صحيفة بريطانية: 5 أسباب وراء إسقاط تركيا للطائرة الروسية

كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية الأسباب الحقيقية وراء إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية على الحدود السورية التركية أمس الأربعاء.

تسوية الصراع

أكدت الصحيفة أن تركيا قضت سنوات تسمح للجماعات الإرهابية بالازدهار، كما أن ليس لديها مصلحة في التسوية السلمية للصراع في سوريا التي تتفاوض بشأنها القوى العالمية في الوقت الراهن.

وقالت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلما بات يائسًا، ازدادت محاولاته لاستعادة التركيز مرة أخرى على بشار الأسد.

وأكدت أن سياسات تركيا تجاه الصراع في سوريا على مدى السنوات الأربعة الماضية كانت مضللة وباهظة التكلفة، بدأت بالاستخفاف بقوة نظام بشار الأسد، ودعم الجماعات الإسلامية المتشددة في محاولة لإسقاطه متجاهلة الأكراد والقوى الإقليمية الأخرى مثل إيران.

وقالت الإندبندنت إن الأسد ما زال متمسكا بالسلطة بعد مرور 4 سنوات من بدء الصراع، مؤكدة أن نظامه سيكون جزءًا أساسيًا من الخطة الانتقالية التي كانت تتفاوض بشأنها القوى الأجنبية الأسبوع الماضي.

منافس إقليمي

ووصفت الصحيفة إيران بأنها «منافس تركيا الإقليمي»، الذي لم يعد ممكنًا أن تتجاهله دول الغرب، مؤكدة أن الأمر لم يعد قاصرًا على أن التحالف الموالي لبشار الأسد الذي تدعمه روسيا بقوة، ولكن المجتمع الدولي في الوقت الراهن لا يركز على هزيمة نظام الأسد وبدلًا من ذلك يسعى بقوة لدحر الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش الإرهابي.

وقالت إن هذا التحول في تركيز المجتمع الدولي يشكل عائقًا لأردوغان الذي استغرق سنوات في دعم الجماعات المتطرفة مثل «جبهة النصرة» و"أحرار الشام"، فضلا عن دوره المحوري في السماح لتنظيم داعش والجماعات المتشددة الأخرى بالإزدهار في سوريا والمنطقة بعد أن رحبت تركيا باستخدام حدودها كمعبر لعبور المجاهدين إلى سوريا إضافة إلى تهريب الأسلحة والأموال.

حكم ذاتي

وأشارت الصحيفة إلى إثبات الاكراد انهم حلفاء للغرب يمكن الوثوق فيه ونجاحهم في إقامة منطقة للحكم الذاتي الكردي هو ما بث الروح في النزعة القومية الكردية في تركيا والمنطقة مما دفع الأخيرة إلى شن حملة عسكرية وحشية لقمع الأكراد.

وأكد أن تركيا ليس لديها مصلحة في التسوية السلمية للصراع في سوريا التي تتفاوض بشأنها القوى العالمية، وانها فقط تحاول الآن لتغيير خسائرها الجيوسياسية في سوريا.

عوامل سياسية
ورجحت الاندبندنت وجود عوامل سياسية وراء قرار إسقاط الطائرة الحربية الروسية، وخاصة انها لم تشكل أي تهديد فوري على الأمن القومي التركي يدفع لإسقاطها بتلك الطريقة.

وأكدت أن الازدهار التي يشهده أردوغان على المستوى المحلي ارتكز على مناخ يسوده الخوف وعدم اليقين، مشيرة إلى شهور قضتها تركيا في الانفجارات والعنف وانقسام الخطاب.

حجة زائفة

وأضافت: إسقاط أنقرة للطائرة الروسية ربما يمنحها ذريعة مفيدة لتكثيف حملتها العسكرية ضد الأكراد، وخاصة في محافظة ماردين التي يسيطر عليها الأكراد التي شهدت اعتداءات على النواب خلال الأخيرة".

وبحسب الصحيفة، فإن مثل هذه التكتيكات التي تنتهجها تركيا سيكون لها تكلفة على المدى الطويل وسوف تقوض فرص السلام في سوريا وكذلك جهود الغرب للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.