رئيس التحرير
عصام كامل

فيصل ولينكولن


كانت للمأساة التي حدثت في الأراضي السعودية للحجاج أثر حزين في نفوس الجميع، لكن هناك أبواقا فتحت وأخذت تبث السم والحقد على المملكة السعودية، هم جماعات إرهابية إخوانية داعشية يعملون لتنفيذ المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتفتيت الوطن العربي، وما حدث لسوريا والعراق وليبيا واليمن معروف للجميع، ولم يبق صامدا غير مصر بجيشها والسعودية بنفوذها، هم يخططون لتقسيم المملكة إلى خمسة أجزاء شمالية - جنوبية - شرقية - غربية ووسطى.


ثم يهب المأجورون والصائدون في المياه العكرة للوم السعودية ووصف المسئولية بالإهمال، ما يحتم إشراف لجان إسلامية؛ للإشراف على الحج والحجيج، وهي بالطبع خطوة لوضع أقدام أجنبية وجهات مشبوهة، والتدخل في الشأن السعودي، وما يتبع ذلك من ملمات قد تؤثر بالطبع على وحدة وكيان المملكة.

وقد تناسى هؤلاء الذين يوجهون الاتهامات للمملكة بالإهمال والفساد، دورها في خدمة الإسلام والمسلمين أكثر من ألف عام، واستقبال الحجاج والمعتمرين على مدى السنة وتقديم العون للحجاج.. إلخ. 

وهل ينسى هؤلاء دور السعودية في دعم أشقائها العرب؟.. نحن لا ننسى دور الملك فيصل في حرب أكتوبر ١٩٧٣، وقراره التاريخي بوقف ضخ البترول، ما جعل طوابير السيارات تتوقف في أمريكا أمام محطات البنزين.

ومع ذكر الملك فيصل، يجرنا الحديث عن واقعة لا تُنسى لهذا الرجل.. كان هذا الإنسان النبيل يتألم بعمق من وضع العبيد كافة، ولما نصب وليًا للعهد عام ١٩٦٢، كان أول مرسوم يصدره هو عتق جميع العبيد في السعودية.. دفعة واحدة.. رجالا ونساء؛ لتُمحى تلك الوصمة عن جبين بلاده.

ولكي لا يحتج السادة بخسارة أموالهم نتيجة لحركة العتق الجماعية، أعلن فيصل أنه سيدفع لهم من حر ماله الثمن الذي يحددونه لعبيدهم.. وقد كان.. وهنا نذكر ونقارن بين فيصل ولينكولن، وكيف أن كلا منهما ناصر العبيد في بلاده، لينكولن الرئيس الأمريكي الذي اغتاله أهل بلده وفيصل الوقور الإنسان.. الذي حرص على أن يكون أول بيان يلقيه بعد تقلده منصب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، يتضمن في إحدى فقراته إلغاء الرقيق وتحرير جميع العبيد، حتى قبل أن يبايع ملكا على البلاد في الثاني من نوفمبر عام ١٩٦٤، لكن في الخامس والعشرين من شهر مارس عام ١٩٧٥ تم اغتياله، ويقال إن الاغتيال حدث بتحريض من أمريكا وبريطانيا؛ بسبب قرار منع تصدير البترول وقت حرب أكتوبر.
الجريدة الرسمية