رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. 40 يوما على رحيل «الزيني بركات»

فيتو

"40 يوما" على رحيل الروائي العالمي جمال الغيطاني، بعد حياة حافلة استمرت نحو 70 عامًا، شكل خلالها إنجازاته التي زخرت بها تلك الرحلة، ليختتم وجوده الأول بأمنية بسيطة، يقول فيها: "أمنيتي الوحيدة أن أمنح فرصة أخرى للعيش، أن أولد من جديد لكن في ظروف مغايرة، أجيء بالمعارف التي اكتسبتها من وجودي الأول الموشك على النفاد".


ففي التاسع من مايو 1945، استقبلت قرية جهينة بمحافظة سوهاج مولودها الجديد، جمال أحمد الغيطاني، الذي ما لبث حتى سطع نجمه في أرجاء القرية بفصاحته ومرونة تفكيره، حتى انتقل مع أهله إلى القاهرة ليستكمل حياته هناك.

عاشت الأسرة في القاهرة القديمة بحي الجمالية، الذي شهد بزوغ شمس جديدة تضيء ما حولها، فأمضى فيها ثلاثين عاما ليتلقى تعليمه في مدرسة عبد الرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية، كما تلقى تعليمه الإعدادي في مدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة العباسية الثانوية الفنية عام 1959 وقضى فيها ثلاث سنوات.

اعتُقل الغيطاني عام 1966 بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسي سري، وأمضى ستة أشهر في المعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الانفرادي، وخرج من المعتقل في مارس 1967 ليبدأ كمدير للجمعية التعاونية لخان الخليلي، وأتاح له ذلك معايشة العمال والحرفيين الذين يعملون في الفنون التطبيقية الدقيقة.

وبعد صدور كتابه الأول، عرض عليه محمود أمين، العالم المفكر الماركسي المعروف، الذي كان رئيسا لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية، أن يعمل معه فانتقل للعمل بالصحافة، وكانت البداية من هنا، فأصبح يتردد على جبهة القتال بين مصر وإسرائيل بعد احتلال إسرائيل لسيناء، وكتب عدة تحقيقات صحفية ليقرر بعدها تفرغه للعمل كمحرر عسكري بجريدة الأخبار اليومية واسعة الانتشار.

ومن العلامات الفارقة في حياة الغيطاني والده الروحي الأديب العالمي نجيب محفوظ؛ حيث كانت تجمعهما صداقة قوية منذ عام 1959 وصلت إلى الحد الذي جعل كل منهما مستودعا لسر الآخر، وكان كل ذلك على المستوى الإنساني.

كما كتب الروايات الطويلة التي استلهم فيها التراث المصري، وساهم في إحياء عدد من نصوص العربية، وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة.

وخلال هذه المسيرة ألف الغيطاني أعمالا كثيرة، منها: "حراس البوابة الشرقية"، و"منتهى الطلب إلى تراث العرب"، و"سفر البنيان"، و"التجليات" (ثلاثة أجزاء)، ورواية "الزيني بركات"، و"المحصول"، و"وقائع حارة الزعفراني"، و"الزويل" و"ملامح القاهرة في ألف سنة"، وقد ترجمت له عدة أعمال إلى اللغات الفرنسية والألمانية.

وتوفي جمال الغيطاني صبيحة يوم الأحد 18 أكتوبر الماضي، في مستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة، بعدما تعرض لأزمة صحية مفاجئة قبل شهرين من تاريخ وفاته.
الجريدة الرسمية