رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تنشيط السياحة ليس بتخفيض الأسعار


تحديد السعر المناسب شيء أساسي للمعاملات في حياتنا، وهو العنصر الذي يلفت النظر سواء للبائع أو للمشترى، قد يكون ذلك لأننا اعتدنا على الأرخص والأوفر إلا أنه في الواقع السعر هو دائما مرآة للجودة ، ولكن الكثيرين منا لا يلتفتون للأسف إلا للسعر فقط.


هذا ما كان في شرم الشيخ، إذ تم تخفيض الأسعار أملا في اجتذاب السائحين للذهاب إلى المدينة، ولكن لم نجد الإقدام الذي كان متوقعا، والدليل على ذلك عدم وجود حجوزات كثيرة، مع أن الأسعار انخفضت إلى الحد الأدنى للتكلفة، وقام بعض أصحاب الفنادق بتخفيض مرتبات العاملين، بل وأعطوا الآخرين إجازة بدون مرتب، لعدم القدرة على تحقيق إيرادات بل وتحقيق خسارة مما يهدد تلك الأنشطة بالخطر.

الحل أن نبحث عن البديل دائما، فالسياحة التي وفدت إلينا هي أفواج معدودة، علاوة على أن للسياحة أنواعا كثيرة منها العلاجية والثقافية والدينية والترفيهية وسياحة الشواطئ والمؤتمرات وكل منهم له تسويق مخصص نظرا لطبيعة النوع المستهدف.

فلماذا اختزلنا دول العالم في عدد محدود من الدول الأوربية؟ ولماذا اختزلنا السياحة في السياحة الترفيهية؟ ولماذا اختزلنا مدن مصر في مدينة شرم الشيخ؟

تخفيض الأسعار لن يفيد، لأن الترويج التسويقي بصورة عامة هو المنتج والتسعير والترويج والتوزيع، وقد تم إضافة ثلاثة عناصر أخرى البيئة المحيطة المريحة للعميل والأفراد القائمين بالخدمة والعملية ذاتها المتمثلة في الإجراءات التي تتحكم في سير الأعمال.

بل وعلى العكس فإن انخفاض الأسعار يعكس للعميل جودة أقل مما يجعله يعزف عن المجيء من الأساس، وهذا ما سيضر بالصورة الذهنية لمصر لدى العالم من جهة، وضياع فرص استثمارية وإيرادات كبيرة على الاقتصاد السياحي من جهة أخرى.

الترويج للسياحة في الدول التي لم تحضر لمصر لابد أن يتم على أساس التسعير العالمي، وليس هذا من فراغ ، لأن الأماكن السياحية لدينا تستحق ذلك وأكثر، ولتنافس الأماكن السياحية العالمية بنفس أسعارها واستهداف الطبقات الغنية بعمل مزيج تسويقي خاص بهم، هو الحل أما السعي لخفض الأسعار فلا يضر بالسياحة فقط بل يوقفها ويستهدف غير القادرين من الأجانب.

لابد أيضا من عمل استمارات استقصاء ترسل إلى شركات السياحة العالمية لتحديد ما هي الأسباب التي أدت إلى استمرار التعاملات معهم ، وما هي الأسباب التي منعت السياح من تكرار الرحلة لتلافيها.

ثم مراجعة الشكاوى والمقترحات التي تم استقبالها في الفنادق والمنتجعات السياحية، للوقوف على أوجه القبول للسائح الأجنبي، وتصنف بحسب الجنسيات.. للوصول إلى المزيج التسويقي الأمثل لكل جنسية.

Advertisements
الجريدة الرسمية