رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر تصريحات أردوغان

فيتو

ما زال الرئيس التركي ‫أردوغان‬ يستغل كل مناسبة ليطلق تصريحاته في كل حدب وصوب، فبعد أن كان قد أعلن أن القاذفة الروسية (سو 24) اخترقت المجال الجوي التركي‬، وبالتالي فإن من حق تركيا الدفاع عن ‫سيادتها‬، ليصرح أنه لو علم أن الطائرة روسية‬ لما أقدم على هذا العمل، ثم يحاول الاتصال بالرئيس ‫بوتين‬ والأخير يرفض الرد عليه.


ليعود ويحذر ‫موسكو‬ من اللعب بالنار، وها هو اليوم يخرج ليعلن أنه حزين على إسقاط القاذفة سو 24، فأي متاهة أدخلت نفسك بها يا أردوغان.

ليس أردوغان وحده من دخل في هذه المتاهة، بل جميعنا دخلنا هذه المتاهة، وأصبح كل منا يتخيل السنياريو المقبل، والذي ما أن ينتهي من صياغته حتى يفاجأ بتغير درامتيكي للأمور يخلط جميع الأوراق من جديد.

فالكثير وجد أن إسقاط المقاتلة الروسية قدم خدمة كبيرة ‫للقيصر‬ الروسي لزيادة نفوذ ‫روسيا‬ في المنطقة، وبالتالي حليفتها الأولى في منطقة الشرق الأوسط ‫سوريا‬.

وآخرون وجدوا أن استقدام ‫منظومة‬ S400 الحل الأمثل لمعاقبة السلطان العثماني (تركيا) على إسقاطها سو 24.

كم التصريحات المتناقضة لأردوغان توحي بالكثير، خاصة بعد تخلي حليفه الأمريكي والفرنسي عنه وانضمام الأخيرة إلى الحلف الروسي لمقاتلة داعش الذي ألمها منذ أيام فقط، ونسي البعض أن موسكو قد تستخدم ورقة ‫الأكراد‬ سواء كان ذلك في الداخل التركي كدعم حزب العمال الكردستاني لمشاغلة أنقرة داخليا أو دعمها للفصائل المسلحة الكردية ( BKK) لحرمان تركيا من التفكير بالمنطقة العازلة،وحرمان تركيا من صادرات داعش النفطية المهربة والمستفيد الأكبر منه هو تركيا كل هذه الصفعات المتتالية إذا ما أضفنا رغبة أردوغان بأقامة منطقته العازلة الممتدة من الفرات غربا إلى الحدود السورية التركية.

فخروج بوتين بلقاء صحفي إلى جانب هولاند حطم آمال السلطان العثماني في إقامة منطقة حظر جوي كما ذكرنا سابقا، وإذا كان أردوغان قد خففها إلى منطقة آمنة لحماية الأقلية التركمانية المدعومة من أنقرة.

وفي خضم هذه التوترات والأحداث المتسارعة نعود لنجد أنفسنا أمام عدم القدرة على رؤية الأمور ما سوف تصل إليه العلاقة الروسية التركية المتوترة.
Advertisements
الجريدة الرسمية