رئيس التحرير
عصام كامل

الفشل علمني أكتب هنا!


في جو هادئ ممتع مملوء بالأمل والتخيلات، وتحد غير مُبرر بالمرة كانت تتعامل معي أمي على أساس أنني واحد من أهم رواد الفضاء في تلك الفترة، وتري فيا حاجات أنا نفسي مش شايفها !


كُنت في مرحلة الثانوية العامة، زي أي شاب الدنيا هي اللي فرضت عليه تلك المرحلة العظيمة، دخلتها وأنا نفسي أكون مُهندس قد الدنيا وليا طموح وأحلام هتكسر الكون.

بس في الحقيقة الطموح والأحلام دي ماكانتش بتاعتي، دي كانت حاجة أمي "الله يمسيها بالخير" هي بس اللي شايفاها، من باب إني أكون أحسن واحد في العائلة الكريمة.

مش عارف شافت فيا أيه ينبئ بإني هكون مهندس؟
ومش عارف إزاي أنا أصلًا وصلتها للإحساس ده؟!

تمُر الأيام والشهور وأنا لسة زي ماأنا مقضيها "علمي رياضة" وأمي مقضياها "ربنا يستُرها عليك يابني ".

فاتت السنة مابين مرواحي الدائم لمراكز الدروس الخصوصية "السينتر" وبين اعتقاد أمي الشديد بإني هكون مُهندس برضه..!

لحد ماجه ميعاد النتيجة وطبعًا زي ماكان الكل متوقع لقيت نفسي -شايل كيمياء- والحمدالله.!

أبويا ربنا يخليه كانت حالته ماتتوصفش، وأمي هبقي أحكيلكوا عنها في مقال لوحده، ومكتب الهندسة اللي في دماغنا جاله قرار إزالة وبالأمر.

نعمل إيه.. نعمل إيه ؟
"الواد لازم يحول أدبي".. تلك هي جُملة تحويل المسار من هُنا إلى هُنا.

وعنها قُمت رايح جري وحولت أدبي، وكأن واحد تاني خالص مش أنا اللي لسة ساقط من سنة، لقيت نفسي بعمل اللي بحبه، أو بمعني أصح "فاهم في اللي بحبه".

واتحولت الدنيا من - س ص ع - إلى معين وسبأ وحمير.!
وشديت حيلي أوي وجبت مجموع كويس في تالتة..

بس أوعي مجموعي الكويس في تالتة ينسيك المُصيبة بتاعة تانية، فأصبح الاثنان على بعض "نيلة".. الله يسامحها الكيمياء.

-نفسك تخش إيه ياحبيبي؟
-إعلام.
-إعلام إيه ؟ أنت مجموعك تكمل عليه وتجيبلك "جزمة" وحلو أوي على كده.!

فكان الحال إننا لازم نخش كلية خاصة.. إعلام خاص.!

السنة الأولى امتياز.
التانية امتياز.
التالتة جيد جدًا.
الرابعة جيد جدًا.
مشروع التخرج امتياز.

هُب إشتغلت، هُب نجحت في الشغل، هُب بقي ليا برنامج أسبوعي، لأ وإيه ليا مقال كمان..!
الحكاية ببساطة علشان هُما سابوني أعمل اللي بحبه وصلت للي أنا فيه، وبسبب فشلي في الكيمياء قدرت أنجح وأكتب هنا.
الجريدة الرسمية