رئيس التحرير
عصام كامل

الخطة «25» لإسقاط السيسي.. «الموساد» يضخ تقارير «مسمومة» لتأليب المصريين ضد الرئيس.. الإعلام الصهيوني يكثف تغطيته لأزمات الأسعار والأمطار.. وخبراء: سيناريو 25 يناير لن يت

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

معركة من نوع خاص تخوضها إسرائيل ومن خلفها جماعة الإخوان لإسقاط مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي في دوامة الصراع، ضمن ما يُسميه الإعلام «الصهيو- إخواني» بثورة 25 يناير 2016، وبدعم مباشر من أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والتركية والقطرية.


آلة الحرب الإعلامية الإسرائيلية الإخوانية لا تتوقف بدورها عن إبراز ما تصفه بـ«غليان الداخل المصري» على خلفية بعض الأزمات الاقتصادية، ثم تأليب الرأي العام المصرى بادعاءات التطبيع في شتى المجالات.

صحيفة «معاريف» الإسرائيلية نشرت تقريرًا «تحريضيًا» نقلًا عن مصادر أمنية صهيونية أشبه بدعوات للنزول ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي في 25 يناير المقبل؛ تنفيذًا لمخطط إسقاط النظام المصري تزامنًا مع احتفالات الثورة، محاولا الترويج لارتكاب النظام أخطاء تنذر بسقوطه، وأن الجيش المصري ارتكب أيضًا كل المحظورات، بحسب ما نشرته الصحيفة.

حملة التقارير الإعلامية الإسرائيلية ساندتها مواقع موالية لجماعة الإخوان، وتستغل بعض الأزمات للتصعيد ضد «السيسي»، كتسليطها الضوء على انفلات الأسعار، وأزمة الأمطار بالإسكندرية، إذ ربطت ارتفاع الأسعار في الأسواق المصرية بوصول السيسي للحكم.

ومنذ أيام، أعدت القناة الثانية الإسرائيلية تقريرًا مطولًا تناولت فيه أسعار السلع المصرية، داعية المصريين للتمرد على أوضاعهم، وأبدى معد التقرير المحلل الإسرائيلي يارون شنايدر من تحمل المصريين للحياة في ظل الأسعار المرتفعة، والأجور الضعيفة.

المعد الإسرائيلي تحدث بلهجة ساخرة قائلا إن ما يهون على كثير من المصريين البسطاء هو أنهم ما زالوا لديهم القدرة على تناول وجبة فول في الشارع بأقل من 4 جنيهات، وهذا بالنسبة لهم أفضل إفطار في العالم.

«سياسيًا» استغلت إسرائيل تصويت مصر لصالحها في الأمم المتحدة لترفع من نغمة فرحتها بـ«التطبيع» متناسية اللعبة الأمريكية التي أجبرت مصر على التصويت، فواشنطن أصرت على أن يتم التصويت في ورقة واحدة على غرار القائمة المغلقة، إما أن توافق عليها كل الدول أو ترفضها كل الدول، وعندما صوتت مصر لقائمة تضم دولا عربية استغل الإخوان وإسرائيل الموقف للتشهير بالحكومة المصرية «إعلاميًا».

وبطبيعة المتربص لم تترك الأجهزة الإسرائيلية حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء يمر مرور الكرام، بل رفعت معدلات زعمها بأن هناك تعاونًا عسكريًا مع الجيش المصري ساهم في تحديد موقع الطائرة، وهو ما انتشر سريعًا على المواقع الإلكترونية الإخوانية بهدف تضليل الشعب غير أن مصدرا أمنيا مصريا نفى ذلك، مؤكدًا أن الطائرات الإسرائيلية لم تدخل المجال الجوي المصري.

وحين بزغ الفجر واتضحت خطوط المؤمرة وتكشفت الأكاذيب، اضطرت وسائل الإعلام الصهيونية إلى الحديث عن تشكيك «أوري روبن - الخبير الإسرائيلي في مجال الطيران والمستشار السابق في وزارة جيش الاحتلال» فيما نشر على القنوات وصفحات الجرائد الإسرائيلية لبعد المسافة بين موقع الحادث والحدود «المصرية- الإسرائيلية»، موضحًا أن هذا الجزء من سيناء جبلي يبعد مسافة 100 كيلو متر من الأراضي المحتلة.

أما «المحلل الإسرائيلي الداعم لتنظيم الإخوان - جاكي خوجي» فأعد تقريرًا عقب سقوط الطائرة اتهم فيه الرئيس السيسي بإخفاء الحقائق خوفًا على السياحة، مشيرًا إلى أن مبادراته للتنمية ودعم الخليج له لم يحققان التحسن المطلوب لمصر، ليأتي حادث الطائرة ويزيد من حدة المسألة، معتبرًا أن سقوطها تم بعملية إرهابية بما يمثل ضربة قاصمة للسياحة المصرية.

وفي المقابل، لم تتوقف حملات الترويج لإيلات كبديل لشرم الشيخ، وكثفت جهودها للاستحواذ على السياح الروس والبريطانيين في شرم الشيخ، وهي السياسة التي انتهجها موقع «كالكليست» العبري تحت عنوان «مصيبة سيناء فائدة بالنسبة لنا».

ولا تتوقف إسرائيل عن سياسة «الخبث» فبمجرد أن رصدت رفض مصري للهجوم على الدولة المصرية في أزمة الطائرة الروسية، لتسارع بتغيير نهجها ومعالجتها للقضية وترفع شعار دعم السيسي وإظهاره كشخص محبوب في دولة الاحتلال، كما سبق وفعلت دبلوماسية خارجية الاحتلال ونشرت خطابًا على صدر صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية التي عبرت عن دعمها للسيسي ووقوف الإسرائيليين بجانبه لأنه أعاد لمصر دور الزعامة، والمدقق لنص الخطاب الذي كتبته «لدبلوماسية روت فسرمان لاندا» يجد غياب المنطق عن حديثها فهل يعقل أن تسعد إسرائيل بعودة مصر لدور الزعامة؟

وعلى المستوى الاستخباراتي، تنشر أجهزة المخابرات الإسرائيلية دائمًا تخوفها من هيمنة الجيش المصري، الذي تعتبره مصدر إزعاج لوجود إسرائيل، ويتمسك قياداته بأن مصلحة جيش الاحتلال أن يكون جيش مصر «ضعيفًا»، كما أن العقلية الاستخباراتية الصهيونية تجزم بأن أي حرب قادمة في المنطقة تكون مع مصر، وكثيرًا ما ركزت على صفقات السلاح المتزايد لمصر كـ«الرافال والميسترال وصواريخ إس 300 الروسية».

وليس ذلك فقط فالإخوان وإسرائيل تربطهما علاقات قوية في شتى بقاع الأرض من شرقها إلى الغرب حتى داخل الأراضي المحتلة يرشحون أعضاء «الحركة الإسلامية» التي تتبنى فكرًا إخوانيًا لعضوية الكنيست الإسرائيلي، وسبق لهذه الحركة تنظيم مظاهرات داعمة للرئيس المعزول محمد مرسي عقب ثورة 30 يونيو.

وعلى نفس النهج، تسارع قناة الجزيرة القطرية بنشر تقارير مضللة للرأي العام، وتسويق تلك التقارير «المشبوهة» لتحقيق المخطط المزعوم في يناير المقبل، وكل ما سبق أجمع عليه الخبراء بأن مؤامرة كبرى تحاك ضد مصر يتم طبخها داخل مخابرات دول كبرى برعاية إسرائيل.

بدوره، كشف المترجم العبري السابق لدى رئاسة الجمهورية المصرية والمحلل السياسي الدكتور منصور عبد الوهاب أن إسرائيل والإخوان يحلمان بسقوط الدولة المصرية، والرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتلاقى حلم الجماعة الإرهابية وأنصارها في مصر مع الحلم الصهيوني، لكنه عاد ليؤكد أن كل ما سبق مجرد «أضغاث أحلام» ولن يحدث منها شيء رغم كثير من المشكلات المعيشية التي يواجهها المصريون.

«عبد الوهاب» رأى أنه عندما يتم الحديث عن إسرائيل فذلك يعني الحديث عن أمريكا وبريطانيا أيضًا، مشددًا على أن دولة الاحتلال تدرك أن مصر تشهد حاليًا حالة من السيولة الإعلامية، والتقارير الإسرائيلية التي تترجم إلى صحف المصرية تهدف لتعميق حالة الفوضى في الإعلام المصري بما ينعكس بالسلب على البلاد ونشر مخطط الفوضى الصهيوني لإسقاط مصر.

واعتبر أن هذا المخطط لا تشارك فيه الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية فقط بل تشارك فيه أيضًا «قطر، تركيا، وبريطانيا» بالتعاون مع التيارات الهدامة في الداخل المصري، موضحًا أن تل أبيب تساند بقوة الحلم الإخواني للتأثير على الإعلام الدولي.

«أستاذ الأدب العبري الحديث بجامعة القاهرة مدير مركز الدراسات الشرقية - جمال الشاذلي» أوضح بدوره أن إسرائيل عدو مصر الخارجي أما العدو الداخلي فهم الإخوان، ومن المنطقي أن يلتقي الهدفان، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت أكثر دولة رحبت بوصولهم لسدة الحكم في مصر.

وشدد الشاذلى على أن الطامة الكبرى هي أن إسرائيل تعرف كل كبيرة وصغيرة عن مصر، ومن خلال ذلك ترسم مخططاتها، أما المصريون فيتلقون معلوماتهم من «فيس بوك» أو ما يمكن تسميته بـ«خراب بوك» أو مواقع الخراب الاجتماعي، على حد قوله.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية