رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الخامسة.. ماذا لو لم يحرق البوعزيزي نفسه؟

الشاب التونسي محمد
الشاب التونسي محمد البوعزيزي

في السادس عشر من ديسمبر 2010، انطلقت شرارة ثورات الربيع العربي، عندما أضرم الشاب التونسي محمد البوعزيزي، النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد بتونس؛ احتجاجًا على مصادرة السلطات البلدية لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي، التي صفعته أمام الملأ، وقالت له: (بالفرنسية Dégage) أي ارحل، لتصبح هذه الكلمة هي شعار الثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ثم شعارًا للثورات العربية التي لحقت الثورة التونسية.


وعلى غرار الثورة التونسية، انطلقت الدعوات في مصر، ليوم 25 يناير، وانطلقت الثورة المصرية، إلى أن نجحت في أن تخلع مبارك يوم 11 فبراير 2011، وأن تتخلص من نظامه الذي كان يسري في الأمة مثل السرطان الخبيث لمدة 30 عامًا متصلة.

وبمناسبة ذكرى إضرام البوعزيزي للنار في نفسه، سألت «فيتو»، الخبراء، ماذا لو لم يحرق محمد البوعزيزي نفسه؟


قشة قصمت ظهر النظام
قال أحمد زهران، أستاذ علم الاجتماع السياسي بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، إنه لولا إضرام البوعزيزي النيران في نفسه، ما كان الشباب التونسي تحرك، واعتبر زهران حادثة البوعزيزي، هي القشة التي قصمت ظهر نظام زين العابدين بن علي، الذي تولى مقاليد حكم الدولة التونسية منذ عام 1987، واستولى على ثروات الشعب التونسي، وأوضح زهران، أن الثورة لا بد أنها كانت تحدث، ولكن كانت تحتاج شرارة لكي تشعل الغضب في نفوس التونسيين.

ويرى زهران، أن شرارة الثورة التونسية امتدت إلى مصر، فتشجع الشباب وقاموا بثورة الخامس والعشرين من يناير، وساروا على نهج إخوانهم في تونس، وبذلك يمكن القول إن لولا أن حرك البوعزيزي نفسه لكانت تأجلت ثورات الربيع العربي.

عيش حرية عدالة اجتماعية
وفي نفس السياق قال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن حرق البوعزيزي لنفسه في 17 ديسمبر 2011، كان بمجرد إشارة البدء للثورة التونسية، وثورات الربيع العربي، التي كان لا مفر من حدوثها؛ نظرًا للظلم الشديد الذي كانت تتعرض له الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، الذي وصل فيها الاحتقان السياسي ذروته، وظهرت العديد من الحركات التي تناهض النظام، وتتصدى له، ولفكرة التوريث.

وأكد صادق، أن الشعب المصري كان له مطالب مشروعة هي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وكان لا مفر من الثورة على النظام والمطالبة بهذه المطالب المشروعة التي حُرم منها الشعب المصري لسنوات طويلة، وكان دور البوعزيزي فقط هو أنه أخرج النار من تحت الرماد.


طاقة غضب
فيما يرى الباحث السياسي محمد أبو طالب، أن حرق الشاب محمد البوعزيزي لنفسه، هو مشهد مؤثر، جسد مدى الظلم الذي لحق بالشعوب العربية، وبالتالي تفاعل الشباب مع هذا الحدث، وأخرجوا طاقة الغضب المكبوتة داخلهم، التي تكونت من خلال تراكمات، ومشاكل مثل الفقر والبطالة.
الجريدة الرسمية