رئيس التحرير
عصام كامل

العروسة.. قوة الحياة منذ ألف عام في مصر

فيتو

في مجلة "الجيل الجديد" عام 1975 قدم الدكتور فؤاد إبراهيم إمام، دراسة حول العروسة وعلاقتها بالحياة، وذلك بمناسبة المولد النبوى الشريف قال فيها:

هناك فكرة فلسفية عميقة تحتفى وراء العروسة وشكلها، فالولادة مثلا هي نفسها فلسفة الحياة، وهى خلق جديد، والعروسة هي قوة الحياة في ريعان الصبا والشباب، وهى مصدر الحنان والحب، وهى مرتبطة بالجمال والحسن، وهى مركز الرؤية في الأفراح.

العروسة هي رمز الحياة نفسها فقد وجدت وولدت لتوجد الحياة، وقد وجدت عروسة المولد في العصر الفاطمى، ونشأت فكرتها من انعكاس مظاهر البذخ والترف في القصور مما ألهم الفنان الشعبى الوحى كى يصنع عروسا للمولد تتمشى مع الأجواء البراقة المتلألئة من الزينات والألوان.

وكما قال المقريزى عن عروسة المولد "هناك المصنع الذي ينتج عروس المولد منذ ألف عام هو دار الفطرة، وقد بنيت خارج القصر، وبناها عبد العزيز بالله لأول مرة، وهى قبالة باب الديلم من القصر الذي يدخل منه إلى المشهد الحسينى.

وتصنع العروسة من السكر والعسل والزعفران والطيب والدقيق، وقد أعدت لاستقبال أيام المولد النبوى وقدوم شهر رجب والنصف من شعبان، ويقوم العمل بدار الفطرة ليل نهار وتتصل بالقصر عن طريق ممر تحت الأرض.

وذكر القلقشندى صورة الاحتفال بالمولد النبوى فقال: "كان يعمل في دار الفطرة 20 قنطارًا من السكر، ثم تعبأ في 300 صينية من النحاس، وفى ليلة المولد تفرق في أرباب الرسوم كقاضى القضاة وداعى الدعاة وقراء الحضرة والخطباء وغيرهم ممن لهم اسم ثابت بالديوان الملكى".

هكذا ارتبطت عروسة المولد بذكرى سعيدة عند المسلمين ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
الجريدة الرسمية