رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يهتم الإعلام بأخبار «الفضائح»؟!


في إحدى الدورات التدريبية للصحافة المتخصصة، طرح المُحاضر سؤالًا على الحضور: ما أكثر الأخبار التي يهتم بها القراء؟

حاول كل منّا تقديم إجابة، وفقًا لاجتهاده الشخصي، وما يعتقده صوابًا: أخبار الجنس، الرياضة، المال، الحوادث، الفن.. وكان هناك شبه إجماع على هذه المجالات، بجانب اهتمامات أخرى هامشية.

لكن المحاضر أكد لنا، أن هناك إحصائية تقول إن 50% من القراء على مستوى العالم يهتمون بالأخبار المتعلقة بـ«النميمة»، ثم احتلت الأخبار المتعلقة بـ«المال»، خاصة إذا كانت داخلة جيب المواطن، أو خارجة منه، الترتيب الثاني في اهتمامات القراء.. وحلت الأخبار عن «الأدب والثقافة» في المرتبة الأخيرة.

معنى ذلك أن 50% من القراء على مستوى العالم يهتمون بأخبار «الفضائح»، و«النميمة».. الفنان الفلاني تزوج الفنانة الفلانية، واللاعب فلان طلق زوجته النجمة السينمائية.. وضبط مسئول كبير يتحرش بسكرتيرته.. والقبض على مخرج شهير في وضع شائن.. وميول شاذة للأديب العالمي.. إلخ.

ولا غرابة في ذلك، ففي كل الأوساط ما اجتمع شخصان إلا وكانت «النميمة» ثالثهما.. فنحن معشر الإنسانية يتفتح وعينا على «فلانة قالت، فلانة عادت»، وعلى أوصاف «اللتّاتة، والعجانة»، وما أن ننتهي من سماع التفاصيل المملة نختم حديثنا بالمقولة الدالة على تديننا: «إحنا عندنا ولايا وربنا أمر بالستر».. حتى عندما ننتهي من مشاهدة «الفضائح» على إحدى القنوات، نختم المشاهدة بقولنا: «أستغفر الله.. قناة...»!

هذه الإحصائية، تكشفت بجلاء ووضوح تأمين ما تسير إليه الأحوال في العالم.. وتوضح سر تهافت القراء والمشاهدين على نوعية أخبار «الردح»، و«الفضائح»، و«الجنس»، التي تنشرها وسائل الإعلام، لبعض الأشخاص، خاصة المشهورين منهم.

ويكفي أن تعلم أن بعض وسائل الإعلام تلجأ إلى استضافة شخصيات بعينها، وإثارة قضايا من نوعية «الفضائح» و«الردح»، و«فرش الملاية»؛ لزيادة نسبة المشاهدة، وهو ما يتضح جليًا في إحصاءات نسب المشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المواقع الإلكترونية التي لو لم تتحكم في الأخبار «الأعلى قراءة»، لتعرينا جميعًا.

ربما تسألني وأين ميثاق الشرف الإعلامي؟.. فأقول: كبّرْ مخك، فما المسئول عنه بأعلم من السائل.. وأين حُرمة الحياة الخاصة التي كفلها الدستور؟.. فأجيبك: الدستور لا يحمي «المتحرشين».. يعني «خليك حويط»، وما تصورش نفسك وأنت بتمارس الرذيلة.
الجريدة الرسمية