رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يا برادعي بيه..الإرهاب في تونس ليه ؟!


لا تتخيلوا كم الصداع على كم الفذلكة على كم الفلسفة من أنصار هذا البرادعي طوال العامين الماضيين عن حكمته وذكائه وعبقريته التي سبقت عصرها ـ كل العبقريات بالمناسبة في بلادنا تكون دائما سابقة لعصرها، وهي في الحقيقة وأصحابها ليست إلا كوارث على هذا الوطن ـ والتي لو كنا استجبنا لها لكانت الأمور في مصر تغيرت ولم نعان من الإرهاب!


نظرية البرادعي كانت تقوم على رفض استبعاد الإخوان من المشهد لأن استبعادهم سيولد الإرهاب!! الآن نسأل وقد سألنا سابقا: وماذا عن تونس؟ وماذا عن الإرهاب بها؟هل خرج الشعب يستنجد بالجيش من حكم جائر؟هل خرج الشعب التونسي يستجير بالجيش من حاكم أعاد مصر في عام للوراء سنوات وسنوات؟هل استجاب الجيش في تونس لنداء الشعب وتحرك ليحمي ثورته وانحاز له؟ أم أن الجميع هناك انحازوا-في إدراك لما جري في مصر ومعناه-للديمقراطية المباشرة وإجراء انتخابات والاحتكام للشعب من جديد، وقبل الإخوان هناك بما لم يقبل به الإخوان هنا؟

انحازوا للاحتكام للشعب من جديد، واختار الشعب إسقاط الإخوان هناك فماذا جري؟ ماذا جري في بلد كل ظروفه أهون وأرحم من مصر..فتونس الشقيقة الحبيبة لا تقع على حدود إسرائيل، وتقدمها الاقتصادي والعسكري لا يخيف دولا إقليمية أخرى، وتونس الحبيبة لا تنافس مصر على قيادة الأمة العربية بل على العكس تدعم تونس وشعبها الشقيق الدور المصري، ويسعون بل ويستعجلون عودته لتقود مصر أمتها كما كانت وخصوصا وأن المد القومي العربي في تونس في نمو وتصاعد كبيرين.. ومع ذلك.. ورغم كل ذلك نسأل: هل توقف الإرهاب في تونس؟ هل توقف الإجرام في تونس؟ هل توقف استهداف تونس؟ هل توقف نزيف الدماء في تونس؟! هل توقف ضرب السياحة في تونس؟ هل توقف استهداف المؤسسات في تونس؟

للأسف كثيرون في مصر يدعون الحكمة ويعتقدون أنهم الأكثر وعيا وعقلا واعتدالا، وأنهم مع الحريات وحقوق الإنسان والدولة العصرية، ورغم ذلك تجد بعضهم-نكرر بعضهم-الأكثر انحطاطا في خلافاتهم واختلافاتهم ومعاركهم والأكثر بذاءة-مع الإخوان طبعا-إلا أنهم أيضا ليسوا إلا أدوات في مؤامرة كبري تستهدف على الدوام إبقاء الإخوان في المشهد، لأن ابقاءهم يعني الارتباك الكبير في مصر، كما أن عودتهم تعني إهدار دماء الشهداء التي ذهبت، وعودة مؤسساتهم الاقتصادية وعودة حزبهم السياسي وعودة جماعتهم ومساجدهم ومؤسساتهم الخيرية ومدارسهم وكل ذلك يعني الشلل التام في البلاد وإبقاءها في النقطة صفر!
نكرر السؤال والاحداث المتتالية تدعم سؤالنا وآخرها تفجير الأمس ونقول: يا برادعي بيه..طيب والإرهاب في تونس ليه؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية