رئيس التحرير
عصام كامل

إعلان سد النهضة.. نوايا حسنة أم نوايا بلح؟!


لم نعد القوم الذين دهنوا الهوا دوكو، وباعوا الشمس في زجاجات.. صرنا نشكو إلى الله هواننا على الناس.. ونتلقى صدمات الأوباش والأحباش.

لقد أولانا الأحباش أذنًا غير عابئةٍ.. بالبلدي "صدَّروا لنا الطرشة".. صرخنا.. تفاوضنا، وانتهى المقام إلى توقيع ما عرف بوثيقة إعلان النوايا.. وقعها رؤساء مصر وإثيوبيا والسودان.. إذن وصل الأمر إلى القمة، فلا مجال لنقض العهد والتلاعب والتراجع.. لكن فيما يبدو أن الاستهبال كان سيد الموقف، فألقت إثيوبيا بالنوايا الحسنة مع نوايا البلح في صندوق القمامة.

أتساءل.. أي نوايا حسنة بينما يمضي الأحباش في طريقهم نحو الانتهاء من بناء السد، في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات على أرضية إعلان النوايا المشار اليه؟!.. أي نوايا حسنة حين تستغل إثيوبيا الأحداث السياسية وضيق الوقت أمام القاهرة لكي تكرر التهرب من المفاوضات، وإطالة أمدها حتى تنتهي من بناء السد كما تريده؟!

النتيجة المؤكدة لما يفعله الإثيوبيون.. أننا سوف نصطدم بقاعدة يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقانون الدولي.. وموت يا حمار.. لذا كان الأحرى بنا أن نكشر عن أنيابنا ونبدي شيئًا من الخشونة في تعاطينا مع ملف سد النهضة؛ لأن المآلات بالغة الخطورة.. وقد كشفت عنها تصريحات لمسئولين سابقين وحاليين وخبراء متخصصين، وأشارت إلى أننا استُدرجنا للتوقيع على ميثاق إعلان النوايا بخديعة إثيوبية.

الآن تتواتر أنباء عن اتفاقيات جديدة لتقسيم مياه النيل بين دول الحوض.. أنتهز الفرصة حتى لا نتعرض لخديعة أخرى، وأقدم خدمة مجانية لمن يعنيه الأمر، وأبادر باقتراح إعلان نوايا للاتفاق الجديد فشر إعلان النوايا الأول، لربما نستعيد ذاكرة البرمجة والفهلوة ودهان الهوا دوكو.. وإليكم النص المقترح لميثاق إعلان النوايا:

ـــ تعلن دول حوض النيل عن اتفاقها التاريخي حول مبادئ مشتركة لتجنب ما سيترتب عليه بناء سد النهضة.. ويطيب لنا أن نعلن عن الميثاق حتى لا يذبل الشجر وينشف ريق البشر ويزحف على جلودهم الجرب.. وقد اتفقنا نحن دول الحوض على أن من يحرم جاره من المياه يتحرم من عينه وعافيته، وكذا من يحاول الاستيلاء على حصة غيره من دول الحوض يتكسر حوضه ما يلاقي مستشفى يقبله.

ـــ ونحن إذ نقترب من الوصول إلى نقطة الوئام التام حول تقسيم المياه.. نؤكد اتفاقنا وتطابق رؤانا حول عدة حقائق لا يمكن أن نتزحزح قيد أنملة عن القناعة بها والعمل من أجل تعزيزها والارتقاء بها.. ليس من أجلنا فقط وإنما من أجل الأجيال القادمة.. وهذه الحقائق هي:

1ــ الميَّة ما تفوتش على عطشان.
2ــ الميَّة بتروي العطشان وتطَفِّي نار الجربان.
3ــ اللي يرشنا بالميَّة نرشه بالخرطوش.
4ــ اعتماد النشيد الرسمي لدول الحوض "النهر بيضحك ليه وأنا نازلة ادَّلَّع أملا القُلَل".
5ــ إنما الأعمال بالنيات ولكل دولة من دول الحوض ما نَوَت.
الجريدة الرسمية