رئيس التحرير
عصام كامل

اعترافات ممنوعة من النشر!


من ضمن الفقرات الثابتة في معاركنا الزوجية فقرة مسحوق الغسيل، وسألتني زوجتي بإلحاح مُكرَّر وهي تكاد تبكي من أجل معرفة السبب: كُل ما أطلُب منَّك تجيب لي مسحوق بيرسيل، تروح تجيب لي أيريال، أنت بتنسى واللا قاصدها؟.. طبعًا قاصدها يا ستي، طيب ليه؟.. هو أنت إللي بتغسل؟

لأ طبعًا، بس هي فارقة معاكِ أنتِ في أيه؟.. ويكون ردَّها خلال المعركة الكلامية: وفارقة معاك أنت في أيه؟، مش ليك هدومَك تكون نضيفة وخلاص؟.. وأجبتها أخيرًا وأنا أظن أن المعركة ستنتهي، لكنها ازدادت ضراوة بسبب تلك الإجابة الصادقة: أصل بيرسيل بيعمل إعلاناته (عبلة كامل)، وأيريال إعلاناته بيعملها (غادة عادل)، فلازم أجيب أيريال طبعًا!

ومُنذ قديم الأزل، وقد أحسست بحُب شديد للبيبسي عن الكوكاكولا، إلا أنه ومُنذ أن ظهرت (نانسي عجرم) في حياتنا، فقد اضطررت لتفضيل الكوكاكولا مُجبرًا على البيبسي؛ بسبب الحملة الإعلانية الجميلة واللذيذة التي تقوم بها (ننوس) لصالح هذا المشروب، وقيل لي - على سبيل التأنيب والتأليب - إنها تتحصَّل على ملايين الدولارات جرَّاء ذلك، بينما أنا غلبان مسكين، بشرب ما لا أحبه لمُجرَّد أني أحب بطلة الإعلان وأذوب في هواها، لكني ازددت عنادًا وتمسُّكًا بالأمر وأنا أجيب: معنى كدة أن كُل جنيه بدفعه في إزازة أو كنزاية كوكاكولا مُمكن يروح لجيب (ننوسة)، وهذا يُرضيني تماما، يا حلاوة يا أولاد على شعورَك لما تحِس أنك فاتح بيت حَد بتحبه، ومخليه معاه فلوس كدة ومش محروم من حاجة!

وقديما كُنت أتمنى استخدام معجون الحلاقة إنجرام مع موس لورد لحلاقة ذقني، خاصةً أن الأسطورة (محمود الخطيب) كان يقوم ببطولة الإعلانين المروجين لهذين الصنفين، وكان (الخطيب) وقتها في عِزّ مجده كلاعب كرة، يُمارس سُلطاته ويتمتع بسلطانه على المُستطيل الأخضر وخارجه كإمبراطور لم تُنجب الملاعب المصرية مثله، لكن للأسف حُرمت - وقتها - من تنفيذ هذا الطموح؛ إذ لم يكُن بوسع الطفل ذي السنوات الثماني - إللي هو أنا - أن يحلق ذقنه؛ لأنها كانت محلوقة لوحدها أصلًا!

وكان من حُسن حظي أن خط الموبايل الذي اشتريته عام 1999، وكان وقتها اسمه (مصرفون)، التي أصبحت بعد ذلك (كليك)، قبل أن تستقر قبل سنوات على اسم (فودافون)، من حُسن حظي أني اخترت هذه الشركة، لا حُبًا فيها، ولا كراهيةً في غريمتها الوحيدة وقتها (موبينيل)؛ لكن لأن الفنان العظيم ومُمثلي المُفَّضل (عادل إمام) اختار - بعد سنوات طويلة من واقعة الشراء هذه - أن يُشارك للمرَّة الأولى والأخيرة في حياته في إعلان لصالح فودافون، ولو كُنت شايل أي خَط تاني وقتها لرميته في النار سريعًا، وطيران على أقرب فرع للشركة؛ حُبًا في الزعيم!

وقد كُنت أجلس بالساعات أمام شاشة (سي بي سي سُفرة) لدرجة أن زوجتي سألتني ذات يوم تمهيدًا لخناقة لم أتوقَّع موعدها ولا مسارها، خاصةً أنا أجيب ببساطة شديدة على أسئلتها، هُما بيطبخوا أيه؟.. وأيه المقادير؟.. وعلى درجة حرارة كام؟.. ولما اتضح جهلي بكُل الإجابات، كان منطقيًا أن تسألني: أومال قاعد بتتفرَّج عليهم ليه؟.. فقولتلها بتلقائية شديدة كتلقائية الأطفال: أصلي بحب أشوف (ماجي حبيب) و(غادة التلي) و(أماني رفعت) أوي.. ومن وقتها عينَك ما تشوف إلا النور، بس طبعًا ده نور تاني غير نور الثلاثي المذكور، نور لا أتمنى لحبيب أو صديق أو حليف أو قارئ عزيز أنه يشوفه!

وعلى السيرة فقد تأخَّرت كثيرًا في التعرُّف على "لون فَص" (منى الشاذلي)، خاصةً أنني كُنت أجلس أمام شاشات (دريم 2) بالساعات لأتأملها، وأتابع بشغف سكونها وحركاتها وردود أفعالها وبريق عينيها ولحظها الفتَّان، ولعبها في القُصة باستمرار، ففاتني استيعاب كُل الرسالة الإعلامية السياسية التي رغبت في توصيلها، إذا ما كانت قد عملت على إيصال رسالة إعلامية سياسية فعلًا، واكتشفت مُتأخرًا جدًا وبعد فوات الأوان أن (الشاذلي) مالهاش في السياسة، أو ليها فيها لكن بطريقة عِوجة بعيدة عن الوطنية وهموم البلد، لكنها كانت قد حسمت الأمر وأراحت واستراحت وبطَّلت تتكلِّم في السياسة، على طريقة رحم الله مُذيعا عرف قَدر نفسه!

أما (ريم مصطفى) إللي طلعت لى في المقدَّر جديد، فلي عندها طلب أرجو أن تقرأه مُباشرةً، أو يقوم أحد معارفها بتوصيله لها على شكل رجاء، يا ريت لو فكَّرت تقوم ببطولة حملة إعلانية لصالح أي مُنتَج، يا ريتها تراعيني شوية، يعني بلاش تعمل إعلان مثلًا لسجاير، أو لبامبرز، أو لكريم نزع شعر، أو لكومباوند جديد، فهي كُلَّها أشياء لا تُناسبني ولا أستعملها، ويعجزني جدًا فشلي في تلبية دعوة القمر للتفاعل مع هذا المُنتج، إما بسبب مخاوف صحية، أو طبيعة بشرية، أو قصور مادي لا أراكم الله مثله في عزيزٍ لديكم، فيا ريتها تراعي الموضوع ده وتعمل إعلان شويبس وأمري لله، أو حتى تعمل إعلان لبرسيل؛ علشان نقلل شوية من وطيس المعارك الزوجية المُشار إليها في البداية إن كُنت تذكُر ذلك!
الجريدة الرسمية