رئيس التحرير
عصام كامل

رئيسة الإذاعة المصرية: بعض الفضائيات تاجرت بأزمة المذيعة عزة الحناوي دون أن يكون لها صفة

فيتو

  • المشهد الإعلامي الحالي يمر بحالة ارتباك
  • القنوات الخاصة تستعرض عضلاتها على التليفزيون وتصيد له الأخطاء.
من منطقة هادئة جدا.. بدأ الحوار معها، لكن سرعان ما ازدادت سخونة الكلمات عندما بدأت تتحدث عن حقيقة العلاقة التي تربط الإذاعة المصرية، التي تتولى رئاستها، وبقية القطاعات داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، وحقيقة موقفها من أداء رئيسها المباشر، عصام الأمير الرجل الأول داخل «ماسبيرو»

نادية مبروك.. رئيسة الإذاعة المصرية، لم تخف قلقها من اضطراب المشهد الإعلامي المصري، لكنها في سياق حديثها حاولت وضع أيدينا على سبب التردي والارتباك، قبل أن تكشف الحلول العاجلة الواجب اتخاذها لـ«إنقاذ ما يمكن إنقاذه».
رئيس الإذاعة المصرية، تحدثت أيضا عن موقفها من الحرب التي تعلنها قنوات «الإعلام الخاص» ضد ماسبيرو، ورغبتها في الزج بـ«المبنى» إلى منطقة «تقييد حرية الرأي والتعبير»، وتحديدا عندما تطرق الحديث إلى أزمة مذيعة القناة الثالثة عزة الحناوي التي تم إحالتها للتحقيق بسبب إحدى الحلقات التي انتقدت فيها أداء الحكومة ومن قبلها رئيس الجمهورية.
مناطق أخرى أكثر سخونة تحدثت عنها، نادية مبروك في الحوار التالي.. فإلى نص الحوار:

> بداية.. كونك واحدة من قيادات المشهد الإعلامي الرسمي.. بشكل عام ما تقييمك له؟
أظن أنه لا يخفى على أي متابع أو إعلامي، أن المشهد الإعلامي الحالي تحكمه حاليا حالة من الارتباك، الأمر الذي بات يستوجب ضرورة إيجاد قواعد وقوانين ثابتة تحكم العملية الإعلامي.

> هل تدخل الإذاعة ضمن هذا الارتباك ؟
بدون تحيز، الإذاعة أكثر وسيلة لا تخرج عن التقاليد والقواعد الإعلامية التي تعلمناها خلال سنوات طويلة من عمر العمل الإذاعي والتدريب داخل الاستديوهات، ومن وجهة نظري، أن السبب الرئيسي في استمرار الأداء بالإذاعة وفق الأعراف والتقاليد يعود إلى فكرة التواصل بين الأجيال حيث إننا ننقل ونتلقى الخبرات من أجيال سابقة لنا ونقدمها لمن هم أصغر منا وبهذا تستمر القواعد والقوانين.

> برأيك.. من يمكن أن يضع القواعد المنظمة للمشهد الإعلامي ككل ؟
الدولة يجب أن تكون راعية فقط لمثل تلك القوانين، ولا تتدخل بشكل مباشر في وضعها، وأن تترك الفرصة لأبناء المهنة أنفسهم في اختيار وسن تلك القوانين، كما أن تلك القواعد لابد وأن تحظى بإجماع الإعلاميين سواء كانوا في القطاع العام أو الخاص.

> من وجهة نظرك.. لماذا تحولت العلاقة بين الإعلام الرسمي والخاص إلى حالة «تناحر»؟.
هناك محاولات من تلك الفضائيات لاستعراض عضلاتها على التليفزيون وتصيد الأخطاء وانتهاج سياسة الزج بماسبيرو في بئر تقييد الحرية والتعبير عن الرأي.

> ما هو دليلك لاتهامك الفضائيات الخاصة بهذا الشكل ؟
أولا.. من أبجديات العمل الإعلامي ألا أنتقد وسيلة إعلامية أخرى تنافسني في سوق العمل، لكن هناك فضائيات استغلت مؤخرا واقعة إيقاف المذيعة عزة الحناوي وسارعت بتضخيم الأمر وتاجرت به دون أن يكون لها صفة، فهم لم يتم تعيينهم أوصياء على التليفزيون، وليسوا مكلفين مثلا بمتابعة أدائه وتقييمه.

> هل صحيح ما يقال عن سعي الإذاعة للخروج من تبعية قطاع الأخبار في نقل الأحداث ؟
قطاع الأخبار هو المسئول عن إمداد قطاعات الاتحاد البرامجية جميعها بما فيها الإذاعة بالمادة الإخبارية ونحن لايمكن أن نستغنى عنه أو نخرج من العمل معها بل ما نسعى إليه هو ضرورة الحفاظ على هوية الإذاعة في نقل الأحداث والفاعليات المهمة بشكل يتناسب مع الميكرفون الذي يستمع من خلاله الجمهور إلى الأخبار.. فمثلا المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ وغيره من الفاعليات المهمة لا يمكن أن تكون الإذاعة بعيدة عنه تنتظر الضم فقط على قطاع الأخبار صوتيا.

> هل هذا التعاون هو الحال ذاته في تعامل رؤساء الشبكات معك، وأنك تواجهين تطلعات بعضهم للجلوس مكانك ؟
لا يمكنني لوم بعض رؤساء الشبكات على تطلعهم للجلوس مكاني على كرسي رئيس الإذاعة، فهذا حق مشروع للجميع أن يسعى للترقي، لكن ما يغضبني بالفعل هو أن يتخذ بعض رؤساء الشبكات طريقًا غير مشروع للوصول إلى غايته بأن يقوم مثلا بترك عمله الحقيقي من متابعة شبكته والاهتمام بإيجاد أفكار جديدة لبرامجها تجذب المستمعين، وأن يكرس كل وقته للمؤمرات والدسائس وافتعال الشجار والخلافات مع مرؤسيه وزملائه بهدف تصدير صورة سلبية عن الإذاعة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو".
الجريدة الرسمية