رئيس التحرير
عصام كامل

النووية والوظيفية


بمناسبة الاتفاق على بدء إنشاء محطة الضبعة النووية نقول حسب المعلومات المتوفرة إنها مكونة من أربعة مفاعلات ذرية، كل واحد منها ينتج حوالًى ألف وستمائة ميجاوات، بطاقة إجمالية حوالًى ستة آلاف وخمسمائة ميجاوات، يعنى حوالًى ربع الطاقة الكهربائية المنتجة في مصر الآن..وضعف إنتاج السد العالى الاصلى-فالسد العالى ينتج الآن حوالًى ألفين ميجاوات وهو مصمم أصلا لإنتاج ثلاثة آلاف وستمائة ميجاوات.


والطاقة الذرية هي الأرخص على الإطلاق على المدى الطويل، والمفاعل الذري الذي ينتج ألف ميجاوات يلزمه سبعة وعشرين طنا من اليورانيوم كل عام، مقابل اثنين ونصف مليون طن من الفحم إذا كانت المحطة تعمل بالفحم، والألف ميجاوات قد تكفى لإنارة مليون مسكّن ، على اعتبار أن المنزل يستهلك في المتوسط حوالًى ألف وات، بمعنى المفاعل يخدم حوالًى خمسة ملايين مواطن، هذا إذا وجه إنتاج الكهرباء إلى الإنارة فقط، لكن المفروض علميا أن توجه ستين في المائة من الطاقة المنتجة إلى الصناعة والتنمية.

مصر في أشد الحاجة للطاقة.. ولابد من الاهتمام بهذه الاحتياجات لكافة نواحى الحياة..التنمية والإصلاح الزراعي وتعمير سيناء والتعمير السكانى والبنية التحتية والعشوائيات وغيرها من مشاكل تحتاج إلى طاقة وفيرة،وكذلك النقص المتوقع في كهرباء السد العالى، كل ذلك يدفعنا إلى مباركة مشروع المحطة النووية.. كل ما علينا أن نستعد بالكوادر الفنية والمهندسين والعلماء وألا نترك مثل هذا المشروع تحت أيدي موظفى الدولة الكسالى الجهلاء.. يجب تجهيز الكوادر من الآن ومثلا من الحاصلين على الثانًًوية إلى كليات الهندسة والعلوم وأهم ما يتعلموه هو المسئولية قبل المعرفة وأن يفهموا تماما "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" وذلك لوجه الله ومصلحة مصر، ونركز على مصلحة الدولة، واقترحت سابقا أن نبدأ بالاستفادة من جامعة زويل لمد هذه المشاريع الحيوية بالشباب الفنى المدرب ، وإأا نعتبر هذه الكوادر الوظيفية متهالكة.

علينا ألا نخشى من أمان المحطات الذرية..فالتكنولوجيا الحديثة تمكننا من إحكام الضبط على تشغيل المفاعلات الذرية في سهولة ويسر وأمن مادامت عندنا الكوادر المؤهلة.. وقد نبدأ من الآن في دراسة وتطبيق معايير الصحة والسلامة الأوربية، وهذا لمصلحة شعبنا ودولتنا علميا واقتصاديا وسياحيا، وأرجو أن يكون هناك من يعرف مصلحة مصر فعلا.

لسنا أقل من بنى صهيون، أو كوريا، أو جنوب أفريقيا، أو إيران، أو باكستان، المهم أن نتوب عن عبادة الأصنام، ونعبد الله وحده وصلى وسلم على من قد يشفع لنا يوم ترجف الراجفة

الجريدة الرسمية