رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التناقض الفج في صحيفة خاصة!!


لعل التناقض الفج الذي وقعت فيه "صحيفة خاصة" بالهجوم على الحكومة فور قيامها بالقبض على مالكها دون انتظار لمعرفة الحقائق ونتائج التحقيقات، ثم قامت تلك الوسيلة الإعلامية ذاتها بنشر نص تحقيقات النيابة مع وزير الزراعة المقال، ولم تلتزم الحياد لحين صدور أحكام القضاء.. وشتان بين موقفها في الحالين!!


وإذا كان المتهم بريئًا حتى تثبت إدانته بحكم قضائي بات، فإن استباق التحقيقات والحكم إعلاميًا ببراءة متهم أو إدانته مرفوض في الحالين، كما أن إهانة أي شخص متهم مرفوضة بذات الدرجة.. وفي كل الأحوال فإن التزام القانون ومواثيق الشرف الإعلامي فريضة لا ينبغي التفريط فيها تحت أي ظرف انحيازًا لملاك الإعلام أو مموليه.

ما يحدث في حياتنا من رفض للامتثال لأحكام القضاء، أو التحايل على القانون، أو عدم تطبيقه على الجميع، يثير قلقًا ويستوجب تغييرًا جذريًا في الثقافة والسلوك.. وبنظرة فاحصة إلى لعبة كرة القدم وكيف نجحت في نيل الإعجاب والاهتمام وجمعت ما فرقته السياسة لسبب بسيط هو الشفافية في تطبيق قانونها على الجميع ، في تنافس شريف يفوز فيه الأحسن أداءً.. والسؤال لماذا لا تمضي أمورنا كلها بسلاسة كرة القدم وشفافيتها؟

الإجابة بسيطة لأننا أعطينا القانون إجازة وغابت الشفافية.. والنتيجة أن القانون فقد احترامه ومصداقيته وصارت العدالة فريضة غائبة، حتى أصبحنا في مجتمع يسوده منطق الغاب والنهب والتكويش، وتحاول كل فئة فيه أن تستخلص لنفسها امتيازات تجعلها فوق القانون، ويحصل البعض على وظائف وأراض ومكاسب غير مشروعة، تهدر تكافؤ الفرص والمساواة وتجعل البقاء للأقوى.. فمن رشوة وزير الزراعة إلى مافيا نهب الأراضي خصوصًا على طريق مصر الإسكندرية والإسماعيلية الصحراوي، إلى استغلال قرارات العلاج على نفقة الدولة، وزواج المال بالسلطة والإعلام، وتجاهل أحكام القضاء حتى الصراع والصدام بين أجنحة العدالة(المحامين والشرطة مثلًا) وتكريس الشقاق في المجتمع، وزيادة الشحناء بين فئاته واشتعال نيران الفتنة واستعداء بعضهم على بعض.
Advertisements
الجريدة الرسمية