رئيس التحرير
عصام كامل

علم الإعلام.. فوبيا


فيه ناس ممكن يكون عندها فوبيا من حاجات كتير، مش بس كدة، ده ممكن يكونوا متعقدين من الحاجة دي كمان.

وزي ما إحنا عارفين أن الفوبيا درجة رخمة من درجات الخوف، يعني ببقى عايش طول عمري مش بقرب من الحاجة الفلانية دي مش بس خايف منها، وطول الوقت باخد بالي أني أتجنبها بحذر، أصل فعلًا الموضوع مش ناقص.


الفوبيا دي بتتحول من مرحلة الخوف العادي إلى مرحلة الهلع، بعد موقف معين حصل لك، يعني أنا مثلًا كنت بخاف من الكلاب لكن فيه موقف معين حصل لي قبل كدة، خلّاني حطيت قاعدة بتقول "ابعد عن الشر وغني له".

حالة الهلع والخوف دي مابقتش تتمثل في الأدوار العالية، والكلاب، والمصاعد والكلام الجميل ده بس، بالعكس ده إحنا ظهر لينا علم جديد من حالة الهلع دي وهي "الإعلام فوبيا".

وده إللي بقى بيحصل في إعلامنا الجميل أنه بقى فيه ناس بتظهر كل يوم على مُختلَف الشاشات وتصدر للمتلقي الخوف والهلع، بدل ما تقول الخبر وتحلله، والغريب أن فيه ناس بتصرف على كدة، والسؤال هنا "يا ترى أيه وجه الاستفادة؟". 

تخيل أنك قاعد أنت وبنتك أو أنت ومراتك، وبتتفرج على واحد كل أمله في الحياة أنه يشوه صورة واحد تاني، وعمال طول الوقت يكذب ويهدد، ويقول "أي حد هيتكلم أنا هفتح عليه النار".

تخيل أنت عمال بتتفرج على واحد بيكذب بس!
أيوة بس.. يعني بيقول كلام مش بيحصل ولا حتى في الأحلام، بيزور حقايق، بيشتم طول الوقت، بيهرتل على طول، عايش عشان يعمل فرقعة إعلامية، وفي الآخر الفرقعة بتطلع "ريحتها وحشة".

صدقني عزيزي القارئ.. أنا عارف أنت حاسس بأيه، وعارف كمان أنك جبت "جاز"، منه ومن ناس كتير غيره، بس والله أنت لسه في أيدك الحل، لسه في أيدك ماتصدقهوش، ولا حتى تشغله في بيتك ولا قدام عيالك، لازم تتعامل معاه على أنه من المحرمات.

علشان ببساطة مش ده الإعلام إللي بيتم تدريسه في كليات الإعلام، مش دي المسئولية إللي كان بيقول عنها الدكاترة في المحاضرات، دي ناس ماتعرفش حاجة عن المهنية، غير أنهم ضربوها بالجزمة.
الجريدة الرسمية