رئيس التحرير
عصام كامل

لقيت صاحب يتصاحب!


من فترة فيه أغنية نزلت السوق وكسرت الدنيا، كل الشباب كانوا مشغلينها ليل نهار، مفيش فرح مابقاش يبدأ بيها، مفيش طفل بقى مش بيرددها، لدرجة أن كلام الأغنية بقى بيتلزق على العربيات من باب الحكمة!


كلمات الأغنية بتقول "مفيش صاحب يتصاحب مفيش راجل بقى راجل!".. كلمات الأغنية بالنسبة لي ماخضتنيش خالص، على قد ماخضني استقبال الناس للأغنية، وموافقتهم الشديدة إن فعلًا مفيش صاحب يتصاحب!

ماأعرفش ده لأن الناس دي مش فاهمة معنى الصداقة، ولا ده لأن الأغنية حلوة؟.. وهل فعلًا ينفع حد بعد العُمر ده كله يقول جملة زي "مفيش راجل بقى راجل"؟

ماكانش فيه حد في حياته راجل خالص "أبوه - أخوه - ابن خالته - فراش مدرسته" أي حاجة!.. إزاي حد يقدر يقول جُمل من النوع ده؟
 
يعني مثلًا إللي قال كدة ده عُمره ما دخل في مشكلة ولقى واحد جنبه ملازمه الحوار من أوله، عُمره ما شاف أخته راجعة من الدرس بالليل فقام واحد من أصحابه وصلها! 

يوم فرحه ماكانش حد واقف معاه من أول اليوم؟.. وهل نجح في كل مراحله الدراسية من غير أصحابه؟

طب كان لما بييجي يلعب كورة بينزل ضد الفرقة التانية لوحده برضه؟

إللي أنا اكتشفته أن فيه ناس كتير بتحب تردد كلام وخلاص، ولا هي فاهمة معناه ولا فاهمة أيه المقصود بيه، بس ماشية مع الهوجة.. وده إللي بقى بيحصل في إللي بيسموها "مهرجانات".. ناس ماشية بمبدأ "أي كلام فاضي معقول".

الصداقة أو الصحوبية أكبر وأسمى من أن يتقال عليها كدة، وفيها تفاصيل حلوة مش هيفهمها غير إللي صاحب بجد، وحس وداق، وفهم يعني أيه فيه حد وجوده بس مطمنك، وبتعرف تحكي له وتضحك معاه بصوت عالي.

مستحيل تجزم أن مفيش صاحب يتصاحب؛ لأن أنت إللي دورت غلط وفي حتة غلط.. مسيرك هتقابل حد جدع وأمين، محافظ عليك وعلى سرك وبيساعدك في كل خطوة ومش مستني منك أي مقابل.

ورسالة لأي حد بيسمع الأغنية دي "دي حاجة كدة للرقص وبس، ممنوع الاهتمام بكلامها؛ لأنه مُضر بالأصول".. لأنه ببساطة شديدة أنا واحد من الناس ربنا بيديني كل يوم صاحب بيتصاحب، وراجل طول عُمره راجل.
الجريدة الرسمية