رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الروائي أحمد مراد: رواياتي ليست نصوصا «مقدسة».. وأعمال نجيب محفوظ «بتعقدني»

فيتو

  • لم أتوقع الشهرة.. وأفضل ما في الكتابة أنها لا ترتبط بـ"شباك التذاكر"
  • أقصى أمنياتي كانت إهداء نسخ مجانية لأصدقاء الدراسة... واتهامي بسرقة رواياتي "باطل" 
  • "الفيل الأزرق" قصة عشق.. و"فيرتيجو" هي "وش السعد عليا"
أبجديتنا واحدة، فقط ٢٨ حرفا يشكلها كل منا على هواه، فينطق قلبه بفيض أبجديته الخاصة، وعطر ياسمينه الفواح، نغزل على منوالهم فيض تجاربنا الشخصية والحياتية بأساليب تختلف من شخص لآخر.

هكذا هي اللغة.. تعرف من أتى بابها وتستقبله، فإما هاوٍ يكتوي بنارها، وإما أديب يطوعها بين يديه ويشكلها على شاكلته، وعاشق للعب على أوتارها، يهوى مغازلة الأبجدية فتستجيب له، ليلمع نجمه في سماء الأدب، رغم شبابه اليافع وغير المعهود على الساحة الأدبية.
الكاتب الشاب أحمد مراد، ما إن تراه حتى تلمح بريق الأمل في عينيه.. يهوى الكتابة والجمال، عيناه كاميرا تلتقط التفاصيل الصغيرة لتنسج عليها عالم روايته الخاصة..
وفي لقاء جمع "فيتو" مع صاحب "الفيل الأزرق" وتراب الماس و"فيرتيجو" كان الحوار التالي:


بداية.. من وجهة نظرك ما اللمسة التي دخلت العالم الأدبي لإضافتها؟
الكاتب في بداية عمله الأول، لا يضع في ذهنه هدفا معينا، فأقصى أمانيه أن يكتب رواية متماسكة ومكتملة الأطراف، وحين تنشر هذه الرواية وتلقى القدر الكافي من النجاح، يبدأ وقتها في وضع نفسه على خط معين تجاه هدفه، وتحديد حلمه.

ما الشيء المغري الذي وجدته بالكتابة والأدب لتبتعد عن التصوير والسينما؟
أغرتني الكتابة؛ لأنها طريقة محترمة جدًا لإيصال فكرتك وإحساسك، وإخراج ما يدور داخلك دون الحاجة أو اللجوء للماديات وتكوين فريق عمل أو مراعاة شباك التذاكر كما هو الوضع بالسينما.
كما أنني في الكتابة أكون مخرجا نفسيا، أخلق عالم الرواية بجميع تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، وأضيف أو أنتزع ما أريد دون إملاء من أحد، فالتفرد أفضل إحساس يمكن أن يشعر به الإنسان.

هل كنت تتوقع كم الشهرة الذي اكتسبتها؟
أبدًا.. لم أكن أتخيل ذلك، ففي عام 2007 كان كل همي أن أكتب لأثبت لنفسي أنني سأتغير ولن أبقى في مكاني، فكنت مصمما على أن أكتب رواية وسأنشرها ليقرأها الناس، وكان أقصى طموحي أن أقابل أصدقاء الدراسة وأهديهم بعض النسخ المجانية لقراءتها، أو أحكي لهم أنني كتبت ذات مرة.

قلت إنه خلال عملك في الرئاسة كنت تحب مبارك في الصباح وتلعنه بالمساء.. هل كان لعملك في الرئاسة فضل في كتابة روايتك الأولى "فيرتيجو"؟
هذا الكلام غير صحيح.. لم أقل خلال مقابلتي في صحيفة الجارديان أنني كنت أحبه بالصباح وألعنه بالمساء، وهذا خطأ ارتكبه أحد المترجمين الذين ترجموا المقابلة من الإنجليزية إلى العربية فنقحها ببعض الجمل غير الصحيحة، الأمر الذي أثار عليّ حملة صحفية كبيرة استمرت لشهور، جعلتني أتلقى الشتائم والمقالات السيئة، كل ذلك دون أن يحاول شخص ما الرجوع إلى المقال الأساسي وقراءته.
ما قلته هو أنني اخترت مجال الرواية ونوع الدراما السياسية من خلال ذلك التباين الذي كنت أراه في القصر الرئاسي، حيث أرى في الصباح رجلا يعظمه الناس، وفي الليل أسمع الناس على المقاهي وفي الشوارع يلعنونه، فمبارك لم يجعلني أكتب وإنما عملي معه حدد نوع الكتابة.

من خلال عملك بالرئاسة.. كيف تصف الرئيس السابق محمد حسني مبارك؟
لا أفضل الإجابة على هذا السؤال.. فوضعي حساس تجاه هذا الأمر، ولا يمكنني الحديث عنه ليس لأنه صالح أو طالح، وإنما لأني عملت معه.
وفي المجمل هو رجل يملك ما أصاب فيه وما أخطأ فيه، وللتاريخ كلمته في الحديث عنه، وإن أردت وصفه أو الحديث عنه فيمكنني فعل هذا في رواية.

ما تعليقك حول كره بعض المثقفين لك؟
لا أهتم لمثل هؤلاء الأشخاص، فالشخص الذي يحمل في قلبه الضغينة أو الحقد لا يجب أن أنظر إليه فهم أعداء للنجاح، وإنما أحترم النقد البناء وأتقبله جدًا، واستمع لجميع الآراء لأصحح نفسي وأبنيها، لأنني لا أؤمن بقدسية النص.

ماذا عن اتهامك بسرقة رواياتك من بعض الأفلام الأجنبية؟
جميع الكتاب الكبار تم اتهامهم بالسرقة، فـ" إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ" وغيرهما من الكتاب تم اتهامهم بذلك الاتهام.

إن أردنا الحديث عن رواياتك.. هل يمكننا تصنيف "الفيل الأزرق" على أنها من أدب الرعب والمغامرات؟
لا.. أتمنى كتابة أدب الرعب أو المغامرات، لكن الفيل الأزرق مجرد حالة حب وعشق ورومانسية، تغلفها الميتافيزقيا الملونة والتي تخلق حالة من التشويق والجذب.. لذا لا يمكن تصنيفها للرعب، وبطبعي أقف ضد تصنيف الأدب بشكل عام.

بعض الأشخاص وجدوا أن فيلم الفيل الأزرق اختلف عن الرواية وعن المسرحية الراقصة ؟
لا يمكن لأي رواية مهما كانت عظيمة أن تطابق بنسبة 100% عند تحويلها لعمل سينمائي؛ لأن الفيلم رؤية محدودة للمخرج بذاته، فالبحث عن الرواية في ملخص الفيلم فهم خاطئ جدا لمفهوم الفيلم نفسه، فتعريف الفيلم أن يكون مأخوذا من الرواية وليس مطابقا لها.

من هم أبرز الكتاب الذين تأثرت بهم؟
بعد أن أفرغ من كتابة أي رواية، أذهب مباشرة لقراءة أعمال نجيب محفوظ حتى لا أنسى نفسي، فهو الكاتب الذي "يعقدني"، لأنه امتلك دراما البشر فرواية الحرافيش قيمة أدبية لا جدال عليها، ومن لم يقرأ الحرافيش فقدَ الكثير.

من الشخص الذي تأخذ رأيه في روايتك عقب أن تفرغ من كتابتها؟
أمي.. فهي قارئة عتيدة فمكتبتها ضخمة جدًا، فهي من جعلتني أعشق القراءة، وكانت تكافئني بالكتب ويكون معرض الكتاب هو زيارتنا السنوية المفضلة عندي، فهي تملك حسا فنيا عاليا جدًا، ومتابعة للسينما العربية والأجنبية وتتصفح الإنترنت وتفعل كل شيء كأنها شابة في العشرينات.

ما هو العمل المفضل لك من رواياتك؟
"فيرتيجو" فهي وجه السعد والخير علي، وهي التي عرفت الناس بي.

ماذا أفقدتك الشهرة.. وما الذي اكتسبته منها ؟
ربما الأمر الوحيد الذي أصبح صعبًا هو أن هناك بعض الناس التي أصبحت تتقرب مني لشهرتي، وبعضهم لا تستطيع كشف نواياهم، وفيما عدا ذلك فلم أفتقد شيئًا، وأملك قدرة جيدة على فرز الناس.

الحوار منشور نقلا عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية