رئيس التحرير
عصام كامل

الاحتباس الحراري والاحتباس النفسي


من المعروف علميا أن لُب الأرض يتكون من الحديد والنيكل، وأن درجة حرارة مركز الأرض حوالي ستة آلاف درجة مئوية، وتبلغ درجة سطحها حوالي ستة عشر درجة حسب الزمان والمكان.. وأن أشعة الشمس الحرارية تسقط على سطح الأرض ويمتصها، ويعكس جزءا منها مرة أخرى إلى المجال الجوي.. والمجال الجوي عبارة عن طبقة من الهواء تحيط بالأرض، تحتفظ بها الأرض عن طريق الجاذبية.. والهواء المحيط هو عامل من الأساسيات اللازمة للحياة، ومن فوائده الاحتفاظ بحرارة الأرض لكي تصلح للحياة.. وذلك في تناغم وتوازن دقيق.. "صنع الله الذي أتقن كل شيء".


ومن وظائف الهواء المحيط أيضا، هو السماح بتسريب الأشعة الحرارية إلى الفضاء؛ لكي لا تزيد حرارة الأرض عن المسموح به، وإذا لم يسمح يحدث الاحتباس الحراري.. المشكلة العالمية التي يبحثها الكبار في باريس الآن..

وحقيقة الأمر أن الإنسان تسبب في حدوث خلل فيما وضعه الله.. مثل الحب الذي وضعه الخالق للإنسان لكي يستمتع بالحياة، فتدخل فيه شياطين الإنس ليفسدوا فيه.. فظهر الفساد في البر من عادم المصانع ومحطات الكهرباء، وما يسمى بالثورة الصناعية، لينبعث غازات أهمها ثاني أكسيد ألكربون والميثان؛ لتملأ الهواء المحيط وتمنع الأشعة الحرارية من الهروب إلى الفضاء، فتمكث في الأرض لتسبب الاحتباس الحراري وتسخن الأرض التي نعيش عليها وتتوالى المشاكل.. أهمها ذوبان الثلوج التي تكونت عبر الدهر إلى المحيطات، فترتفع مناسيب المياه وتغطي كثيرًا من اليابسة التي عليها بيوتنا وأرزاقنا فتتعرض للغرق والدمار.

وأكثر البلاد الملوثة للبيئة هي الولايات المتحدة والصين، وتليها الهند، وتوجد بلاد لا تعرف لا البيئة ولا التلوث ولم تسمع عن الاحتباس الحراري ولا البطيخ، وتوجد بلاد تتبارى في المباني العالية وتعتبرها مدنية، وأولى بها أن تتبارى في العقول والحريّة..

ويحاول العلماء والخبراء، أن يقللوا من انبعاث هاذين الغازين في كل أنحاء المعمورة؛ لكي لا يزيد ارتفاع درجة حرارة الأرض عن درجتين بنهاية القرن الحالي؛ وذلك لتجنب آثار الكوارث الطبيعية من عواصف وإعصارات وفيضانات، ومنع ذوبان الجليد في القطبين، وأهم ما في الأمر تغير المناخ ونقص الغذاء، وما يتبعه من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية، تؤثر على الاستقرار وما إلى ذلك.

أما الاحتباس النفسي فيعود إلى الوثنية وثقافة عبيد اللَّات والعزى، وأخيرا زاد عليها مناة الثالثة الأخرى.. تلك إذًا قسمة ضيزى.. فلنعد إلى الحرية وعبادة الفرد الصمد.. سبحان الله وبحمده..
الجريدة الرسمية