رئيس التحرير
عصام كامل

عضو مجلس محلى مدينة فرساي: مصريون في فرنسا بدون أوراق شرعية وأخشى أن يؤخذ العاطل مع الباطل

فيتو

>> الدنيا تقوم ولاتقعد في مصر بمجرد اتخاذ أي إجراء أمني
>> النشطاء السياسيون بمصر لا يهمهم مصلحة البلد

>> الجالية المصرية في فرنسا يغلب عليها الفردية ولو تجمعنا سنفعل الكثير
>> فرنسا تراقب الآن الجماعات الدينية المتشددة ومنها الإخوان
>> حملة طرد الأئمة في فرنسا متواصلة


أكدت د. جيهان جادو، سفيرة النوايا الحسنة لحقوق المرأة وعضوة المجلس المحلي بمدينة فرساي بفرنسا، في حوار لـ "فيتو" أن هناك حملة اعتقالات رهيبة داخل فرنسا لأبناء الجاليات العربية الذين يحملون أوراقا غير شرعية، ناصحة الشباب المصريين بعدم التفكير في الهجرة لفرنسا الفترة القادمة مع الإجراءات المشددة التي تستخدمها فرنسا.
وكشفت في حوار لـ "فيتو" عن أن هناك عددا كبيرا من المصريين في فرنسا بدون أوراق شرعية، وأن حملة طرد الأئمة في فرنسا متواصلة.
والى التفاصيل


** ما مدي تأثير الإرهاب الذي ضرب فرنسا على الجالية المصرية والعربية؟
- تعرضت باريس لأكبر هجمة إرهابية منذ عام 2005، وكانت ضربة غير متوقعة للجميع، القيادات أو المواطنين، حيث شعر المواطنون بخوف شديد، وفي الوقت الحالي هناك إجراءات مشددة جدًا، وخاصة أن الإرهابيين استغلوا فرصة دخول اللاجئين لفرنسا ودول أوربا ودخلوا معهم، وكانت أعمارهم لا تتجاوز الثلاثين عامًا، وكان هناك عنف شديد في إرتكاب أو التفكير في إرتكاب الجريمة الإرهابية البشعة.
وللأسف فقد أثرت تلك الجريمة الإرهابية على الجالية العربية جدًا، والجالية المسلمة بشكل خاص، فالشارع الفرنسي منقسم لقسمين، وهناك من يلعب على طاولة السياسة، فاليمين المتطرف يناهض بشدة وجود المسلمين في أوربا، الوضع سييء وأتمني من الرئيس الفرنسي "أورلاند" أو رئيس الوزراء أو حتى وزير الداخلية الفرنسي تفهم الوضع، لأن هناك حملة اعتقالات رهيبة في فرنسا للجاليات، وللأسف تم اعتقال اثنين من المصريين كانوا مختبئين في نفس العمارة التي كان بها الرأس المدبر للحادث الإرهابي، وللأسف ليس للمصريين أي علاقة بالإرهاب إلا أنهم دخلوا فرنسا بدون أوراق شرعية، وأخشي أن يتم القبض على العاطل مع الباطل.

** هل يعني ذلك أنه قد يتم توجيه الاتهام للمصريين في فرنسا بارتكاب أعمال إرهابية؟
- هناك عدد كبير من المصريين أوالعرب في فرنسا بدون أوراق شرعية، وللأسف هذا الأمر سيؤثر على المصريين، لكن إلى حد ما الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية ورئيس الوزراء أوضحوا نقاطا محددة لتشديد الإجراءات، لكنهم قالوا أنهم لا يحاربون الإسلام، بل الجماعات الإرهابية المتطرفة، وسيتم تطبيق الإجراءات المشددة على القادمين لفرنسا بشكل غير شرعي، وسيتم التدقيق الشديد في أوراق القادمين، وللأسف من الممكن إلغاء الفيزا الـ"شنجن"، ففرنسا تعيش الآن أزمة، كما أن هناك تهديدات جاءت تؤكد أن "داعش" تهدد بحرب كيميائية على فرنسا، وذلك يسبب ذعر للجالية المصرية والعربية وللمواطنين في فرنسا.

** وكيف تعامل أصدقاءك من الفرنسيين في فترة ما بعد الهجمات الإرهابية؟
- أعز صديقة ليّ فرنسية من المقربات، كدت بالفعل أفقد صداقتها حيث اكتشفت أنها كانت تكتب تدوينات مناهضة عن الإسلام بسبب تلك الهجمات الإرهابية، لكني طلبت منها عدم خلط الأوراق، وقلت لها "أخشي أني أفقد صداقتك لأني مدافعة جيدة عن الإسلام"، فإذا تحدثنا عن الدفاع عن الوطن فسوف أدافع عن مصر وهي ستدافع عن فرنسا، لكن الدفاع عن الإسلام سيكون أقوي، وبالفعل تفهمت الموقف واعتذرت، وقالت ليّ إنها لم تقصد تعميم، وأنها لم تقل "كل مسلم إرهابي".

** هل تعني الإجراءات المشددة التي تم اتخاذها في فرنسا إلى أن الحكومة الفرنسية ستقوم بإصدار قوانين خاصة بالإرهاب تطبق على دول العالم كما فعلت أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر؟
- فرنسا البلد الوحيدة في أوربا التي لديها نوع من الحريات وحماية الحقوق، والشارع الفرنسي منقسم إلى قسمين، أقلية من الشعب الفرنسي هم من يهاجمون العرب والإسلام، لكن معظم الشعب الفرنسي يرفض حتى الإجراءات المشددة التي أقرتها الحكومة الفرنسية، حيث يرفضون أن يكون هناك اعتقالات وتفتيش ويرون أن في تلك الإجراءات تقييد للحرية.
وأري أن أي دولة من حقها اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المواطنين، الوضع متأزم في فرنسا وهناك بلبة شديدة، لكن يصعب الوصول لحد تجميد أموال المهاجرين إلا إذا تأزم المواقف، وحتى الآن نحن في أزمة وفرنسا تحاول تجميع قواها للقضاء عليها، لكن إذا تصاعدت الهجمات الإرهابية في باريس أو فرنسا بشكل عام، واستمر الوضع في الخطورة فسيتم تجميد أموال المسلمين والعرب، وسيكون الوضع صعب، لكن حاليًا أعتقد أن الحكومة الفرنسية ذكية، وفرنسا تحتاج نهوض اقتصادي بعكس أمريكا، وفرنسا ليست على استعداد لأن تخسر حلفاءها في الشرق الأوسط.

** ما مدي تأثير الإرهاب على صعود العرب في فرنسا في المرحلة القادمة بعد أن وصل العرب لمناصب وزارية.. في ظل العداء المتصاعد ضد العرب؟
- سيكون هناك تشديد من وصول العرب للمناصب، لكنهم لن يستطيعوا أن يغفلوا حلفائهم في الشرق، فهناك عرب قد أثبتوا وجودهم على الساحة، وبالفعل فرنسا مكنت عدد من العرب في مواقع مهمة فوزيرة التعليم في فرنسا مغربية، فما تمر به فرنسا أزمة وستمر ولن يتم خلط الأوراق، وبالرغم من وجود إجراءات مشددة للغاية في هذه الآونة، لكن استراتيجيتهم تؤكد أنهم لن يخسروا العرب.

** الحكومة الفرنسية مدت فترة الطوارئ في فرنسا لمدة 3 سنوات.. كيف قابل النشطاء السياسيين والحقوقيين تلك الإجراءات المشددة التي تقيد حقوق الإنسان؟
- للأسف هذا هو الفرق بيننا وبين أي دولة أخرى، ففي مصر بمجرد اتخاذ أي إجراء أمني تقوم الدنيا ولا تقعد، فنحن هنا نحب الكلام أكثر من الفعل، النشطاء السياسيين في مصر لم يفكروا في مصلحة البلد قدر تفكيرهم أن يصبحوا نشطاء سياسيين، لكن بالمقارنة نجد أن فرنسا تعيش أزمة حقيقية، ولم أري حتى الآن مظاهرة أو مناهظة ولم يتحدث أحد من الحقوقيين يقول إنه ضد الإجراءات، بالعكس كافة النشطاء والحقوقيين خائفين على بلدهم فرنسا وعلي حمايتهم، لأنهم يعلمون أن الوضع الأمني مستقر في فرنسا، وهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ولديهم حرية في الرأي، وهم يعلمون إن ما يحدث لمصلحة وطن وليست مصلحة شخص.
** لكن هناك إجراءات سالبة لحقوق الإنسان عند القبض على الأشخاص، حتى أن الشرطة كانت تقبض على بعض الأشخاص مجردين من ملابسهم.. كيف قابل الحقوقيون تلك الانتهاكات؟
- هناك بعض الحقوقيين الذي عبروا عن رفضهم لذلك، لكنهم أقلية تصل نسبتهم من 10 إلى 15 في المائة، وصوتهم غير مسموع، فالحقوقيين يرون أن ما تقوم به فرنسا من إجراءات تعسفية ضد الحرية والآدمية، وخاصة في عملية الاعتقالات، لكن لا تهتم بأمرهم، وما يهمها الآن حماية المواطنين، ولا علاقة لها بمن يتكلم أو من لا يتكلم، فالأمر يتعلق بأمن وطن، وبالرغم من ذلك الشعب لم ينتقد الرئيس أو البرلمان، فالشعب الفرنسي متفهم ويعرف جيدًا أنها ستكون فترة وتنقضي ولن تستمر، ويصبرون حتى تعود الأوضاع الأمنية للوطن وتعود الحريات كما كانت.

** ما تعليقك على مقال مجلة "لو بوان" الفرنسية التي جاء فيها "إذا أردنا محاربة الإرهاب فعلينا أن نبدأ بمصر؟
- مصر لم تكن أبدًا معقلًا للإرهاب، وهذا كلام خاطيء للغاية، الإرهاب في كل مكان، إذا كانت هناك جماعات إرهابية في سيناء، فالجماعات الإرهابية متواجدة في سوريا، أمريكا نفسها راعية الإرهاب في العالم، الإرهاب في كل بقاء العالم، ونحن الآن في مصر قادمين من باريس للاحتماء بمصر، ومصر أقوي دولة في منطقة الشرق الأوسط، حتى الأجانب رفضوا مغادرة مصر بعد أزمة الطائرة الروسية.
والغرب إذا أراد محاربة الإرهاب فعليه بتغيير سياستهم الخاطئة بمنطقة الشرق الأوسط، ومناهضة الدول الراعية للإرهاب إسرائيل وقطر وأمريكا نفسها، ومصر أحد ضحايا الإرهاب، والدول الراعية للإرهاب تستخدم "داعش" وتمولها لتحقيق مآربها، السؤال الذي يطرح نفسه "لماذا لا يرتكب "داعش" أعماله الإرهابية في إسرائيل؟!، من يتحدث عن الإرهاب في مصر فعليه مراجعة نفسه أولًا.

** كيف ستكون العلاقة بين مصر في المرحلة القادمة؟
- كانت فرنسا قد بدأت تنحرف عن مسارنا قليلًا، فهناك علاقة ترابطية بين فرنسا ومصر منذ فترة بعيدة، وكان هناك رواج سياحي وحراك ثقافي وأشيتء مشتركة بين الدولتين، لكن فرنسا في فترة مالت إلى أمريكا والنظام الأمريكي، بإخراج مصر من اللعبة، فقد تغيرت فرنسا بعض الشيء في الفترة ما بعد ثورة 30 يونيو، فالدول الكبري دائمًا تسعي وراء مصالحها، وبالتالي كانت ترافض أن تخرج مصر، قلب الشرق الأوسط من تحت يدها، لذا بدأت تغير سياستها وتتفهم أن ثورة 30 يونيو ثورة شعب، وتحترم إرادته بعد أن كان لديها صورة مغلوطة عن مصر، وحاليًا ستكون فرنسا حليف لمصر، وهناك توءمة بين مصر وفرنسا ولن تنقطع بل ستستمرن وخاصة أن المصريين غير مدانين بشيء في فرنسا.

** بعد أن ضرب الإرهاب فرنسا هل يمكن أن تحظر بعد الجماعات ومنها الإخوان باعتبار أن عدد من الجماعات الإرهابية خرجت من عباءتها؟
- من الممكن أن يحدث ذلك، فجماعة الإخوان كأي جماعة دينية، وفرنسا تضع الآن كافة الجماعات الدينية- الإخوان أو غيرها- تحت المنظار حتى منظمات المجتمع المدني التي تضم عدة هيئات للرعاية الإسلامية، لذا جميع تلك المنظمات مراقبه، وللأسف بدأت فرنسا طرد بعض الأئمة المتشددين الذين يدعون لمناهضة الدولة التي يعيشون بهان سواء كانوا ينتمون لجماعة الإخوان أو غيرها.

** هل هناك نشاط للمنتمين لجماعة الإخوان في فرنسا ضد مصر؟
- في الحقيقة كان بعض المنتمين للجماعة يحاولون التأثير على المجتمع الفرنسي لخلق نوع من الأزمة لمصر، حيث كانوا يروجون لوجود اعتقالات في مصر وليس بها أمن، وذلك لتشويه شكل مصر في فرنسا، وكانوا يصدرون بيانات ويعرضون لافتات أمام الفرنسيين للتأثير عليهم ضد مصر، وبالفعل كان لهم تأثير طفيف على الفرنسيين، لكن الآن لم نسمع لهم أي صوت.

** ما مدي تأثير جماعة الإخوان على المجتمع الفرنسي؟
- هناك تأثير، لكن لا يصل لحد التوغل داخل المجتمع الفرنسي، ويحاول الإخوان التغلغل داخل المسلمين بالمركز الإسلامي الفرنسي، لنقل فكر مغلوط إليهم، وأري أن هناك تعصب منهم، وأصبح الإخوان والجماعات المتشددة واضحين داخل المجتمع الفرنسي، الذي يرفضهم ويرفض أي جماعات دينية متشددة، وفي المرحلة القادمة لن يتمكنوا من عمل أي مظاهرة مناوئة لمصر في فرنسا.
** هل هناك نصيحة للشباب المصريين الذين يفضلون السفر لفرنسا في المرحلة القادمة؟
- أنصح المصريين الذين يريدون السفر لفرنسا أن مصر أفضل بكثير، وأطلب منهم ألا ينبهروا بالغربة، حتى لو كان هناك ضعف في المورد المادي، لكن سيكون اكرم له من الهجرة لأي دولة، وخاصة مع الهجرة غير الشرعية، حيث تزداد المشكلات في الإقامة والمعيشة، فالمهاجر غير الشرعي يدخل البلد وليس له حقوق فيها، وألا يفكروا في المرحلة القادمة الذهاب حتى تستقر الأمور، مع تلك الضربات الإرهابية. أما المصريين في فرنسا فعليهم الحذر لأن كل خطوة بعد ذلك ستكون محسوبة عليهم.

** ما الحراك الذي ستقومون بعمله كجالية مصرية في باريس في المرحلة القادمة؟
- لو تجمعنا سنفعل الكثير، الجالية المصرية في فرنسا يغلب عليها روح الفردية، لكن إذا تجمعنا سنكون أقوي جالية، وأتمني أن تكون هناك ندوات لتوعية الشباب المغترب، ولابد أن نوضح أن كل عربي وكل مسلم ليس إرهابي، وكلنا كجالية عربية علينا عبء كبير في المرحلة القادمة.
الجريدة الرسمية