رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة بالدراع !


السؤال: هل شباب يناير هم مجرد مجموعة قليلة من بعض فئات الشباب المصرى.. أم أن شباب يناير هم الشباب المصرى؟ الإجابة تجدها في تعليقات القراء على تصريحات، أو حوارات المحسوبين على ثوار يناير.. وشباب التحرير.


أغلب الآراء منتقدة، وأكثرها مستهزئة، وليس نادرًا أن كثيرًا يكتبون معلقين بكلمات غير لائقة، وبحروف مفرطة للهروب من رقابة نشر التعليقات الإلكترونية.

من كل عشرين تعليقًا، احتمال تجد واحدًا في صف "شباب الثورة".. أغلب الأحيان لا تجد إلا شتيمة وقلة قيمة.. الفترة الأخيرة، كثرت التعليقات والشتائم بالأب والأم مذيلة لكلام شباب التحرير.

أغلب المعلقين يرون هؤلاء مثيرى شغب، وقلة أدب.. أكثرهم شخصيات تكثر من اللغط، برغبة شديدة في إثارة احتقان الشارع باسم الشعب وباسم الحريات.

على موقع جريدة إلكترونية شهيرة علق أحد القراء على تصريحات نارية لـ"شاب ثورى" قائلا: أبوالسقا مات.. في الأعلى بدأ الشاب الثورى منتفخة أوداجه، محذرًا الرئيس السيسي: انتظرنا في التحرير يناير المقبل!

ما الحال إذا كان شباب يناير يدعون للتظاهر اليومين المقبلين بوكالة من المصريين، ودفاعًا عن حريات المصريين، بينما المصريون يسبونهم على مواقع التواصل ؟

الأسبوع الماضي، رد مجموعة من شباب يناير على احتمالية دعوة رئاسية للحوار، بأنهم في حاجة للعدل لا الاحتواء.. أحدهم قال إنه يقبل الحوار بشروط، وقال آخر إن الدعوة لن تفرغ شباب التحرير من آمالهم في حياة أفضل.. رابع أكد أنهم لن يذهبوا إلى اللقاء، إلا لو عهدت الدولة بمحاكمة الإعلام الذي شوه ثورة يناير.

مرة أخرى، رآها قراء بأنها "قلة أدب"، ومحاولة لفرض الثورة بالدراع.

الناشط إياه، طالب بالإفراج عن أحمد دومة وعلاء عبد الفتاح قبل الجلوس إلى أي مسئول في الرئاسة.. الناشطة إياها قالت إنها لن تذهب، إلا لو رفعوا اسمها من قوائم الممنوعين من السفر.. بلا سند، ولا قانون.

ردود أفعال شباب يناير كانت سببا في أن يعتقد كثيرون أن الرئاسة قد تخطئ لو وجهت مثل تلك الدعوة للحوار، لكنَّ آخرين تساءلوا عن سبب استمرار الحرص على شعرة معاوية مع "بتوع يناير" رغم أنهم سقطوا في الشارع؟ ما الذي يجعل الدولة احرص على مساحة رمادية مع شباب إيثارى.. أغلبهم مسجلو خطر قلة ذوق.. وقلة وطنية ؟ هل هناك من لا يزال يعتقد أن لهؤلاء سطوة وقدرة، ووجودًا في الشارع.. وبين فئات غفيرة منه ؟

الواقع يقول غير ذلك، فلا دومة يمكن اعتباره رمزًا من رموز الحريات، ولا علاء عبد الفتاح يمكن حسبانه على تيار التجديد والمعارضة، تخطينا مرحلة معقولة من فترة الفرز والغربلة.. سقطت أقنعة عديدة، وتغيرت مفاهيم كانت مصيبة أن تستمر وتبقى.

لو كان هناك من لا يزال يرى أن لمن يسمى شباب يناير، علاقة بيناير أو بالثورة أو حتى بالشباب.. يبقى غلطان، فأكثرهم عواجيز فرح.. أعيتهم الضغينة.. وأعمتهم البغضاء ألا يجدوا ما ينفقون.
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com

الجريدة الرسمية