رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مزيد من الهجوم على قداسته !


موفقة زيارة قداسة البابا إلى القدس. القدس العربية والإسلامية والمسيحية في حاجة إلى دعم بالتواجد على أرضها، لا برفض الزيارة رفضا للتطبيع.


فكرة التطبيع قديمة..أو اصبحت هكذا. أفكار اليسار في الستينيات والسبعينيات لا تصلح للتعامل الدولى والإقليمى بعد مرور 15 عاما على الألفية الجديدة. يرفض العرب منذ السبعينيات زيارة الأراضي المحتلة، في تصور أن الرفض يولد ضغطا على إسرائيل. لكن رغم الرفض، لم تكف إسرائيل عن صهينة الأرض وتهويد المواطنين وتهويد المدن.. وتهويد القدس نفسها.

شيدت إسرائيل أكثر من 250 ألف وحدة استيطانية في السنوات العشرة الأخيرة فقط، رغم الرفض العربى للتطبيع. الجيل الثالث من عرب 48 يدرس الآن في المدارس والجامعات الإسرائيلية.. يتكلم اللغة العبرية، ويسكن المدن الإسرائيلية، وربما تسمى الجيل الرابع بأسماء إسرائيلية رغم الرفض العربى القاطع بالتواجد على الأراضي المحتلة حتى يرحل عنها الاحتلال.

زيارة قداسة البابا تاوضروس أملاك الكنيسة المصرية في القدس، لا يعنى تطبيعا مع الكيان الإسرائيلى. زيارة السجين لا تعنى دعم السجان. ثم لو كان المثقفون العرب يرفضون وطء الأراضي المحتلة..فالسؤال: من الذي سيذهب عنها الاحتلال؟

في افتتاح الدورة ٢٦ للقمة العربية الماضية، قال الرئيس الفسلطينى الكلام نفسه. ناشد العرب القدوم إلى الأراضي المحتلة، دعما للعرب لا دعما للاحتلال. قال إن الديموجرافية السياسية والاجتماعية قد تغيرت على الأرض، وتهود كل شىء..السبب أن الغلبة على الأرض أصبحت للمواطن الإسرائيلى، أوالعربى الذي حولوه رغما عنه إلى إسرائيلى بينما يمتنع مواطنو البلدان العربية عن القدوم بحجة دعم الصمود العربى !

بعد وفاة البابا شنودة، زار المئات من الحجاج المصريين المسيحيين القدس، وكانت بادرة خير. كانت بادرة مزيد من التواجد العربى، في المدن والشوارع والمحال والكنائس في إسرائيل. الوجوه العربية في الشوارع، ومزيد من الأقباط والمسلمين على المقاهى، وفى المطاعم الإسرائيلية تعنى أن القضية الفلسطينية قائمة، وأن النزاع ما زال مستمرا.. وأن هناك غاصبا وهناك مغصوبا.

الرفض والمقاطعة ليست حلا. المقاطعة العربية الجسورة، قابلها على الأرض هناك مخططات لتغيير في الهوية، وفى أسماء الشوارع، وفى أشكال الميادين.. وفى المساجد القديمة والكنائس الأقدم مارسه اليهود بمعلمة وحرفنة. النتيجة، أن الأراضي المحتلة قطعت شوطا طويلا السنوات الأخيرة في الطريق للتهويد الطبيعى.

تواجد العرب، يعنى على الأقل، استمرار تداول أسماء الشوارع باللغة العربية. مجرد تداول أسماء الشوارع باللغة العربية إشارة إلى أن هناك اختلافا..أو خلافا على أحقية الأرض وعلى حقيقة الأسماء.

في قمة شرم الشيخ تساءل الرئيس الفلسطينى محمود عباس عما سيكسبه العرب المقاطعون، وأسماء المدارس في الأراضي المحتلة تحولت من العربية إلى العبرية واعتاد عليها الجميع؟ ما الذي سيكسبه العرب بالمقاطعة، بعد نجاح إسرائيل في تحويل الصراع على الأراضي الفلسطينية من قانونى وسياسي إلى صراع اجتماعى.. وصراع هوية؟

استمرار فكرة المقاطعة، انطلاقا من أفكار حنجورية ناصرية شعاراتية لم تعد تصلح اليوم. لم تعد الأفكار القومية معقولة منذ هزيمة67. سقطت فكرة إلقاء العدو في البحر الأحمر. لا الشعارات أظهرت جدوى، ولا أصحاب الشعارات ظهر لهم كرامات، لا في السياسة خارجيا..ولا في الاقتصاد.. ولا حتى في الانتخابات البرلمانية داخليا منذ دستور 54.
ما الذي ننتظره من فكرة المقاطعة؟
ليس إلا مزيدا من التهويد، ومزيدا من الهجوم على مثلث الرحمات البابا تاوضروس.
Twitter: @wtoughan
Wtoughan@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية