رئيس التحرير
عصام كامل

أسرع علاج لعجز الموازنة.. «الشَّم» هو الحل!


لا خير فينا ما لم نسكب عصارة خبراتنا وتجاربنا في الحياة من أجل مصر المحروسة في محنتها.. أبدأ بتلك الخاطرة المُلِحَّة من قلب وجدان مفعم بالمخاوف من الأزمات، وعلينا ألَّا ندفس رءوسنا في الرمال كالنعام.


الكل يعترف بهبوب رياح الأزمة.. رأس القيادة السياسية وما دون المنصب.. السؤال إذَن ما العمل؟.. قررت التصدي للإجابة والبحث عن حل.

بعد هنيهة من الاسترخاء والطواف عبر الأزمنة والأماكن من أقصى الأرض إلى أدناها.. اختطفتني الذاكرة إلى مسافة تخطت العشر سنوات ونيف.. المناسبة معلومات واردة من شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية.. المصدر كتاب لا أذكره على وجه الدقة.. الموضوع مثير للباحثين عن الرشاقة واللاهثين خلف روشتات خفض الوزن وشفط الدهون وإزاحة الكروش.

وقد وجدت أنه لا غضاضة في التفكير بنهج براجماتي أو نفعي، وإسقاط تجربة شيكاغو الواردة بالكتاب على برامج شد الحزام لمواطني الدول المتأرجحة على شفا الأزمات الاقتصادية والديون المتلتلة والفقر الدكر.. مع تغليب مصلحة الوطن على كل اعتبار، والاستعداد للتضحيات أيا كانت.

وحتى "لا أخَرْفِش" نفوخك.. أقول لك إن طبيبا أمريكيا يدعى "بلاك آرثر"، توصل إلى علاج السمنة وخفض الوزن عن طريق "شَم الطعام".. تسألني كيف؟.. أقول لك.

بعد بحوث طبية ومعملية.. قال الرجل: إن شم الطعام يغنيك عن الأكل.. كيف يا مقدِّس آرثر؟.. قال لك لأن الشم في حد ذاته، يجعلك تشعر بالشبع، فبالتالي لا تحتاج للأكل.

الواقع أن الرجل توصل إلى حقيقة علمية، مفادها أن شم الطعام يحفز الغدد المسئولة عن إفراز ما يجعل الإنسان يشعر بالشبع، فيعيش إحساس من أكل وشبع بالفعل.

فهل سنخسر شيئا لو قمنا بتدشين حملة قومية تحت عنوان "شموا تصحُّوا وتسدُّوا عجز الموازنة"، بدلا من "جوعوا تصحوا".. حملة شموا نتيجتها الشبع أو الإحساس بالشبع.. أما حملة جوعوا فهي مأساة كاملة الأركان.

شَم اللحمة يشعرك ببلوغ غايتك منها بعد أن تشعر بالشبع من رائحتها.. وهكذا الحال بالنسبة لشَم الفراخ وشَم السمك وشَم الرومي وشَم الهوت دوج وشم البيتزا.. استمتع مجانا بما لذ وطاب من الطعام، الذي طالما غنيت له، ورأيت خياله في المنام محلاه يا وعدي.

يسألني متحذلق أو معارض رِخِم.. هَبْ أن نفسي هفتني على الشوربة؟.. أقول له بإمكانك رشها سبراي تحت باطك وخلف أذنيك.. وآخر يحاول تعجيزي فيسأل.. وإذا كنت من عشاق ماء السلطة؟.. أقول خدها في العضل.

الشم سوف يضبط ميزان المدفوعات.. بل أزايد وأقول سوف يحل مشكلة الانفجار السكاني بسرعة مذهلة.. الآن وبحسب نظرية العالم آرثر، بإمكانك أن تكتفي بشم المدام، عوضًا عن القيام بما ينبغي عليك القيام به.. وبدلا من ترديد أغنية بيحبني وبحبه.. قول بيشمني وباشِمُّه.

أما الجائزة الكبرى التي سوف تحصدها الحكومة.. فهي أنها ستوفر للميزانية مليارات الجنيهات التي يتقاضاها الموظفون والعمال.. إذ يكفي أن يتوجه الموظف كل أول شهر إلى الصراف.. يشم الخزنة ويروَّح.
الجريدة الرسمية