رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماسبيرو وإللي كان كان!


تخيل لو أنت ليك حد عزيز عليك جدًا وجاله مرض مش كويس، أو لو مثلًا صحيت من النوم لقيت الشخص إللي أنت مرتبط بيه بعد الشر مات، أو أو إلخ..

الصراحة أنا مش قاصد خالص أكون نكدي، لكن كل المشاعر دي حصلت لأهالي شهداء ماسبيرو، إللي راحوا غدر من كام سنة ده لو حد فاكر.

إمبارح كنت موجود بالصدفة البحتة في احتفالية لأهالي الشهداء، شُفت كلام كتير أوي في عيون أهاليهم، حاجة كدة ماتتوصفش، أمهات مكسورة لكن فرحانة، في عزة وكرامة غريبة واضحة في عيونهم، عندهم سلام داخلي فعلًا واخدينه من ربنا، عارفين ولادهم فين ومع مين!

دموعهم فيها فرحة حقيقية، ماتعرفش دول ناس مننا يعني كدة بشر عادي، ولا ربنا ميزهم عننا، ولا أيه الموضوع؟!

سمعت واحدة من الأمهات بتقول: لو ربنا عايز التاني أنا موافقة، سألتها يعني أيه، ردت وقالتلي "يا ابني كله منه وليه، إللي ربك عايزه لازم هيكون، هو فيه حد يستخصر حاجة في ربه!.. ابني التاني موجود ولو ربنا عايزه موافقة جدًا!".

بصراحة مافهمتش أوي إحنا بنتضايق على أيه، أو بمعنى أصح إحنا بنتضايق "ليه..؟".. إزاي ربنا بيدي الوجع ومعاه سلام وحكمة بالشكل ده، إزاي فيه ناس فرحانة بالموت؟!

إزاي فيه كمية السمو من المشاعر الراقية إللي داخل قلوبهم دي، فهمت جدًا يعني أيه ناس بتحترم مشيئة ربنا وإرادته.

ناس ولا فرق معاهم إعلام ولا تغطية إعلامية، ولا هدايا ولا تكريم ولا دياولو، معنى حقيقي للبساطة والتسليم واقتناع تام بــ"الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون".

استفدت حاجات كتير شخصية، وفهمت بعض الأشياء إللي وضحت لي يعني أيه "فرحة" حقيقية مش أي كلام، فهمت إزاي أكون في مصيبة لكن فرحان.

فهمت أن ربنا مش بيعمل أي حاجة صدفة وكله بترتيب، وأن هو فعلًا قادر على كل شيء وبيدافع، والدليل على كدة.. اسأل نفسك الناس إللي كانت بتحكم البلد وقت الحادثة فين دلوقتي؟

بعد مرور كام سنة دي كانت حكايتي مع شهداء ماسبيرو إللي خدموني أنا شخصيًا، ولسه ياما هيخدموا وخلوني أقول "ماسبيرو وإللي كان كان".
Advertisements
الجريدة الرسمية