رئيس التحرير
عصام كامل

العالم د. محمد النشائي: جامعة زويل العلمية "نصباية" وأطالب بتحويلها لمستشفى للغلابة

فيتو

  • تكلفة مشروعى 50 مليار دولار وأريد تنفيذه في مصر
  • حققت الكثير في دول العالم وحان وقت أن أنفع بلدى بنظرياتي واختراعاتي 
  • خلال 25 عاما نستطيع أن يكون لدينا 25 محطة طاقة نووية
  • أهدرنا 35 عاما ولم ننفذ مشروع الضبعة النووي ومشروعي لن يعطله أحد

  • الطاقة الشمسية والفحم مكلفان والنووية أفضل مليون مرة 
  • سعيد لأن المفاعل النووى المصرى سيرى النور أخيرا
  • مصر ليست بحاجة إلى البحث العلمي
هو عالم فيزياء مصري، وأستاذ بمؤسسة سولفاي للطبيعة والكيمياء بجامعة بروكسل في بلجيكا، أحدث تعديلا لنظرية أينشتاين، وهو أستاذ زائر في ست من جامعات العالم بينهما جامعتا القاهرة والمنصورة في مصر.
تخصص النشائي في دراسة علم “الفوضى المحددة” وعندما تقابل مع العالم البريطاني “السير هيرمان” قدم له فرصة الالتحاق بجامعة كمبريدج البريطانية التي ظل يعمل بها كأستاذ بقسم الرياضيات والطبيعة النظرية لمدة 11 عامًا، نجح خلالها في تأسيس أول مجلة علمية في العلوم غير الخطية وتطبيقات العلوم النووية، والتي تصدر في ثلاث دول هي أمريكا وإنجلترا وهولندا..
ولد النشائي عام 1943م في القاهرة لأب ضابط بالجيش، ولديه أخوان عالمان أيضا هما الدكتور “عمر النشائي” مدير معهد الزلازل بالولايات المتحدة الأمريكية و”سعيد النشائي” عالم الهندسة الكيميائية بجامعة ألباما الأمريكية.. متزوج ولديه ابنتان هما “شيرين” تدرس العمارة بجامعة ليدز البريطانية و”سونيا” تخصصت في دراسة الطب البيطري.
أصدر الدكتور المصري “محمد النشائي” عددا ضخما من الأبحاث المنشورة في مجلات علمية دولية لها تطبيقات مهمة في مجالات الفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات، وأحدثت أبحاثه ثورة في مجال العلوم الذرية وعلوم النانوتكنولوجي، مما دفع علماء نالوا جائزة نوبل في الفيزياء لترشيحه أكثر من مرة لنيل الجائزة نفسها.
استضافه "صالون فيتو"، ليكشف لنا في حوار مهم عن نظريته الجديدة التي من شأنها أن تؤدي إلى إقامة مفاعلات طاقة من الفراغ أو اللا شىء لتولد كما هائلا من الطاقة النظيفة والرخيصة تكفي مصر لمدة 1000 عام وإلى التفاصيل:


*بداية.. نود أن نلقى الضوء على أحدث أبحاث الدكتور محمد النشائي في مجال العلوم الذرية وعلوم النانو تكنولوجي..
لدى نظرية جديدة من شأنها أن تؤدي إلى إقامة مفاعلات نظيفة ورخيصة لتوليد كم هائل من الطاقة يكفي مصر لمدة 1000 عام، وتستطيع أن توفر لمصر طاقة نظيفة لمدة 1000 عام قادمة إن شاء الله تعتمد هذه النظرية على خلق طاقة من الفراغ أو ما يسمى المسافة التي تفصل بين أي جزئين، وللتوضح بشكل أكبر، أي مركبين يسيران في طريقين متوازيين يحافظان على وجود مسافة بينهما، وإن اقتربا بشكل كبير قد يلتصقان وذلك بفعل الفارق بين قوتين، الأولى وهي الأكثر تأثيرًا المتمثّلة في الأمواج المحيطة بالمركبين وقوة أصغر هي الناتجة عن حركة الأمواج المحصورة بينهما. هناك أمثلة أخرى، كلنا نعرف أن المغناطيس قد ينجذب لشئ ولا يؤثر على شيء آخر بينما يتنافر مع ثالث، بينما تنجذب كل الأشياء للجاذبية الأرضية. والمسألة أكثر تعقيدا في إدارة الكون بكواكبه ومجراته ووجود مسار دقيق لكل منهم. هذا يعني أن هناك طاقة تتحكم في هذه العملية.

*هل معنى ذلك أن الطاقة تنتج من الفراغ ؟
من غير العلمي أن نصفه بالفراغ أو اللا شيء بل هو نظام محكم وهناك طاقة تربط جزيئاته وهناك قوة تنظم علاقة كل العناصر المكونة لهذا الفراغ المزعوم. والأهم أن هناك طاقة ناتجة عن كل هذه الأنظمة وهذه الطاقة مهدرة.

*كيف سيتحول ذلك إلى مصدر للطاقة؟
بكل بساطة تعتمد فكرة المفاعل على إقامة نماذج مصغرة جدًا من هذا العالم، ومحاكاة الطريقة التي تتولد بها تلك الطاقة الخفية، ومن ثم يمكن الحصول عليها ثم تحويلها إلى صور أخرى من الطاقة قد تكون طاقة كهربائية. إذا نجحت هذه الفكرة سيمثل المشروع ثورة علمية جديدة حيث سنتمكن من إنتاج طاقة نظيفة هائلة بتكاليف منخفضة جدا.

*ماذا عن تمويل هذا المشروع وتكلفته.. وهل توافق على أن تتبناه أي دولة أخرى غير مصر ؟

أعتقد أن تكلفة المشروع من الممكن أن تكون 50 مليار دولار وأريد أن أنفذه في مصر، فلدى خطة لتمويله، ولكنى بحاجة إلى احتضان الدولة ومساعدتي في تنفيذ النظرية، فلا توجد دولة بحجم مصر تستوعب هذا المشروع لوجود الكفاءة والأيدي العاملة بكثرة في مصر عكس الدول الأوربية الأخرى صغيرة المساحة ولا تتوفر فيها أيد عاملة كثيرة.

*ما هي الفترة الزمنية التي سوف تستغرقها لكي نجدها على أرض الواقع.. وكم من الوقت استغرقت كى تثبت صحة نظريتك؟
خمس سنوات على الأقل لكي تظهر للنور، كما أنني نشرت 600 بحث في نحو 35 دولة عن هذا النظرية خلال 7 سنوات من الدراسة حتى ثبت صحة النظرية.

*لو عرض عليك تنفيذ هذا المشروع بأي دولة أخرى تتوفر لها إمكانيات كيف سيكون موقفك ؟
لا أريد أن أنفذه إلا في مصر، حققت الكثير في دول العالم وجاء اليوم الذي أنفع فيه دولتي بنظرياتي واختراعاتي، من الآخر " لو مش في مصر مش لاعب".

*هل مشروعك لو ظهر للنور سيكون أفضل من مشروع الطاقة النووية ؟
مشروعي لن يعمل على تعطيل مشروع الضبعة للمفاعل النووي، فنحن بحاجة إليه، يكفي أننا أهدرنا 35 عاما ولم ننفذه إلى الآن وأنا سعيد جدا بالمفاعل النووى المصرى الذي سيرى النور أخيرا.

*من وجهة نظرك.. ما سبب تأخرنا 35 عاما في إنشاء مفاعل نووي؟
المشاكل التي خلقناها لأنفسنا عطلتنا 35 عاما، وذلك عندما دخل جمال عبد الناصر حرب اليمن، ثم بعد ذلك الصراع مع المملكة العربية السعودية، ليأتي الغرب الذي تنبأ بأن مصر لن تكون دولة عظمي؛ لأنها إن استيقظت سوف تجمع العالم العربي حولها وهذا لا يريده الغرب، لذلك تحالفوا على الشعب المصري وأقنعوه بأن الطاقة الشمسية هي الأفضل.

كما أن الغرب يرى أن الدولة التي لديها مفاعل نووي سيكون لديها سلاح نووي، لذلك هناك اتفاقية بمنع الانتشار ولكن غير موقعة عليها إسرائيل وهذا هو الافتراء الغربي علينا.

*هناك من يقول إن مبارك هو سبب تأخر إنشاء المفاعل النووي.. ما رأيك في ذلك ؟
مبارك شخص وطني يحب مصر، كان حريصا جدا في تعامله مع العلماء المصريين بالخارج والمشاريع التي يقدمونها له، وذلك حتى لا تكون مسمار جحا وعن طريق ذلك تبدأ الدول الأوربية والأمريكية التفكير في احتلال مصر لامتلاكها مفاعل نووي، لا أقول إن طريقته سليمة ولكن كان حريصا على مصر وشعبها، حتى عندما قامت الثورة رفض ترك بلده وظل رغم أنه كان لديه الفرصة الهروب والتمسك بالحكم كما فعل بشار.

هناك بعض المخاوف من إنشاء هذا المفاعل؟
من يرفض وجود هذا المفاعل أشك في وطنيته، فأغلب دول العالم لديها مفاعل نووي.

*ما رأيك في اختيار روسيا لتمول مشروع الضبعة ؟
اختيار سليم، وأعتقد أنهم هم الأفضل من أي دول أخرى مثل الولايات المتحدة، ولكن الروس ليسوا ملائكة ولكن ساعدونا كثيرا في الحرب العالمية الثانية، وأمدونا بالأسلحة والخبرة، وهناك اعتراف بالمحبة لنا، فأنا عن نفسي أحب بوتين وأعتبره أنقذ العالم من القطب الواحد عندما أرادت أمريكا السيطرة على العالم.

*من وجهة نظرك.. ما هى الطاقة البديلة التي يجب على مصر أن تقضى بها على مشاكل الطاقة ؟
لا شيء يصلح لمصر في الوقت الحالي إلا الطاقة العادية من حقول الغاز والبترول والنووي، كما أننا بحاجة إلى 25 محطة ذرية.

*ماذا عن الطاقة الشمسية والفحم؟
مكلفة على مصر وتحتاج أموالا، الطاقة النووية أفضل مليون مرة من الطاقة الشمسية والرياح والفحم.

*لكن أغلب الدول تتجه إلى الطاقة النظيفة لتقليل مخاطر المخلفات النووية ؟
كلام وفرقعة إعلامية، فرنسا بها مفاعل نووي وجميع الدول الأوربية لديها ذلك، مصر تحضر مؤتمرات عن البيئة ولكن ليس في استطاعتها تنفيذ تلك المشروعات التي تعلن عنها المؤتمرات الدولية، ففي مؤتمر البيئة الأخير قابلنا رئيس المؤتمر ورئيسة وزراء النرويج سابقا، وكان هناك العديد من المشاريع والاتفاقيات ولكننا ليس لدينا الأموال لتنفيذها.

*في تصورك كيف ستكون مصر بعد أن تنجح في مجال الطاقة النووية ؟
جزء من آمالنا، سوف يحل لنا الكثير من المشاكل خلال الفترة القادمة، فخلال 25 عاما نستطيع أن يكون لدينا 25 محطة طاقة نووية، سنعمل على حل المشكلة القائمة حاليا الخاصة بسد النهضة، فإننا بعد إنشاء المحطات سيكون لدينا القدرة على تحلية مياه الآبار، والسعودية لا تعتمد على النيل ولكنها تعمل على تحلية مياه بواسطة الطاقة.

*لماذا ترشحت في انتخابات الرئاسة2011؟
ترشحت رغبة منى في تحقيق التغيير، وجاء هذا القرار بعدما أيقنت رفض عمر سليمان للترشح وهنا استشرت قلبى ووجدت أنه لايوجد ضمن المرشحين من هو قادر على حمل عبء مصر الذي حمله عبد الناصر والملك فاروق فتقدمت بالترشح، وعندما أخبرني المستشار حاتم بجاتو أن عمر سليمان قدم أوراقه للترشح، عندها خرجت لوسائل الإعلام وأعلنت انسحابي، لأن سليمان يغنى عنى وعن كثيرين.

*مصر أنجبت العديد من العلماء الأجلاء لكن للأسف أغلبهم طيور مهاجرة.. هل ترى أن بيئة مصر طاردة للعلماء وللبحث العلمي؟

مصر تمر بحالة اقتصادية سيئة، وظروف صعبة للغاية لذا لا أجد مانعا من رعاية الدول القادرة للعلماء والنابغين المصريين، وعن الشاب الذي استقبلته الإمارات فهو لم يخطئ فلا مانع من كونها الأب الروحي له ولكن ستظل مصر الأب الأساسي، وأيضا الإمارات دولة عربية مسلمة فما المشكلة.

*كيف تقيم البحث العلمي في مصر ؟
وضع البحث العلمي في مصر سيئ جدا، لوجود سياسة خاطئة يمارسها العلماء ولا أستثنى نفسي منهم، ماذا استفادت مصر من الاخترعات والأبحاث لا شيء.

نحن بحاجة إلى أبحاث تنفذ على أرض الواقع، تفيد البلد وتطورها فمن باب أولى أن تصرف ميزانية البحث العلمي على مشاكل مصر الاقتصادية وإنهاء مشاكل الفقراء.

*ما رأيك في أول مدينة علمية وهى "مدينة زويل" ؟
كله كذب في كذب، ونصب وعلى مسئوليتي هذا المشروع نصب ولا يمت للعلم في شىء حتى لو سجنت فالسجن للجدعان.

*لكن فكرة المشروع كانت لرعاية الشباب المصرى النوابغ ؟
بَكَش إعلامي، أستطيع أن أقول عنه إنه ضحك على الشعب وليس استثمارا، كان من باب أولى أن تصرف تلك المبالغ على تطوير جامعة القاهرة أو الوادي الجديد، أو نتبرع به لمؤسسة مصر الخير، أرجو من المسئولين تحويل تلك الجامعة إلى مستشفى يستفيد منها الغلابة.

*هل ترى أن مصر ليست بحاجة إلى البحث العلمي؟
أصبح مسمى البحث العلمي هو النصب العلمي، مصر ليست بحاجة إلى البحث العلمي، فعندما يخترع شاب حلا لإنهاء مشاكل العشوائيات أعطي له جائزة نوبل.
الجريدة الرسمية