رئيس التحرير
عصام كامل

فتنة «أبو الفتوح» يجب وأدها


طبقت بريطانيا مقولة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون "عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي فلا يحدثني أحد عن حقوق الإنسان"، حيث حكمت بالسجن على بريطانية شابة كتبت تغريدات مؤيدة للإرهاب، فهذه هي بريطانيا الديمقراطية التي دافعت عن إسراء الطويل، واعتبرت نشرها عناوين منازل الضباط المصريين والتحريض على قتلهم حرية رأي!!..فإلى متى تغل الدولة يدها عن المتجاوزين إرضاء للغرب؟!.


أما فرنسا التي عانت وما زالت من الإرهاب؛ فقد اعتقلت أحد أشهر مقدمي البرامج الفكاهية، لتعامله بسخرية مع الحادث الإرهابي... فماذا فعلت مصر مع مقدمي البرامج وضيوفهم المتطاولين على الرئيس والحكومة والجيش والشرطة؟!.. الحقيقة أنها تركت لهم الحبل على الغارب بدعوى حرية الرأي حتى ظنوا أنهم فوق الدولة!!.

تراخي الدولة في المواجهة وغض الطرف عما يحدث من إساءة، فتح المجال أمام الكثير من المتطاولين، وعملاء المؤامرة الأمريكية، لينفثوا سموم مؤامرتهم وينفذوا المطلوب منهم لإسقاط مصر، وهي المؤامرة التي فشلوا في إنجازها منذ يناير 2011 حتى الآن.

لو أظهرت مصر العين الحمراء وطبقت القانون بحذافيره، لخاف الجميع من العواقب، وما وجدت أمريكا عملاء تشتريهم بالدولار، ينبحون بما تريد وينفذون ما تمليه عليهم وقتما تشاء، وها هم العملاء يحشدون الآن، ويدعون إلى التظاهر في يناير المقبل لإسقاط الرئيس ومعه الدولة كلها، كما يروجون يوميا أخبارا مكذوبة لإحباط الشعب وتأجيجه ضد الحكومة، ولا ننسى تحريك أمريكا بعض الإعلاميين لضرب الاقتصاد المصري بوسائل عدة لتشتيت الدولة واستنفاد مواردها.. فماذا فعلت معهم الحكومة؟..لا شيء على الإطلاق.

لو كان للدولة موقف حاسم وقبضة قوية، ما تجرأ البرادعي بتغريدات محرضة ضد مصر، وما تطاول في تصريحاته على الرئاسة بين الحين والآخر، وما سعى لإعادة الدور القذر الذي لعبه ضد العراق وتسبب في تدميره، حيث حذر أخيرا من بناء المفاعلات النووية في مصر، بل ودعا إلى تفتيش "أم الدنيا" بحثا عن "أسلحة نووية ربما أدخلت عن طريق دولة عظمى" ويقصد طبعا روسيا.

ولو أوقفت الحكومة عبدالمنعم أبو الفتوح عند حده من البداية، ما تضخمت ذاته وأصبح مشروع "فتنة" متنقلة، وقنبلة أكاذيب ومهاترات تنفجر في كل إطلالة إعلامية صحافية كانت أو تليفزيونية. أبو الفتوح الشهير بـ"تتح" اشتكى غير مرة من إحجام البرامج المصرية عن استضافته بإيعاز من الحكومة، ولما فقد الأمل في إعادة تلميعه مجددا، ولى وجهه شطر قنوات محسوبة على المؤامرة ومنها "بي بي سي" ليؤدي الدور المطلوب منه في فترة الحشد التي تشهد نشاطا واضحا لجميع العملاء.

أثبت "أبو الفتوح" في اللقاء أنه ما زال "إخواني" حتى النخاع، وأن تركه الجماعة المحظورة كذبة لإعادة توزيع الأدوار، بدليل أنه كال المديح للجماعة باعتبارها "من الحركات الإسلامية المعتدلة التي تستطيع مواجهة ما يحدث في سيناء"، ومن الترويج لجماعته الإرهابية إلى الإفك والأكاذيب التي تعكس ضغائن وحقد على البلد بكل مكوناتها، "أبو الفتوح" يرى أن الشعب يعيش في "جمهورية الخوف"، ولا أدري بأي صفة يتحدث عن الشعب، وأي خوف الذي نعيش فيه، وهو يطل عبر قناة متآمرة ويقول ما يشاء دون خوف أو محاسبة من أحد. ثم يصف "أبو الفتوح" أداء الرئيس السيسي بالسيئ والخاطئ ويدعو إلى "انتخابات رئاسية مبكرة من أجل مصلحة مصر"، وهو بهذا يسعى إلى التأثير على البسطاء لإعادة الفوضى التي غرقت فيها مصر خلال السنوات الماضية، ويحرض للانقلاب على نظام الحكم والدستور وكل ما له علاقة بالاستقرار الذي تنعم به مصر.

لقاء "أبو الفتوح" المتلفز هو مشروع "فتنة" يجب وأدها أولا بحل الحزب الذي أسسه، ثم تقديمه شخصيا للمحاكمة ومحاسبته على جميع ما قاله واقترفه خلال السنوات الماضية، وليس في مقابلة "بي بي سي" فقط. وإلا سنظل ندور في دائرة مفرغة من الخيانة والمؤامرة ولن ينصلح حال البلاد والعباد.

الجريدة الرسمية