رئيس التحرير
عصام كامل

إحسان عبد القدوس يكتب: حصاد الانتخابات

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

تحت عنوان (أمس واليوم وغدا) كتب احسان عبد القدوس في مجلة روز اليوسف عام 1957 تعليقا على انتخابات مجلس النواب قال فيه:

حاولت أن استنتج بعض الظواهر السياسية والاجتماعية من النظرة الأولى التي القيتها على نتائج الانتخابات وهى، أن النسبة الكبيرة في عدد الدوائر التي اعيد فيها الانتخاب ترجع إلى عدم وجود مقاييس واضحة للحكم على المرشحين، وان الانتخاب في هذه الدوائر كان يجرى على أساس تفضيل أشخاص لا تفضيل مبادئ.


أن الوعى في المدن يرتفع ارتفاعا كبيرا عنه في الاقاليم،ففى المدن أسفرت الانتخابات عن وجوه جديدة ودارت المعركة على اسس جديدة عكس الاقاليم.

أثبت الناخبون في بعض الدوائر انهم أكثر وعيا من المرشحين،وسقط كل مرشح اعتمد على شراء الاصوات،بل أن بذخ بعض المرشحين كان سببا رئيسيا في تأليب شعور الناخبين ضدهم فكان الناخب يشعر أن المرشح الذي يملك كل هذه الأموال لايمكن أن يكون مثله ولايمكن أن يمثله، في حين كان المرشح الذي كان يتعفف عن الرشوة وعن البذخ في الدعاية يكسب تأييد الناخبين،وهذا التعاطف الطبقى بين الناخب والمرشح لم يظهر بمثل هذه الصورة الواضحة في أي انتخابات سابقة.

لاتزال بعض الاقاليم تعانى فراغا سياسيا لم تستطع الثورة أن تملأه ففازت في هذه المناطق نفس الوجوه التي تعودت أن تفوز في كل انتخابات.

كانت الفترة الطويلة التي مرت بمصر بلا انتخابات سببا في إقبال الناخبين على اعطاء اصواتهم لتأكيد حقهم ـــ حق الشعب ـــ في النظام الانتخابى..وكان هذا الإقبال إقبالا على النظام نفسه وعلى حق الفرد في الادلاء بصوته أكثر منه إقبالا على تأييد مرشح على آخر.

الكثير من فلول الأحزاب القديمة أن تجرب عضلاتها فثبت أنه لم يعد لها عضلات.
الجريدة الرسمية