رئيس التحرير
عصام كامل

نبيل زكى: على السيسي ألا يسمح بالنفاق ومستشاروه ليس لهم دور

فيتو

  • لا يجرؤ أي مصرى وطنى الدعوة للمصالحة مع جماعة من القتلة والخونة 
  • وجود جماعة الإخوان في أي مجتمع يعنى فشله وانهياره 
  • لست متفائلا بأداء البرلمان 
  • بعض اليساريين لحقتهم لعنة البيروقراطية والجمود
  • زيادة التكاليف المالية وراء إخفاق التجمع في الانتخابات
  • الإخوان كانو يجهزون جيشا موازيا للجيش المصرى النظامى
  • لافرق بين الإخوان وداعش وحزب النور وبيت المقدس
  • الحكومة لم تعد سكرتارية لرئيس الجمهورية
الكاتب الصحفى نبيل زكى، القيادى بحزب التجمع، ورئيس تحرير جريدة الأهالي الأسبق، يرى أن حزب التجمع لم يؤد واجبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأن بعض اليساريين لم يجتهدوا في وسائل جذب أوسع الكتل، وهذا ما أدى إلى إخفاق اليسار في الانتخابات الأخيرة، ويؤكد أنه ليس متفائلا بأداء البرلمان الحالى، على تشكيلته الحالية، لكنه إذا لم يقوم بدوره سيحاصره المواطنون، وقال في حوار ل"فيتو" لايوجد فرق بين حزب النور وداعش وتنظيم القاعدة وبيت المقدس، وأضاف أن الإخوان كانوا يجهزوا جيشا مواز للجيش المصرى النظامى في سيناء، ويرى أن مستشارى الرئيس لا يوجد لهم دور حتى الآن، وينصح السيسي بعد الاستماع للمجاملة والنفاق، وأن تقوم الحكومة بتأدية دورها نظرا لأنها ليست سكرتارية لرئيس الجمهورية ولديها صلاحيات..


*بداية..لماذا يتهم التجمع بأنه موال لنظام الحكم بدليل عدم مشاركته في ثورة يناير منذ بدايتها؟
كلام غير صحيح، بل افتراء نظرا لأن حزب التجمع كان معارضا على طول الخط، في عهد مبارك والسادات، ويجب التذكير بأن السادات إعتقل 3 آلاف عضو من حزب التجمع، بتهمة أن الحزب كان المحرض الرئيسى على ثورة الخبز، التي أطلق عليها السادات انتفاضة الحرامية، وأيضا كان التجمع هو الحزب الوحيد الذي عارض اتفاقية كامب ديفيد.
وفى عهد مبارك كان موقف الحزب يتلخص في كلمة"لا لمبارك" في كل الانتخابات الرئاسية عارض الحزب مبارك، والتجمع أول من طالب بالإشراف القضائى على الانتخابات، وأن تكون الانتخابات الرئاسية بين أكثر من مرشح، وقمنا بفضح كامل للقروض التي حصل عليها الاغنياء، من البنوك بدون ضمانات، وكل من يشك في ذلك عليه أن يرجع إلى أعداد جريدة الأهالي الناطقة باسم الحزب، وأيضا دفع الحزب ثمن معارضته حيث كان محاصرا في مقراته، وتجرى عمليات تزوير مستمرة ضد مرشحيه في الانتخابات منذ اللحظة الأولى، وحزب التجمع هو الحزب الوحيد الذي فقد من بين أعضاءه 5 شهداء في ثورة يناير، وتحول مقر الحزب إلى مركز لإسعاف الجرحى والمصابين.

*لماذا أخفق اليسار في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟
السبب الأول هو المشكلة المالية، نظرا لأن الانتخابات الآن تعنى تكاليف مالية باهظة، وقد ساعدت الحكومة على زيادة التكاليف، عن طريق مطالبة المرشح بدفع رسوم كشف طبى، بجانب التأمينات، الأمر الذي يجعل المرشح يتحمل نحو 10 آلاف جنيه، قبل أن يضع أول ملصق يعلن فيه ترشحه للانتخابات، وأيضا رجال الأعمال أنفقوا الملايين لكى يحصلوا على أكبر عدد من المقاعد، أو لكى يحصل ممثلوهم على هذه المقاعد، الأمر الذي جعل المنافسة الانتخابية، في غاية الصعوبة بالنسبة لحزب فقير، لا يوجد بين أعضائه رجال أعمال يستطيعون تحمل المشاركة في الانفاق، الانتخابى وخاصة في ظل الظروف التي تتسع خلالها دائرة الانفاق.
وهناك أحزاب تجاوزت الانفاق الذي قررته اللجنة العليا للانتخابات، وفى ظروف تصاعد الرشاوى الانتخابية، وهذا لا يعنى أن اليسار أدى واجبه، على الوجه الاكمل، لكن كان هناك تقصير وتقاعس، وإهمال في بناء قواعد شعبية، وكذلك في مجال توسيع عضويته، في ظل ظروف يتسع فيها المجال أمام البرنامج اليسارى، لكى يحرز أكبر نسبة من المقاعد، لسبب واحد وهو أن كل ماكان يطالب به اليسار، أثبتت التجربة صحته، ومن أمثلة ذلك، موقف اليسار من الخصخصة وزواج السلطة بالمال، ومحاباة الرأسمالية، ورفضه لنظام الحزب الواحد، إلى جانب كل ما كان اليسار يناضل من أجله، وهناك ترهل في معسكر اليسار لا يمكن إنكاره، مما يتطلب فكرة نشطة لاحياء الفكر اليسارى، وبرامج اليسار التي كانت من المفترض بعد ثورتين، تاريخيتين أن تحصل على الاغلبية.

*هل أنت راض عن أداء حزب التجمع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟
أي حزب سياسي يستطيع أن يعالج مشكلاته المالية، عن طريق أن يصبح حزبا جماهيريا، يستند إلى تأييد دعم أوسع الجماهير الشعبية، ويضع في جدول أعماله اليومى، ضرورة توسيع صفوفه، لكى تشمل قيادات عمالية، ونقابية في نفس الوقت، الذي تتسع فيه عضويته لملايين الناس، لكنى أخشى أن بعض اليساريين قد لحقتهم لعنة الجمود والبيروقراطية، وأصبحوا يشعرون بالرضا عن الذات، ولا يجتهدوا في ابتكار وسائل لجذب أوسع الكتل الشعبية.

حزب التجمع الذي ناضل في أحلك الظروف، في عهد مبارك والسادات، ودفع ثمنا غاليا لمعارضته للتبعية والظلم الاجتماعى، وحكم الفرد المطلق، كان يستحق الفوز بعدد كبير من المقاعد، رغم الظروف المالية المعاكسة، ورغم سطوة رجال المال والأعمال.

*هل تتوقع أن يقوم البرلمان بإقرار مصالحة مع الإخوان أو أن يعرض الرئيس الفكرة على البرلمان؟
المصالحة أصبحت كلمة سيئة السمعة، ولا يجرؤ أي مصرى وطنى أن يدعو إلى أن نتصالح مع جماعة من القتلة والخونة، ثم أن الشعوب لن تتقدم ما لم تتعلم من دروس الماضى، وتجارب التاريخ، ويكفى أننا منذ عام 1928، نتلقى ما يكفى من الدروس، التي تؤكد أن وجود جماعة الإخوان، في أي مجتمع يعنى أن هذا المجتمع فاشل، ومتجه للانهيار.

*كيف ترى مستقبل الإخوان في المنطقة وهل هناك فرق بين الإخوان وحزب النور؟
لايوجد فرق بين الإخوان وحزب النور السلفى، وداعش وبيت المقدس، وتنظيم القاعدة، وبقية المنظمات التي تحمل أسماء عديدة، كلها تتبع لمنبع واحد، لا مستقبل لهم جميعا، حيث تأكد لدى العالم كله أن الإرهاب يأتى من الفكر المتطرف، وأن الإرهاب أصبح يهدد العالم كله، من هنا لا مكان للمتاجرة بالدين وخلطه بالعمل السياسي، ونهوض الدولة الديمقراطية الحديثة، التي تسعى إلى اللحاق بركب التقدم، ولم تعد الشعوب تتقبل أن تفرض عليها أي جماعة وصايتها باسم الدين، أو تسعى أنها تمثل الدين، بينما في حقيقة الأمر لاتوجد أي علاقة بين الدين، وبين أطماعها في السلطة.

*كيف ترى حكم السيسي حتى الآن؟
السيسي لعب الدور المنقذ للشعب المصرى، من الخطر الذي يهدده، وهو جماعة الإخوان الإرهابية، التي فتحت السجون للارهابين واستدعت الارهابيين من الخارج، ومنحت الجنسية لعدد كبير من حركة حماس، وكانت تعد لتشكيل جيش مواز للجيش المصرى النظامى في سيناء، كذلك وضعت نفسها في خدمة أمريكا، كل ما كان يهمها هو البقاء في السلطة، وأعلنت الحرب على القضاء والاعلام، وانتهجت سياسة الأخونة، لجميع مؤسسات وأجهزة الدولة، لكى تضمن قطع الطريق أمام أي تداول للسلطة، مستقبلا لكن مافعله السيسي، هو الاستجابة لأكثر من 35 مليون مصرى.
والشعب عندما أعلن الثورة على نظام الإخوان، قرر السيسي الانحياز للشعب، وهذا الانحياز كان السبيل الوحيد لمنع سقوط الدولة، وتفاقم الفتن السياسية، وتمزق النسيج الوطنى، وسوف يذكر التاريخ للسيسي، أنه لعب الدور القيادى في تصحيح مسار ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتلبية النداء الوطنى لثورة 30 يونيو.

*هل من حول الرئيس ينقصون من شعبيته؟
يوجد حول الرئيس مجموعة من المستشارين لكنى لا أجد لهم دور بارز منذ تعيينهم، إلا إذا كانوا يلعبون هذا الدور بعيدا عن الانظار، ما أستطيع أن أحكم عليه هم المسئولون الذين يشكلون الحكومة، نظرا لأنه من المفترض، في ظل دستور 2014، أن الحكومة لم تعد سكارتارية لرئيس الجمهورية، لكنها تملك صلاحيات ولا تنتظر توجيهات الرئيس، بل تبادر بتحسين مهامها وواجباتها، في تحسين حياة المواطنين، وهو ما لا نلحظه في أداء الحكومة، وأطالب الحكومة حاليا أن تمارس صلاحيتها، فقد ودعت مصر نهائيا نظام حكم الفرد المطلق، ولم يعد رئيس الجمهورية هو رئيس الكون.

*بماذا تنصح السيسي؟
أن يتمسك بقوة سياسته الخارجية، وأن يواصل بمثابرة سياسته الجدية في استئصال الإرهاب نهائيا بعد أن طوينا صفحة الإخوان في مصر، إلى الابد، وأن لا يستمع إلى كلمات المجاملة والنفاق، وأن يبحث عن أصحاب الخبرات والكفاءات، الحقيقية، ويقرر الاستعانة بهم بلا تردد.
الجريدة الرسمية