رئيس التحرير
عصام كامل

من الرقة إلى سرت


رصدت أجهزة المخابرات العربية زيادة حركة انتقال قادة تنظيم داعش من سوريا والعراق إلى ليبيا حيث أصبحت سرت ليست فقط إمارة داعشية لكن العاصمة الجديدة للتنظيم، ورأت قيادة داعش المركزية في ليبيا فرصة هائلة لترسيخ الخلافة خارج نطاق سوريا والعراق لتكون سرت العاصمة الجديدة بدلا من الرقة.. وأصبح هذا المخطط لا يهدد أمن دول الجوار والشمال الفريقى فقط بل العالم أجمع خاصة أوربا التي تقترب منها ولا يفصلها عنها سوى 400 ميل.


وقد بدأ التنظيم فرض قوانينه في سرت، من ارتداء النساء للنقاب وتنفيذ عمليات الإعدام العلنية وإقامة شرطة إسلامية تقوم بدوريات رافعة أعلام داعش ومحاكم شرعية وبناء السجون مع حظر الموسيقى والتدخين والفصل بين الذكور والإناث..

كما تم إنشاء مكتب للضرائب وتعيين وال لمراقبة تطبيق القواعد المتطرفة للشريعة.. أما المستشفيات فقد تم إخلاؤها بسبب الفصل بين الرجال والنساء.. ويسود القلق بين الدول الغربية بشأن تمركز داعش في ليبيا بالذات حيث يستطيع من خلاله إطلاق عملياته في شمال أفريقيا وهاهى تونس تغلق حدودها وتقوم ببناء جدار أمن على طول ثلث حدودها لمنع تدفق المسلحين خاصة أن داعش ليبيا يقوم بتجنيد مئات التونسيين في صفوفه. وترصد المخابرات قيام عناصر من داعش بالتدريب على قيادة الطائرات باستخدام أجهزة محاكاة الطيران كما يبدو أنهم حصلوا على طائرة مقاتلة.

وقد ساعدت ظروف ليبيا الداخلية في هذا الزحف الداعشى داخل أراضيها وتمركزه في سرت فقد تعددت القوات والميليشيات المتصارعة فنجد أن هناك جماعة فجر ليبيا ودرع ليبيا وأنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنى غازى ومجلس شورى المجاهدين إلى جانب من يقاتلون في جانب السلطات المعترف بها دوليا وتضم كتائب القوات المسلحة تدعمها فصائل القعقاع والصواعق وهذا في ظل فراغ سياسي، فالبلد يتنازعه حكومتان إحداهما معترف بها في طبرق والأخرى منبثقة عن البرلمان المنحل في العاصمة طرابلس.

ولعل أخطر ما أثاره الرئيس السيسي في اليونان هو تحذيره للعالم من مغبة ترك الأوضاع في ليبيا لمزيد من التدهور حين قال لقد حذرت منذ عامين من عواقب الأوضاع في سوريا والعراق ولم يتحرك المجتمع الدولى والآن هناك خطر قادم من ليبيا ونحن في مصر نبذل جهدا كبيرا لتأمين الحدود البرية التي تمتد لنحو1200 كيلو متر.
الجريدة الرسمية