رئيس التحرير
عصام كامل

اللهم أعنا على الاختفاء القسري!


يخيبه الاختفاء القسري.. لُب المشكلات، وأساس البلاوي.. الاختفاء القسري وسرطان الرئة، أعداء البشرية، وأضداد الإنسانية.. معطل الديمقراطية، وأوس المشاكل في مصر.


تخلصت دول العالم من الاختفاء القسري، فتحولت أغلبها من الملكيات إلى الأنظمة البرلمانية – الرئاسية، وجدت طرقا لعلاج اختفاء من بين أربعة إلى أربعين مختفيا قسريا في العادة، فاعتدلت موازين الاقتصاد، بداية من منحنى العرض في الأسواق المحلية، وارتفعت مقاييس الرسومات البيانية لقوانين المنفعة الحدية.

في مصر نحن على أول الطريق.. مازلنا نحبو ديمقراطيا.. الاخفتاء القسري يأكلنا.. للآن، لم نتعلم كيف نعالج مشكلاتنا، ولا كيف نرتقي بوعي المواطن، ولا كيف نحمي المواطنين من الاختفاء القسري.. لذلك ارتفعت الأسعار، وعاد المصري البسيط لعدم اكتراثه بالتصويت في الانتخابات، واضعا لقمة العيش على الأولوية، بدلا من كلام الساسة، وشعارات السياسيين.

كله بسبب الاختفاء القسري.. خيبة الله على الاختفاء القسري.. هو سبب مشاكلنا.. البرادعي قال ذلك، وائل غنيم أيضا.. توكل كرمان، والأستاذة كريمة كمال.. كلهم بدأوا تنبيهنا إلى أن الاختفاء القسري هو أم القيح.. بيانات من هنا، وبيانات من هناك.. عاد النشطاء لإصدار المنشورات، متوعدين بعد تعمد الإدارة إخفاء أخبار 48 مختفيا قسريا في مصر السنوات الأربعة الأخيرة.

بعضهم قالوا: 30 يونيو مرادف للاختفاء القسري.. ومادام الاختفاء قسريا، يبقى حالات العنف في أقسام الشرطة ليست فردية.. مادام الاختفاء قسريا.. يبقى عنف الشرطة ممنهجا، والقضاء مسيسا.. والإخوان مظاليم، و30 يونيو نظاما غاشما جاء على جثث المصريين في الشوارع بالدبابات!

بعد غيبة قسرية، عاد نشطاء الثورة لإلهاب العواطف بالاختفاءات القسرية.. منتشرة تلك الحالات.. فاقت الحدود، تخطت الـ48 حالة.. زاد الأمر عن حده.. الداخلية كاذبة، والشرطة بلطجية.. والمطلوب تطهير الأمن.

أسماء المختفين قسريا لديهم.. صور المختفين قسريا تقطع القلب.. لديهم أيضا، يرفعها بعضهم في التظاهرات.. ويستخدمها آخرون في كوميكس على مواقع التواصل.. لجنة الحريات بنقابة الصحفيين لا يغمض لها جفن لمتابعة حالات الاختفاءات القسرية.. الزميل خالد البلشي مقرر اللجنة، لا ينام ليلا، لذلك يصحو من نومه بعد السادسة يوميا.. القضية مؤرقة، والنقابة لا يجب أن تسكت.. الصمت على الاختفاء القسري لا يجوز.. إنما يجوز إهمال قضايا المهنة، وانتشار صحف بير السلم، وإغلاق صحف الأحزاب، وبيع كارنيه النقابة بـ50 ألف جنيه، وتعيين السكرتيرات صحفيات، بالحب والود والحنية.

أعضاء المجلس الأعلى للصحافة، نسوا تورطهم في إغلاق مؤسسات قومية من بابها، وتهديد مؤسسات أخرى من بابها أيضا.. وتفرغوا حاليا لمكافحة الاختفاءات القسرية في مصر.. 48 حالة رقم خطير.. نفي الداخلية لا يحوئ ولا يلوئ.. بيانات الداخلية كقضايا القياس الأرسطي.. كاذبة حتما.. البلد خربانة طول ما الـ48 المختفين قسريا لا ينامون في بيوتهم.

البلد والعة من الاختفاءات القسرية.. الاقتصاد في الحضيض.. زهوة قناة السويس الجديدة قصف عمرها الاختفاء القسري.. قتلها.

مشكلة مصر الأساسية بعد يناير 2011 الاختفاء القسري.. يهددون بتفاقم الأوضاع في يناير المقبل والاختفاء القسري السبب.

تجاوزات الضباط في أقسام الشرطة أزمتنا الأساسية.. مطلوب تطهير مؤسسات الدولة.. يقتلنا الاختفاء القسري.. ينخر عظامنا.. يميل بالدفة.. يقضي على الأخضر.. ويحرق اليابس.
 
يخيبه الاختفاء القسري.. أعاننا الله عليه.. اللهم أمن المصريين من الاختفاء القسري. 

Twitter: @wtoughan
Wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية