني يخلى الحلم حقيقة تعالى تعالى على رأي الراحلة (سعاد محمد) مثلًا، واللا يحوِّل التُراب لدهب كما كاد يفعلها الحاج (أبو عصفور) في فيلم (طاقية الإخفاء)؟، طيب الحصانة أيه ظروفها؟، يعني بيتم التعبير عنها إزاي؟، متهيأ لي مُمكن البرلمان المذكور يطلَّع قرار يُلزم شركات الإنترنت بعدم قطع الخدمة عن العضو حتى لو قعد 10 سنين مايدفعش الاشتراك، وفي هذا إغراء رائع الحقيقة بالنسبة لي شخصيًا لأنول شرف عضوية هذا البرلمان!

وعن إنجازاته هو، فقد حصُل (رؤبة) على كأس العالم لمصر أكثر من 150 مرَّة، وعلى كَم هائل من الميداليات الأوليمبية، ناهيك عن بطولات أوربا وأمريكا الجنوبية، كما أنه سحق كُل أندية ومُنتخبات العالم البرازيل، برشلونة، ألمانيا، الأرجنتين، ريـال مدريد، ميلان بإيسيها وإنترها، هولندا بطواحينها، وإسبانيا بثيرانها، وكوت ديفوار بأفيالها، بنتائج خُرافية تفوق دستة كاملة من الأهداف في كُل مُباراة رسمية أو ودية!

وما فعله (رؤبة لاظ) لم يختلف كثيرًا عن البرلمان الإلكتروني، كُل ما هُنالك هو أنه تولى قيادة فريق مُنتخب مصر في لعبة Fifa الشهيرة، وحَط نفسه كمان كلاعب في المُنتخب، وهاتك يا صولات وجولات ونجاحات مُنقطعة النظير وتقطيع في شباك العالم الكروي على مستوى الكورة الأرضية، ويشهد بذلك كُل رواد محال البلاي استيشن وقهوة (زعرورة) وأوضة نوم (رؤبة) التي استضافت المونديال الأخير الذي فازت به مصر كالعادة، بعدما تغلَّبت على ألمانيا بنتيجة 12 - 2، سجل منهم (رؤبة) 9 أهداف بمفرده، وترجع تقول لي (محمود الخطيب)؟، (خطيب) أيه بس يا راجل؟!

ومن هنا كان الراجل عنده حق في زعله من البرلمان الإلكتروني المذكور، خصوصًا بعد ما حفي علشان يبرز إنجازاته على أي شاشة أو برنامج رياضي بلا جدوى، وكان قد فكَّر في ترشيح نفسه في هذا البرلمان خصوصًا أنه أولى واحد برئاسة لجنة الرياضة فيه، لكن قيل له إن التربيطات الانتخابية، وعملية شراء اللايكات ستحول بينه وبين تحقيق النجاح المرغوب، ما دعاه للتفكير في مُحاربة ما أسماه بالشير السياسي إللي هو لا يختلف عن المال السياسي كثيرًا!

فيما بعد وبمرور بعض الوقت الإلكتروني، سيكون علينا مُتابعة رئاسة الوزراء الإلكترونية، ومجلس المُحافظين الإلكتروني، وطبعًا رئاسة الجمهورية الإلكترونية، ولو حضرتك تعرَّضت لحادث سرقة مُمكن تطلُب الشرطة الإلكترونية، وإن كُنت مريضا أو محتاج لتدخُّل جراحي، فسيكون عليك اللجوء للطبيب الإلكتروني على الفور وهو هيعمل اللازم، وستسألني باستنصاح هو الطبيب الإلكتروني ده جاب 101% في الثانوية العامة قسم علمي، وبعدين قعد 7 سنين في كُلية الطب؟، طبعًا لأ، لكنه صار طبيبًا إلكترونيًا؛ لأنه استطاع الحصول على 1500 لايك لبوست واحد على الفيس في أقل من 10 دقائق، وهذه هي مؤهلات الطبيب الإلكتروني بنفس مقياس البرلمان المذكور، وكُنت عارف واحد جار جاب 1480 لايكا فقط لبوست مُماثل في ذات المُدة، فتحوَّل مساره لكُلية الصيدلة الإلكترونية، وأهو دلوقتي قاعد بيبيع دوا إلكتروني في صيدليته الإلكترونية للمرضى إلكترونيًا!

هل أغضبك كلامي؟، وشعُرت بأن القضية لا تستحق المُناقشة أو الاهتمام بهذا القدر؟، طيب يا سيدى أنا آسف، تعالى أعزم سيادتك على فنجال قهوة إلكتروني وأصالحك، ولو عاوز غداء إلكتروني كمان تحت أمرك، هو أنا يعني دافع حاجة من جيبي؟ هُما تلاتة أربعة ميجا في قعدتنا على النت وخلاص، وخلينا كدة عايشين في البراح الافتراضي سواء برلمان، أو كورة، أو لا مؤاخذة إللي بالي بالَك!

هوامش:
(*) (رؤبة لاظ) هو اسم والد (كامل) بطل رواية (السراب) لسيدنا وتاج راسنا الراحل العظيم (نجيب محفوظ)، وقد قررت استعمال الاسم لإعجابي به ليس أكثر، وغني عن التوضيح أنه لا علاقة مُطلقًا بين الرواية والمقال!

(**) بمُناسبة ذكر اسم الكابتن الأسطورة (محمود الخطيب) في الوقت الذي يتعرَّض فيه لترهات وتفاهات من جانب أقزام، لو اجتمع كُل تاريخهم وحاضرهم ومُستقبلهم في حزمة واحدة، لن تبلغ تلك الحزمة قيمة حزمة جرجير، فسيكون من الضروري استغلال هذه المُناسبة والتأكيد على أن (الخطيب) تاج فوق رأسنا!
الجريدة الرسمية