رئيس التحرير
عصام كامل

«مصائب قوم عند قوم فوائد».. الأزمة «الروسية التركية» تزيد من فرص التعاون التجاري بين «القاهرة وموسكو».. السائح الروسي يبحث عن بديل لـ«أنقرة».. و«أردوغان

فيتو

قررت روسيا فرض عقوبات اقتصادية ضد تركيا بعد إسقاط طائرة السوخوي الروسية، وهددت أنقرة بالمثل، فتح المجال لدول عربية كمصر وقطر والجزائر وتونس للاستفادة من تأزم العلاقات التركية الروسية والعمل بمبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد.


عقوبات روسية

وبحسب التقرير الذي أعدته الإذاعة الألمانية فإن وتيرة التبعات السياسية والاقتصادية لإسقاط طائرة السوخوي الروسية من قبل المقاتلات التركية فوق الأراضي السورية تسارعت على الصعيد الاقتصادي، صادقت الحكومة الروسية بداية الشهر الجاري على قائمة عقوبات ضد تركيا تشمل منع دخول الحمضيات والطماطم والفراولة والملح ومنتجات تركية أخرى إلى روسيا.

وقبل ذلك تمت المصادقة على مرسوم رئاسي يتضمن إعادة تطبيق نظام تأشيرات الدخول مع تركيا ومنع استخدام الأيدي العاملة التركية في الشركات الروسية إضافة إلى وقف الرحلات السياحية التجارية بين البلدين اعتبارا من مطلع العام القادم 2016.

كما أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، تعليق المباحثات مع تركيا حول تنفيذ مشروع نقل الغاز الروسي «السيل التركي» عبر الأراضي التركية إلى أوروبا.

وتداولت وسائل إعلام معلومات عن تطبيق بعض العقوبات قبل سريان مفعولها، ويبرز من بينها طوابير السيارات المحملة بالبضائع التركية على الحدود الروسية مع روسيا البيضاء إلى أجل غير مسمى، كما نقلت معلومات عن توقيف رجال أعمال أتراك بحجة مخالفة نظام الإقامة في روسيا.

4.5 مليون سائح روسي

خلال العام الماضي 2014 زار تركيا 4.5 مليون سائح روسي دروا على الاقتصاد التركي أكثر من 3 مليارات دولار، وتصدر تركيا إلى روسيا بضائع زراعية وصناعية تزيد قيمتها على 6 مليارات دولار، وخلال العام الماضي أيضا وصلت قيمة التبادل التجاري السلعي بين البلدين إلى نحو 33 مليار دولار قسم كبير منها عبارة عن صادرات تركية صناعية وزراعية ذات قيمة مضافة.

وتبلغ حصة تركيا من مجمل التبادل حوالي 12 مليار دولار، وثمثل البضائع التركية ربع مستوردات روسيا من الأطعمة.

خسائر روسيا

غير أن تطبيق العقوبات سيلحق بالجانب الروسي بدوره أضرارا وخسائر لا تقل عن مثيلتها في الجانب التركي، فتعويض السلع الغذائية التركية في السوق الروسية لن يكون بالأمر السهل على ضوء التكاليف الإضافية المترتبة لاستيرادها من بلدان أبعد من تركيا بالنسبة إلى روسيا كمصر أو المغرب، ما يعني ارتفاع أسعارها أو نقصها في السوق الروسية.

كما أن روسيا تمد تركيا بخمس احتياجاتها من الغاز الطبيعي والنفط، إضافة إلى أنها تصدر لها الحبوب والحديد ومنتجات كيميائية متنوعة، وبلغت قيمة الصادرات السلعية الروسية إلى تركيا نحو 21 مليار دولار خلال العام الماضي 2014.

وبما أن روسيا تعتمد في صادراتها على النفط والغاز بالدرجة الأولى، فإن توجه تركيا للاعتماد على بدائل للواردات الروسية من دول أخرى يعني تلقيها ضربة قوية وفقدانها إيرادات كبيرة هي في حاجة قوية لها.

وتعد تركيا خامس شريك تجاري لروسيا بحصة تصل إلى نحو 5 % من التجارة الخارجية الروسية، وكان الرئيس التركي هدد بالتوجه إلى دول أخرى لإمداد بلاده بالغاز ردا على العقوبات الروسية.

التوجه لقطر

ونقلت وكالة «رويتر» عن الرئيس لتركي خلال زيارته لدولة قطر أنه بحث هناك الاستثمار في تخزين الغاز الطبيعي المسال وخطوات أخرى على ضوء تأزم علاقات بلاده مع روسيا.

الترويج لـ «إسرائيل»

وفي الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في العلاقات الروسية التركية تحاول جهات عدة جني مكاسب اقتصادية من تبعاتها، ففي موسكو على سبيل المثال يلفت الانتباه هذه الأيام دعايات الترويج للسياحة في منطقة القرم وسوتشي وإسرائيل.

استفادة مصر

وأكد وزير الزراعة الروسي لصحيفة «ازفيستيا» بأن هناك فرصا لاستيراد منتجات زراعية من دول مثل أذربيجان وأوزبيكستان والمغرب وإسرائيل بدلا من المنتجات التركية.

وقال طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة المصري أن القاهرة مهتمة بسد احتياجات روسيا من المنتجات الزراعية والصناعية الشبيهة بتلك التي تستوردها من تركيا.
الجريدة الرسمية