رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا قصد بشار الأسد بقتل زهران علوش؟


لم يكن مقتل زهران علوش، قائد ما يسمى بـ"جيش الإسلام"، في الغوطة الشرقية، بدمشق، أمر عاديًا، المعلومات التي أفردتها وسائل الإعلام تشير إلى أن مقتله جاء من خلال استهداف سري في منطقة "أوتايا"، وذلك من خلال طائرات الجيش السوري التي قامت بتلك المهمة، مستخدمة صواريخ خاصة أخذتها من روسيا حديثًا، ثمة تقارير أخرى تحدثت عن أن من قام بتلك الطلعات طائرات روسية في الأساس.


لا يمكن تجاهل توقيت تلك العملية، بعد المساعي الأخيرة التي بذلتها السعودية من أجل فرض خارطة طريق بعينها، لا تتضمن بقاء الأسد والتي اشترطت وجود عدد من تنظيمات المعارضة (بعضها يصنفها النظام السوري جماعات إرهابية)، لتجلس على طاولة واحدة من أجل تحديد مصير سوريا.

واحد من تلك التنظيمات التي أصرت عليها السعودية، في الجولة التي لم تحضرها سوريا، هو تنظيم "جيش الإسلام"، التنظيم الذي مولته المملكة ويتراوح عدده، وفق بعض التقديرات، بين 15 و20 ألفًا، واستطاع طرد داعش من بعض المناطق ليستولي هو عليها.

بهذا الجزء من الصورة يبدو أن ثمة رسائل أراد بشار الأسد أن يطلقها إلى الجالسين في جنيف يتحدثون عن المستقبل، وهو أن خيار ما هي الجماعات التي تجلس في التفاوض معه ما زال في يد دمشق، والدليل هو قتل زعيم جيش الإسلام، وبالتالي فإن لم يكن هناك احترام لخيارات سوريا فسيبقى الوضع على ما هو عليه.

أما الرسالة الثانية التي يمكن استنتاجها من مقتل زعيم جيش الإسلام، فهي قدرة الجيش السوري على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف أشخاصا بعينهم، ولن يكون الأمر سرًا إذا قلنا إن مثل تلك الأمور تستلزم وجود مرشد أو أكثر داخل تلك الجماعات، وهو أمر يبدو أن النظام السوري نجح فيه خلال الفترة الماضية، والمتابع لتحركات جيش "البعث" قبل التدخل الروسي وبعده لأدرك التطور الذي لحق به، وكان آخرها مفاوضات إجلاء عناصر من داعش عن مخيم اليرموك، وهو أمر لم يكن باليسير.

روسيا لا تمانع، رسالة أخرى من وراء عملية مقتل جيش الإسلام، وسواء كان الأمر من خلال صواريخهم أو جنودهم فهناك ضوء أخضر لمثل تلك العملية في ظل التنسيق المشترك بين روسيا وسوريا فيما يتعلق بأي عمليات نوعية، فيما أكد بعض المراقبين أن بوتين أراد أن يظهر للعالم من هو الطرف الأقوى، خاصة بعد أن قدم كل من بشار الأسد وفلاديمير بوتين أسماء بالجماعات التي تعتبرها إرهابية، وكان ضمن القائمة "جيش الإسلام".

تجاهُل "بشار" في أي عملية سلام رهان خاسر، وتصنيف الجماعات على حسب الدول، فمن كانت تدعمه دولة قوية تصبح معارضة، ومن تدعمه دولة ضعيفة تصبح جماعة إرهابية، سياسة لن تنفع.

الجريدة الرسمية