رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. آثار إسلامية جديدة بالحطابة وجبانة باب الوزير في القاهرة

فيتو

أصدر المهندس محمد أبو العمايم والدكتور محمد على عبد الحفيظ محمد، بحثًا علميًا فريدًا من نوعه، بعنوان "آثار إسلامية جديدة من منطقة الحطابة وجبانة باب الوزير بالقاهرة"، ويهدف هذا البحث إلى إماطة اللثام عن مجموعة جديدة من الآثار الإسلامية التي قاما باكتشافها بمنطقة الحطابة وجبانة باب الوزير بالقاهرة، وهذه المجموعة ليست مسجلة ضمن قائمة الآثار الإسلامية بالقاهرة، كما لم يتناولها أيٌ من الباحثين من قبل.


يقول الباحثان: قمنا في سبيل إنجاز هذه الدراسة بجهد كبير في سبيل التوصل إلى مواقع هذه الآثار من خلال الاطلاع على مجموعة من الخرائط القديمة، ثم كانت المرحلة الثانية، وهى محاولة التعرف على منشيء هذه العمائر والتوصل إلى التاريخ أو على الأقل العصر الذي بنيت فيه.

وقبل الخوض في التعريف بتلك الآثار موضوع الدراسة يجدر بنا في البداية أن نعطى لمحة سريعة عن هاتين المنطقتين اللتين تضمان هذه المجموعة من الآثار.

الحطابة
منطقة الحطابة هي تلك المنطقة الواقعة أسفل القلعة مباشرة من الناحية الشمالية، حيث تشغل بقية النشز العالى الذي أقيمت عليه القلعة، ويحدها من ناحية الجنوب سور القلعة، ومن ناحية الشمال قرافة باب الوزير.

ومنطقة الحطابة اليوم عبارة عن قسمين يفصل بينهما شارع رئيسى يمتد من أمام دار المحفوظات وقبة رجب الشيرازى حتى يصل إلى طريق صلاح سالم، ويطلق على الجزء الأول منه اسم "شارع باب الوداع"، أما القسم الثانى فيطلق عليه اسم "شارع قرافة باب الوزير".

وشارع باب الوداع كان يطلق عليه قديما اسم "شارع الصوة" و"شارع الثغرة" وفى زمن على مبارك كان يطلق عليه اسم "شارع الدحديرة" وطوله 330 مترًا، وأوله من شارع المحجر تجاه حارة المارستان وآخره بوابة القرافة بجوار جامع الأنسى.

ويتفرع من شارع باب الوداع عدد من الحارات والعطف، وطبقًا لما يذكره علي مبارك فبهذا الشارع من جهة اليسار ثلاث عطف ودروب هي:

- عطفة النبلة غير نافذة.
- عطفة الحرافيش غير نافذة أيضًا، وكان بداخلها زاوية تعرف بزاوية الجوكانى، وضريحان أحدهما لسيدى جعفر والآخر يقال له ضريح الشرفا وهما غير موجودين الآن.

- عطفة التكية، بها زاوية صغيرة تعرف بالشيخ رجب لأن بها ضريحه

- درب النخلة غير نافذ.

وهناك عطفة ودرب لم يذكرهما على مبارك موجودان حاليًا وهما عطفة المناخ وهى عطفة غير نافذة، ودرب المنشكية ويفضى إلى مجموعة منجك اليوسفى.

وأما من جهة اليمين فيشتمل الشارع على ست عطف غير نافذة وهى:

- عطفة محمد، بها زاوية تعرف بزاوية القدرى "غير موجودة حاليا".

- عطفة طرطور، بها زاويتان إحداهما بأولها تعرف بزاوية سيف اليزن والأخرى بوسطها تعرف بزاوية الدنوشرى، وبها ضريح يعرف بضريح سيدى العرابى.

- عطفة الأوسطى "غير موجودة حاليا".

- العطفة الصغيرة "غير موجودة حاليا".

- عطفة سعفان الصغير "غير موجودة حاليا".

- عطفة سعفان الكبير "غير موجودة حاليا".

جبانة باب الوزير

تقع جبانة باب الوزير إلى الشمال من منطقة الحطابة، وتبدأ من المنطقة المنخفضة خلف مجموعة منجك وتكية الميرغنى، ويحدها من الجنوب منطقة الحطابة ومن الشمال حديقة الأزهر، ومن الشرق شارع صلاح سالم، ومن الغرب سور صلاح الدين.

وتناولت الدراسة ستة من الآثار، اثنان منها في منطقة الحطابة وهما: ضريح سيدى مرزوق "مملوكى جركسى"،وبقايا سور من عصر محمد على، أما الآثار التي تقع في حدود قرافة باب الوزير فعددها أربعة وهى:

- قبة وسبيل الأمير جرباش العمرى
- قبة السحيمى.
- قبة الصاوى.
- مدفن وسبيل الملاطيلى.

وتتناول هذه الآثار بالدراسة من الأقدم إلى الأحدث على النحو التالى:

1- مدفن وسبيل الأمير جرباش العمرى:
يقع هذا الأثر بشارع قرافة باب الوزير بالجانب الشرقى للشارع أسفل خانقاة نظام الدين بالحطابة وبالقرب من سبيل الأمير شيخو العمرى على يمين السالك من الحطابة قاصدا شارع صلاح سالم.

ويعتبر هذا الأثر أقدم الآثار التي تم التعرض لها في هذا البحث، وتعود نسبته إلى العصر المملوكى الجركسى، وهو من آثار عصر السلطان فرج بن برقوق، وبالتحديد في عام 811هـ/1408م أي أن الأمير جرباش أنشأها قبل مقتله بثلاث سنوات،ويوجد هذا التاريخ على لوحة مستطيلة من الحجر أعلى المدخل، تشتمل على نص من سطرين بالخط الثلث المملوكى يقرأ:
1- بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذه القبة والسبيل المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى الراجى
2- عفو ربه المقر السيفى جرباش العمرى رأس نوبة أمير آخور قلمطاى الملكى الناصرى بتاريخ شعبان سنة إحدى عشر وثمانماية.

وهذا الأثر ينسب إلى أمير مملوكى يدعى جرباش العمرى، وأنه كان يعمل في وظيفة رأس نوبة لدى الأمير قلمطاى الذي كان من أكابر أمراء السلطان برقوق وترقى في الوظائف حتى وصل إلى مرتبة الدوادارية وتوفى سنة 800هـ/1397م.

الوصف المعمارى:
لهذه المنشأة واجهة واحدة مطلة على شارع قرافة باب الوزير،وهى مدهونة ببياض حديث أضاعت رونقها حتى أنها لا تلفت انتباه المار من أمامها، وهذه الواجهة مبنية من الحجر المنحوت، ومقسمة إلى ثلاثة أقسام كان السبيل يشغل القسم الأيمن منها، أما الآن فقد قسم المبنى إلى مدفنين متجاورين وحجرة مغلقة في الطرف، ويوجد بالقسم الأوسط باب كان يعلوه عقد مجيدى مدبب فقد صنجه الآن بعد أن أزيلت منذ عدة سنوات لارتفاع منسوب أرض الشارع، يوجد بأعلاه النص التأسيسى السابق الإشارة إليه، ويفضى هذا الباب مباشرة إلى داخل قاعة مستطيلة الشكل بصدرها محراب مجوف، وبأرضيتها تركيبة للدفن عليها مقصورة حديثة من الخشب، وفى طرف هذه القاعة يوجد باب يوصل إلى ممر يتقدم قاعة أخرى مجاورة للقاعة السابقة يشتمل جدراها الجنوبى الشرقى على محراب حجرى مجوف يعلوه عقد مدبب وعلى جانبيه دخلتان، ويسقف القاعة سقف حديث.
وهناك قسم غربى بطرفه دخله لعلها كانت تخص السبيل الذي كان ملحقا بهذه المنشأة.

2- ضريج سيدى مرزوق:
يقع بمنطقة الحطابة بسكة سيف اليزن رقم 12 أ، والتي كانت تعرف بعطفة طرطور أعلى النشز الواقع خلف سور القلعة وبجوار خانقاة نظام الدين الأصفهانى، والضريح موقع على خرائط القاهرة في سنة 1936م تحت اسم "مقام سيدى مرزوق"، وصاحب الضريح الأصلى حتى الآن مجهول لدينا، ومنذ بضعة سنوات كانت جدران هذا الضريح كاملة، أما الآن فلم يبق منه سوى جدار القبلة والجدار المقابل له، إذ يقوم بعض الأهالي من فترة لأخرى بانتزاع بعض أحجار منه حتى قارب على الاندثار، كما ضاع سقفه، وتراكمت الأتربة بداخله.

3- قبة السحيمى:
تعتبر هذه القبة أهم أثر تم التوصل إليه في هذا البحث، نظرا لأنها وصلتنا بحالة معمارية جيدة ومتكاملة، وهى فضلا عن ذلك تشتمل على عناصر معمارية وزخرفية نادرة تعود إلى العصر العثمانى، بالإضافة إلى وجود ترجمة لمنشئها مكنت من تأريخها.

وتقع هذه القبة في وسط قرافة باب الوزير على بعد ٧٥ مترا شمال غرب شارع قرافة باب الوزير، وتظهر هذه القبة في صورة قديمة من تصوير المصور صبّاح قبل عام 1874م، ويتضح منها أن قبة السحيمى كانت هي أقدم مبنى كان موجودا في تلك الناحية من جبانة باب الوزير، حيث تظهر القبة بجدرانها الحجرية القديمة، أما خوذتها فتظهر وقد كسيت بالبياض وكأنها قد تم الانتهاء من تبييضها قبيل التقاط الصورة مباشرة.

أما عن تاريخ بناء هذه القبة فلا تحمل القبة نصوصا تسجيلية تشير إلى تاريخ إنشائها، ولكن الجبرتى قدم لنا نصا في غاية الأهمية عند ترجمته للشيخ أحمد بن محمد السحيمى حيث ذكر في نهاية ترجمته أنه قد توفي ثامن شعبان سنة 1178هـ/1764م ودفن بباب الوزير، وبناء على ذلك فإننا نستطيع أن نؤرخ هذه القبة قبل سنة 1178هـ / 1764م.

وأمر بإنشاء هذه القبة الشيخ أحمد السحيمى، وقد قدم لنا الجبرتى ترجمة وافية عن الشيخ السحيمى المنسوب إليه هذه القبة فذكر أنه الإمام العلامة الناسك الشيخ أحمد بن محمد السحيمي الشافعي نزيل قلعة الجبل حضر دروس الأشياخ ولازم الشيخ عيسى البراوي وبه انتفع وتصدر للتدريس بجامع سيدي سارية وأحيا الله به تلك البقعة وانتفع به الناس جيلا بعد جيل وعمر بالقرب من منزله زاوية وحفر ساقية بذل عليها بعض الأمراء باشارته مالا حفيلا فنبع الماء،وعد ذلك من كراماته،فانهم كانوا قبل ذلك يتعبون من قلة الماء كثيرا، وشغل الناس بالذكر والعلم والمراقبة وصنف التصانيف المفيدة في علم التوحيد على الجوهرة وجعله متنا وشرحه مزجا وهي غاية في بابها وله حال مع الله وتؤثر عنه كرامات اعتنى بعض أصحابه بجمعها واشتهر بينهم أنه كان يعرف الاسم الأعظم، وبالجملة فلم يكن في عصره من يدانيه في الصلاح والخير وحسن السلوك على قدم السلف توفي ثامن شعبان سنة 1178هـ/1764م ودفن بباب الوزير".

ولهذه القبة أربع واجهات مبنية بالحجر المنحوت نحتا جيدا، وقد كانت تلك الواجهات غير ملتصقة بأي مبانٍ وقت الإنشاء بدليل أن المعمار قد فتح فيها جميعًا شبابيك، أما اليوم فلا يظهر من تلك الواجهات سوى جزء كبير من الواجهة الرئيسية، أما الثلاث واجهات الأخرى فيحجبها عدد من الأحواش والمقاصير الخشبية المعدة للدفن التي تلتصق بتلك الواجهات، ويتوج جميع الواجهات شرافات حجرية على هيئة أوراق نباتية ثلاثية.

والواجهة الرئيسية هي الجنوبية الشرقية، وفى طرفها الأيمن يوجد المدخل الرئيسى والوحيد للقبة، وهو مدخل معتبر يشبه مداخل منشآت الأمير عبد الرحمن كتخدا التي تعود لنفس فترة بناء هذه القبة، وهو عبارة عن دخلة يتوجها عقد ثلاثى مدائنى يحيط به جفت لاعب ذو ميمات، شغل جانبيه بمقرنصات ذات دلايات بعضها تشتمل على براقع مفرغة، أما طاقية العقد فقد زخرفت بزخارف مشعة، وتشتمل كتلة المدخل على باب الدخول وهو عبارة عن فتحة باب مستطيلة يعلوها عتب حجرى ثم نفيس ثم عقد عاتق، وعلى النفيس توجد لوحة حديثة من الرخام كتب عليها "بسم الله الرحمن الرحيم هذا مقام سيدى السحيمى له الفاتحة"، ويشتمل العقد العاتق على زخارف منحوتة في الحجر قوامها شجرتى سرو على الجانبين يحصران بينهما دائرة زخرفية، وفى المستوى العلوى من هذه الواجهة فتح قندليتين ثلاثيتى الفتحات بينهما نافذة مستديرة.

والواجهات الثلاثة الأخرى للقبة مبنية بالحجر ويتوجها شرافات حجرية تماما مثل الواجهة الرئيسية، وقد حجبت الأجزاء السفلية من تلك الوجهات خلف مدافن أقيمت في وقت لاحق على تاريخ بناء القبة، ولكن نستطيع أن نرى بعض معالمها حيث تشتمل كل من الواجهة الجنوبية الغربية والشمالية الشرقية على دخلتين فتح بكل منهما فتحة شباك مستطيلة، كان يغشى تلك الشبابيك في الأصل ستائر من الحجر المفرغ على هيئة أطباق نجمية مفرغة وأجزاؤها تعد من النماذج النادرة للشبابيك الحجرية المفرغة في العصر العثمانى، وقد بقى من هذه الشبابيك ثلاثة واحد في الجدار الجنوبى الغربى، وآخر في الجدار الشمالى الشرقى، كما يوجد شباك ثالث في الواجهة الشمالية الغربية، أما باقى الشبابيك فقد سدت.

ومنطقة انتقال القبة من الخارج عبارة عن شكل هرمى قمته لأعلى وقاعدته لأسفل، وفتح في كل ضلع من أضلاعها الرئيسية قندلية ثلاثية الفتحات، يعلو ذلك رقبة القبة التي تشتمل على ستة عشر نافذة معقودة، أما خوذة القبة فمادة بنائها مختلفة عن مادة بناء باقى القبة إذ بنيت بالطوب المكسو بطبقة من الملاط، ونلاحظ أن القبة تمتاز بارتفاعها الكبير، كما أن أنها ذات قطاع مدبب.

4- قبة الصاوى:
تقع هذه القبة في أقصى الطرف الشمالى من قرافة باب الوزير ملاصقة لسور القاهرة الشرقى "سور صلاح الدين"، وموقع القبة موقع على خريطة القاهرة في سنة 1936م تحت اسم "مقام سيدى محمد الصاوى"، وتختفى جدران القبة حاليا وسط مجموعة من أحواش الدفن الحديثة ولا يكاد يظهر منها من الخارج سوى الخوذة والرقبة.

تنسب القبة إلى الشيخ محمد الصاوى أحد الأولياء المعروفين بالكرامات، وأصله من مدينة "صا الحجر"، وهو والد الشيخ أحمد الصاوى أحد أشهر مشايخ الأزهر في نهاية القرن الثامن عشر وأوائل عصر محمد على ومؤسس الطريقة الصاوية.

التخطيط العام للقبة من الداخل عبارة عن مساحة مستطيلة تتقدم القبة يليها القبة نفسها، والمساحة التي تتقدم القبة ليس بها ما يستحق الذكر فسقفها خشبى حديث وأرضيتها من البلاط، وفى نهايتها توجد فتحة كبيرة معقودة تفضى إلى داخل القبة مباشرة، وبوسط أرضية القبة يوجد قبر الشيخ محمد الصاوى عليه تركيبة خشبية خالية من الزخارف.

وتتكون القبة من الداخل من مربع القبة، منطقة الانتقال، خوذة القبة، ومربع القبة يشتمل في جداره الجنوبى الشرقى على حنية محراب مجوف خالية من الزخارف، ومنطقة الانتقال عبارة عن أربعة حنايا ركنية، وفتح برقبة القبة أربعة نوافذ صغيرة معقودة بين كل اثنين منها فتحتان مسدودتان "مضاهيتان"، أما خوذة القبة فمبنية من الطوب الآجر المكسو بطبقة سميكة من الملاط، وبأعلاها قائم أسطوانى يتخلله انتفاخات معلق به صارى من الخشب.

5- مدفن وسبيل مصاصة عمر وإبراهيم الملطيلى:
يقع هذا الأثر خلف قبة السحيمى، وهو يشتمل على مدفن وسبيل مصاصة، وطبقا لما ورد بالنص التأسيسى الموجود أعلى مدخل المدفن فقد أنشأه أخوين من أسرة تنتمى إلى الإشراف وهما الشريف عمر والشريف إبراهيم، ابنا الشريف خليل ملطيلى، وذلك في سنة 1195هـ/1780م، ثم تجدد المدفن والسبيل المصاصة في سنة 1217هـ/1802م على يد الحاج حسين معتوق الحاج إبراهيم الملطيلى.

تعرض المدفن لتجديدات متعددة في العصر الحديث، ومن ثم فقد ضاعت أجزاء كثيرة منه وهدمت بعض جدرانه وبنيت بدلا منها جدران حديثة، كما ضاعت التراكيب الرخامية الكثيرة التي كانت بداخله، ولم يتبق منها سوى تركيبة واحدة، وضع عليها الشواهد الرخامية التي كانت على التراكيب المفقودة، ومع ذلك فقد تبقت بعض البقايا الأثرية التي تنم عما كان عليه هذا المدفن في العصور السابق.

- جزء من جدار الواجهة الرئيسية يضم كتلة المدخل، وهو مبنى بالحجر النحيت في ثمانية مداميك، ويوجد في طرف هذه الواجهة كتلة المدخل التي ترتفع قليلا عن بقية الواجهة، وتضم فتحة باب مستطيلة محاطة بجفت لاعب ذي ميمات، ويعلوها لوحة من الرخام تضم نصًا بالخط النسخ مؤلفًا من أحد عشر سطرًا تتضمن أبياتًا من الشعر.

- سبيل مصاصة يقع في الناحية الجنوبية الشرقية من المدفن، وهو عبارة عن لوح كبير من الرخام يحتوى على بزبوزين من النحاس، وقد ثبت اللوح في دخلة معقودة بعقد مدبب.. ومن المؤكد أنه كان يقع خلف هذا السبيل المصاصة حوض حجرى يخزن فيه الماء، حيث تنزل فيه ماسورة أو أنبوبة المصاصة كما هو الحال في بعض أسبلة المصاصة الباقية ومنها سبيل المصاصة الملحق بسبيل حسن أغا أرزنكان (1246هـ /1830م ) بتحت الربع وسبيل المصاصة الملحق بسبيل والدة أحمد باشا رفعت (1281هـ / 1864م ) أمام مسجد الحسين.

وظاهرة إلحاق السبيل المصاصة بالمدافن قد شاعت في مدينة القاهرة في القرن التاسع عشر، طلبًا للثواب في تسبيل الماء وترحمًا على الموتى من أصحاب هذه المقابر، وكانت بموقعها هذا داخل المدافن تؤدى وظيفة مهمة رغم صغر حجمها واستقلاليتها، إذ كانت المورد الرئيسى للشرب للمترددين على المقابر للزيارة.

6- بقايا سور حجرى من عصر محمد علي باشا:
تبدأ بقايا هذا السور من أمام قبة الأمير يونس الدوادار بالحطابة، حيث يوجد جزء من هذا السور يمتد بطول واجهة تلك القبة، وإذا واصلنا السير في شارع الحطابة متجهين ناحية درب المحجر، فسنجد جزءًا آخر من السور وقد اتخذ أساسًا بنيت عليه بعض البيوت الموجودة في أول شارع باب الوداع، ثم يظهر جزء آخر من السور بأول شارع الحطابة على رأس حارة الحرافيش، وينقطع السور بعد ذلك ليظهر جزء صغير منه تجاه زاوية الشيخ حسن الرومى، والمنزل المجاور لذلك الجزء اتخذ أيضًا السور أساسًا للبناء.

وتتميز الأجزاء الباقية من هذا السور بأنها مبنية بالحجر الفص النحيت في مداميك منتظمة يصل ارتفاع بعضها إلى خمسة عشر مدماكًا كما هو الحال في الجزء الكبير الكائن أمام قبة يونس الدوادار، وبعضها أقل من ذلك كما في الأجزاء التي اتخذت أساسًا لبعض البيوت بأول شارع الحطابة والمنزل الكائن بدرب المحجر تجاه زاوية حسن الرومى، كما يتميز هذا السور بوجود كورنيش حجري بارز يزخرف السور من أعلى.
Advertisements
الجريدة الرسمية