بان كي مون أمين عام للأمريكان!
لا يحتاج الأمر لمحلل أو مدقق لنتأكد من تطابق -وليس مجرد تشابه- التصريحات التي يدلي بها السيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة مع التصريحات التي يدلي بها المسئولون الأمريكيون في المناسبات المختلفة وحول الأحداث الدولية.. وهكذا يتصرف بان كي مون وكأنه الأمين العام للولايات المتحدة، وليس للأمم المتحدة.. وربما كان هذا ما كان يتصرف به الأمناء الذين توالوا على الأمم المتحدة منذ إنشائها باستثناء د. بطرس غالي الذي رفض أن يكون أداة في يد الأمريكان وصوتا لهم، ولذلك صوتوا واستخدموا حق الفيتو ضد أن يستمر مرحلة ثانية، رغم حصوله على أغلبية ساحقة..غير أن مون فاق الجميع فهو لا يحرص على تطابق تصريحاته مع تصريحات المسئولين الأمريكيين، وإنما يقوم أحيانا بدورهم، أي يقول عنهم ما يرون أنهم لا يقدرون قوله لأسباب ما أحيانا!
ولذلك..ليس غريبا-كما يراه البعض- أن يخرج علينا السيد أمين عام الولايات المتحدة -الأمم المتحدة سابقا - بتصريحات معادية لمصر، بسبب مقتل بعض الذين حاولوا الهروب واختراق الحدود عبر الحدود الشرقية، بينما سكت وصمت على الحادث الإرهابي الذي شهدته مدينة العريش صباح أمس، وأودي بحياة ستة من الضحايا منهم قاضيان، في الوقت الذي أدان مجلس الأمن العمل الإرهابي الذي وقع في تونس بعد ذلك بعدة ساعات..فالسيد بان كي مون يعبر عن مشاعر المسئولين الأمريكين، وهؤلاء لا تتأثر مشاعرهم بأي عمل إرهابي يستهدف بلادنا.
