رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حكايات أسر «عزبة الصفيح».. حياة غير آدمية.. ومسئولون خارج الخدمة.. ومطالبات بالمساواة.. أحمد: مش عارف أعلم عيالي.. أم محمد: «عايشين مع الفئران».. أم أحمد: «مفيش حاج

فيتو

«عزبة الصفيح» حيث الحياة صعبة والحكايات المدمية للقلوب، مواطنون يعيشون حياة تخطت حدود الفقر بمراحل، يسايرون حياتهم بما تركت لهم الأيام من حلاوة روح، لا يعرفون للحياة طعما فما باتوا عليه من جوع وفقر وقلة حيلة استقبلوا صباحهم به، يمكنك أن تصفهم بعرائس الماريونيت فأجسادهم تتحرك بغريزة حب البقاء في الحياة.

يعيشون وسط الفئران والقوارض والحشرات والحيوانات الضالة التي تحيط بهم، وجباتهم تتلخص في بواقي الأطعمة من القمامة وغيرها؛ لأنهم لا يقدرون على سد جوع أطفالهم ولا يجدون منفذا غير الفضلات لكي يقتاتوا منه القليل.

أوضة لم الشمل!
خلال تجول "فيتو" في منطقة عزبة الصفيح، التقت بحمادة، ليروي قصته بكلمات تلخص مأساة الحياة التي يشهدها هو وأهالي العزبة، قائلًا "أنا معايا أربع عيال وعايش مع أمهم في أوضة واحدة، فيه ولدين في المدارس؛ لأني لا أملك نقودا ولا عملا ثابتا"، مضيفًا "إحنا عايشين مع البهايم ما فيش أي مسئول أو محافظ بيبص علينا".

عِرس وفئران زملاء المعيشة
أم محمد تلتقط طرف الحديث لتكمل "أنا عايشة هنا من أربعين سنة، عندنا مشاكل لا تعد ولا تحصى، عايزين مياه وعايزين صرف صحى وكهرباء"، مضيفة: "عايشين في الصفيحة هنا وسط العرس والفئران، ابني كان قاعد معايا ولما الأوضة وقعت شوفت له شقة بره بـ500 جنيه، هو مراته وعياله لأنه عاطل، وأنا بصرف عليه من مرتبي في المدرسة".

بنتي بتعيط عاوزة تتعلم ومش معانا فلوس!
فوزية محمد السيد قالت بحرقة: "أنا معايا ثلاثة عيال اتنين منهم في المدرسة وأنا علاجي غالي، شريط البرشام بتاع الجلسة بـ66 جنيه، وفيه بـ88 جنيه، أنا عندي التهاب على الرئة وعندي أزمة الربو، ممنوع عني الدخان والتراب، وبسرح مع جوزي بنلم زبالة عشان أأكل عيالي"، وطالبت فوزية المسئولين بأن يوفروا وظيفة لها ولزوجها لكي يقدروا على تربية أبنائهم.
 
غرق لي عيلين فيها!

بدموع تملأ عينه روى أحمد عتريس لـ"فيتو"، مأساته التي يعاني منها وقال: "أنا جيت من الصعيد في عام 1983 للبحث عن لقمة العيش، واستقرينا هنا في عزبة الصفيح، وكان فيه ترعة هنا وغرق أبنائي بها"، موضحًا أن عملهم هو تجميع القمامة حتى يجدوا قوت يومهم بالحلال.

الفئران بتعضني وأنا نايم!
وأضاف "المسئولين نسيينا وماحدش عمل لنا حاجة، إحنا عاوزين نقعد مع مسئولين نشوف حل لينا، معانا ورق وفواتير بندفع العوايد من زمان للأرض الزراعية ومع ذلك لا يوجد كهرباء ولا حاجة، وبناخد وصلة من الأعمدة واتحبست في قضية سرقة كهرباء لمدة سنة؛ لأني كنت بحاول أعيش زي البني آدمين".
الجريدة الرسمية