رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القوة العربية المشتركة.. ليست رفاهية!!


رغم إلغاء لقاء وزراء دفاع وخارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، الذي كان مقررًا عقده في السابع والعشرين من أغسطس الماضي؛ لبحث آليات تشكيل وعمل القوة العربية المشتركة التي دعت إليها الجامعة؛ لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية التي تواجه دول المنطقة.. إلا أن الحديث عن ضرورة تشكيل هذه القوة لم ينقطع.


في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية، وتوغل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة في عدد من الدول العربية، لا يمكننا التقليل من أهمية تشكيل هذه القوة، فهي ليست «رفاهية»، بل باتت «ضرورة حتمية»، فرضتها الأوضاع الملتهبة، والتهديدات الإرهابية المتوحشة.

إن العالم - حاليًا - يعيش عهد التحالفات.. فاليد الواحدة لا يمكنها التصفيق.. وكل دولة عربية «منفردة»، لا يمكنها القضاء على الأخطار التي تهددها، أو المحدقة بها.

وإذا نظرنا إلى المنطقة - الآن - سنجدها تشهد العديد من «التحالفات».. وعلى رأسها «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية، وبمشاركات محدودة لبعض الدول العربية؛ لمحاربة المليشيات الحوثية المسلحة، وعودة الشرعية في اليمن.. والثاني - الذي يختلف عن سابقه اختلافًا جذريًا - تقوده أمريكا وعدد من الدول الأوربية والعربية ويعمل في سوريا والعراق.. والثالث تقوده روسيا وإيران ويعمل في سوريا والعراق أيضا.

وعلى الرغم من أن التحالفين الأخيرين يجمعهما هدف مشترك، وهو القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، إلا أن لكل منهما أهدافه الاستعمارية الخفية، وأطماعه المستترة، ومصالحه التي سيعمل على تحقيقها، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.

لماذا نترك مصيرنا - نحن العرب - تحدده دول أخرى، إذا كنا نملك نحن تحديد هذا المصير؟.. ولماذا نستعين بدول أخرى، ليست من بني جلدتنا، لتخلصنا مما نعاني منه؟

هل تسرعت جامعة الدول العربية بإعلانها إطلاق فكرة «القوة العربية المشتركة» التي طرحتها السعودية ومصر عقب تعرض كل منهما إلى هجمات إرهابية، أعلن «داعش» مسئوليته عنها، إضافة إلى تعرض الرعايا المصريين في ليبيا للذبح على أيدي عناصر التنظيم الإرهابي؟..  ربما.

هل كانت فكرة «حماسية»؟.. هل كانت مجرد «فرقعة إعلامية»، خاصة في ظل وجود اتفاقية الدفاع المشترك الموجودة في ميثاق الجامعة؟.. وهنا يبرز تساؤلات أهم وأخطر، لماذا لا تُفعل هذه الاتفاقية؟.. وما مصيرها في وجود التحالفات بالمنطقة حاليًا، وفي ظل الأفكار الجديدة المطروحة؟.. وهل ستسمح الدولة العظمى «أمريكا» بتفعيلها، وهي تعلم أنها من الممكن أن تُستخدم ضد ابنتها المدللة «إسرائيل»؟

هذه أسئلة يجب الإجابة عنها بكل وضوح وشفافية تامة، بعيدًا عن العصبية وأمراض القيادة، والحديث عن التمويل والتدريب وحجم المشاركة، وبعيدًا عن الخلافات الجوهرية بين الدول العربية من جهة، والتباين الواضح في تحالفاتها السياسية والأمنية مع الدول الأخرى من جهة ثانية.

إن الدعوة لإنشاء قوة عربية مشتركة هي دعوة جريئة، وخطوة تأخرت كثيرًا.. وأرى أنها - إذا تم تشكيلها وتفعيلها - من الممكن أن تكون بداية لـ«تحالف عربي» قوي يهابه الجميع؛ لأنها - بلا شك - ستغير من المنطقة تغييرًا جوهريًا.. وإذا ما حُوربت الفكرة من أمريكا وحلفائها.. فقد منح الله «العرب» من الوسائل وآليات الضغط ما يجعلهم يفرضون أنفسهم على الجميع.. عندهم من النفط، والأموال المكدسة في بنوك الغرب، والموقع الجغرافي ما يجعل كلمتهم هي العليا؛ شريطة أن «يتحدوا»، ويتوافقوا على الفكرة، ويسارعوا في تنفيذها، لا أن تلقى مصير «السوق العربية المشتركة»!!
Advertisements
الجريدة الرسمية