رئيس التحرير
عصام كامل

بابا فين؟!


بابا فين؟ بابا هنا
أقوله مين بيكلمه؟

الجميع يتذكر هذه الكلمات التي كانت تتردد في أغنية طفولية من وقت قريب، وتعرض على شاشات التليفزيون، لكن أنا أتذكرها جيدًا في هذه الأيام؛ لأنها تحولت من مُجرد أغنية إلى أسلوب حياة في الأسبوع الأخير.


هذا السؤال الذي قُمت بالإجابة عنه أكثر من أربعين مرة متتالية، ولكني كُنت أضيف جملة "بابا في المستشفى" أقوله مين بيكلمه؟! 

دخل والدي المستشفى في بداية الأسبوع الماضي، على غرار وجع بسيط في "ضرسه"، ولكن أنت تعلم سيدي القارئ ماذا عن الطب في بلدنا الحبيب، لذلك تحول الأسبوع إلى أسبوعين، وانتهى به المطاف خارجًا من غرفة العمليات، بعد إزالة كل ما في الفم!

لم أكن أتخيل أن حياة الإنسان بمثل هذا الشكل الغريب والمُعقد، ما هذا التحول بسبب "وجع ضرس"؟!

في لحظة يتغير الحال ويصبح الأمر على عكس ما هو عليه، في لحظة تُصبح حياة الإنسان مُهددة بالخطر.. تلك هي الحياة!

لا أريد إظهار والدي بطلًا رغم أنني أراه هكذا مُنذ طفولتي، ولكن أريد التحدث عما يسمى بــ"قوة التحمل".. هذه الكلمة التي تحمل معاني كثيرة جدًا، وهي تحملك لبعض الأشياء السخيفة التي تجرى في حياتك، تحملك لبعض النفوس الضعيفة التي تعيش في وسطنا بكل سلاسة ووضوح!

تحمل أمراض، ظروف، أو حتى مشاكل أو أي شيء من هذا القبيل.. ما أصعب التحمل، وما أقل المتحملين!

تعلمت أن هذه هي الحياة، وأن على الجميع التحمُل أكثر من المتوقع؛ لأن بكل بساطة التحمُل هو أول طريق المسئولية والعامل الرئيسي في تكوين الشخصية السوية.
الجريدة الرسمية