رئيس التحرير
عصام كامل

موعدنا في البرلمان


الأمريكيون يقولون في الخلافات: موعدنا في المحكمة.. أو انتظرني أمام القاضي.. ونحن موعدنا مع النواب الجدد في البرلمان.. أو تحت القبة.

ليس مهما ملاحظاتك على من فاز ومن خرج من السباق.. لم يعد مهما تقييمك للذي حدث، وللناخبين الذين مروا بلا أجهزة كشف كذب، أو أجهزة كشف هوية.

صحيح مفاجآت الانتخابات كان بعضها مربكا، وبعضها غريبا.. وصحيح أن كثيرا ممن دخلوا لا يعرفهم الناخبون، لذلك لا يعرف أحد كيف دخلوا.. ولا كيف "زرقوا".. لكن كل هذا لم يعد يجدي.

موعدنا في البرلمان 
البرلمان كاشف لو تعلمون.. كله هيبان.. في البرلمان يكرم المرء أو يهان.. مهما كانت الأسباب التي أدخلت من ليس لهم في الطور ولا في الطحين، البرلمان هذه المرة محكمة، سوف يحاكم فيه النائب قبل أن يحاسب الحكومة.

برلمان اليومين دول عليه العين.. برلمان مختلف.. السهام المسمومة ستطلق ذات اليمين وذات اليسار.. النائب على كرسيه لن يلاحق على مكان الرصاص من أين يأتي، ولا إلى أين يقصد.. السهام المسمومة، سوف تصيب نائبا مرة، تصيب وزيرا أخرى.. تصيب اثنين مرة ثالثة.

كله هيتكشف.. وكله هيبان.. الصالح هيظهر، وإللي ما يجيش منه هيظهر أيضا.. من أراد الحصانة نأبه على شونة.. الناس في بلادي النهارده لا تسكت.. عمال على بطال يتكلمون.. ويتنابزون بالألقاب.. ويبدأون الكلام بالسلام والصلاة على النبي، ثم ينهونه بالخوض في سيرة الأب والأم.

السنوات الأربعة الأخيرة جعلتنا "أدوات كلام" فيما نعرف، وفيما لا نعرف.. أصبحنا خبراء في الكرة، كما في علوم الذرة.. والهندسة الوراثية.. لن يسلم نائب البرلمان من الكلام "الحامي".. وقلة القيمة.. الناخب مواطن في النهاية، والمواطنون السنوات الأخيرة اعترتهم أنواع من العدوانية.. فسروها مرة بكبت ثلاثين سنة، ومرة بأنها محاولة لتعويض "كبسة نفس" استمرت سنوات.

فريق ثالث سماه "انفلاتا".. الرأي الأخير هو الراجح والله أعلم.. التوقعات تقول إن أغلب النواب "أيامهم سوداء".. ولياليهم ملعونة تحت القبة؛ لأن أكثرهم دخلوا بالحظ.. وغالبهم خدمهم الظرف، ودفعت بهم الأحداث.. والحظ لما يواتي.

لكن تحت القبة هو المعيار الأخير.. تحتها سيظهر كل شيء.. في جلسات المجلس على شاشات التليفزيون، يسقط أشخاص.. وسيتهاوى آخرون.. بعضهم سوف يسقط من الدور الثاني، وبعضهم سيقع في المنور.. عواصف المجالس النيابية ليست من النوع الهادئ.. أغلب رموز السياسة في العالم سقطوا تحت قباب المجالس المنتخبة.. بعضهم قضى نحبه، وبعضهم عَمر حتى بلغ أرذل العمر.. ومن نعمره ننكسه في الخلق.

تحت القبة لن يحتاج كثيرون لأن يعُمروا حتى ينَكسوا في الخلق.. أغلبهم داخل منكُس في الخلق جاهز.. لن يقوى على جلسة أو اثنين.. ستكشفه أول مناقشة، ويقلبه على الجنبين أول خلاف حاد في حاجة لوعي وكياسة، ونائب حقيقي.

أغلبهم ليسوا نوابا.. ولا حقيقيين.

على كلٍ.. إن كان هيبان.. ما علينا سوى الاستعداد لمتابعة جلسات المجلس الجديد بروح قعدات السمر في الإجازات الصيفية. 

برلمان هذه الدورة.. "ليالٍ صيفية"!

Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية